الشريط الإخباري

المركز التربوي للفنون التشكيلية يفتح أبواب الرسم أمام الجميع-فيديو

دمشق-سانا

أكثر من مئة وخمسين مشاركا من طلاب وأساتذة المركز التربوي للفنون التشكيلية التابع لوزارة التربية ومن فئات عمرية متفاوتة قدموا خمسمئة عمل فني منوع بين الرسم والنحت والخط العربي والاعمال اليدوية في المعرض الأول للمركز والمقام حالياً في صالة العرض بمقر المركز بدمشق وتتنوع الأعمال المعروضة في الرسم من حيث الأساليب المقدمة بين الواقعي والبورتريه والتجريدي والتعبيري والرمزي وبالتقنيات اللونية بين الباستيل والرصاص والمائي والزيتي والاكريليك وغيرها الى جانب لوحات الخط العربي والمنحوتات بخامات منوعة فضلا عن أعمال الفنون النسوية اليدوية.

وعن المعرض وأهميته قال التشكيلي موفق مخول المشرف على عمل المركز لسانا إن المعرض يقدم خلاصة نتاج المركز التربوي للفنون التشكيلية الذي بدأ قبل ثلاثة أعوام لإشعار الطلاب بأهمية ما يقدمونه ولتعريفهم بأهمية الفن والرؤية البصرية للإنسان في اكتشاف الحياة معتبرا أن جمع مختلف الأعمار مع بعضها في معرض واحد جاء لتشكيل حوار بين الأجيال ولخلق تفاعل بين مختلف الشرائح العمرية.0

ويوضح مخول أن الفن التشكيلي كمادة تدريسية وتربوية مهم جداً للوصول الى التفاعل مع البنية النفسية والفكرية للطالب ومنهاج المركز لا يقدم الفن على أنه قيمة فنية جمالية فحسب بل كحالة إنسانية تفاعلية اجتماعية وكبرهان بان الشعب السوري شعب حضاري ويحب الجمال والفن ويدعو للمحبة خلافا لما يعمل أعداوءنا على تسويقه عنا بالأكاذيب وتشويه الحقائق والسعي لتدمير تاريخنا وإلغاء ثقافتنا.

ويتابع أن تواجد الأطفال في مثل هذه المعارض كمشاركين ومشاهدين يكون عندهم ذاكرة وطنية جميلة تبقى معهم طول العمر كما يشعرهم بأهميتهم وقدرتهم على فعل شيء إيجابي وحضاري وجميل ولاسيما في هذه المرحلة التي تتعرض فيها سورية لهجمة شرسة تحاول سرقة مستقبل أطفالها.

ويشير الموجه الاختصاصي لمادة التربية الفنية في مديرية تربية دمشق إلى أن لدى وزارة التربية توجها لتوسيع المشروع في عدة أماكن في دمشق ومن ثم لبقية المحافظات ليكون مشروعا وطنيا شاملا لكل أبناء سورية ويحقق الاستفادة من إمكانات وزارة التربية البشرية والمادية والبنى التحتية التي لديها.

ويؤكد مخول أن مشروع وزارة التربية لا يتعارض مع مشروع وزارة الثقافة في نشر الفن التشكيلي في حياة الناس حيث أن لكل جهة من جهات الدولة والمجتمع دورها الذي يجب أن تقوم به على أكمل وجه لنشر الوعي الفكري والجمالي والثقافي ليكتمل العمل الجماعي بتحصين الإنسان السوري من آثار الأزمة على المجتمع والوطن ككل.

بدوره يقول التشكيلي والخطاط جلال الغزي مدير المركز التربوي للفنون التشكيلية إن الهدف الأساسي من إنشاء المركز دعم التربية الفنية بالنسبة لوزارة التربية بشكل خاص والفن التشكيلي في المجتمع بشكل عام مبيناً ان صالتي العرض في المركز واللتين تحتضنان المعرض حالياً معدتان بشكل جيد للعرض بطريقة احترافية وتتم الاستفادة منهما في معرضي الربيع والخريف السنويين اللذين تقيمهما وزارة الثقافة.1

ويتابع إن عدد المدرسين في المركز هو عشرة مدرسين وطلابنا يصل عددهم في فصل الصيف لثمانمئة طالب ونعمل طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء وندرب الطلاب الذين تتراوح أعمارهم من ست سنوات وحتى السبعين عاما على الرسم والخط العربي والنحت فضلا عن دورات صيفية للراغبين بالانتساب الى كليتي الفنون الجميلة والهندسة المعمارية وكل ذلك بالمجان دون أي مقابل مادي.

ويشير الغزي إلى أن الإقبال يكون في المركز بشكل أكبر على الرسم ومن ثم الخط العربي ولا يشترط على الراغب بالتدرب في المركز أن يكون صاحب موهبة فالهدف ليس تخريج فنانين وخطاطين إنما نشر الثقافة التشكيلية والفنية في المجتمع.

ويبين الغزي أن المركز أقام دورات لمعلمات اللغة العربية ومعلمات الحلقة الأولى من التعليم الأساسي لنشر ثقافة الخط العربي ولمعرفة الفرق بين الخط الرقعي والخط النسخي لتوضيح هذه الفروق بين الخطين للطلاب.

ويلفت الغزي إلى أن الاقبال على المركز خلال السنوات الماضية ورغم الأزمة كان كبيرا جدا وهذا يدل على أن الشعب السوري يمتلك القدرة على تحدي الصعوبات ومحاربة أعداء الوطن بالفن واللون والحرف.

بدوره الفنان الشاب علي سليمان المدرس في المركز الذي شارك في المعرض بعمل زيتي مع مواد مختلفة بأسلوب سوريالي قال عن مشاركته بالمعرض الى جانب تلاميذه إن المشاركة تحمل الكثير من مشاعر التفاؤل والفرح وخاصة أن المعرض جاء نتيجة عمل ثلاث سنوات مضت مع أعمار من السبع سنوات للسبعين سنة.

وتابع إن الأطفال كانوا يحبون الأمور الخيالية والمفرحة أما الشباب والكبار فيريدون امتلاك التقنية ليرسموا الطبيعة الصامتة والبورتريه مبيناً أن السويات التي تأتي الى المركز تتفاوت حسب اوقات من السنة فهناك من يريد التدرب على الرسم للتقدم لكلية الفنون الجميلة او كلية الهندسة المعمارية خلال فصل الصيف وفي الشتاء يأتي الموهوبون لامتلاك التقنية والاسلوبية لتطوير موهبتهم وهذا يستدعي التعامل مع كل حالة حسب حاجتها وتقويم الأخطاء.2

أما النحات والمدرس هشام المليح الذي شارك بعملين نحتيين من خشب الصنوبر والزيتون وبأسلوب تعبيري رمزي فيقول.. إن أهمية المعرض تأتي من عدد المشاركين فيه والحضور الذين زاروه وشاهدوا الأعمال المعروضة فيه ما اوجد حالة تفاعلية وحوارية جميلة بين شرائح عمرية متنوعة موضحا أن الاقبال على المركز كبير لأنه يستقبل كل الأعمار من كل السويات الثقافية والتعليمية ودون أي شروط في الموهبة ودون أي مقابل.

وكان لافتا عدنان عبد الله الموظف في المركز الذي استفاد من وجوده في هذا الجو الفني التفاعلي ليطور موهبته القديمة وليتحاور مع الطلاب والأساتذة وليقدم أعمالا فنية عن البورتريه برؤية فنية جديدة مع خبرته السابقة وقال إن حلمي منذ الصغر تحقق في تواجدي في هذا المكان الفني وأردت أن أقدم في هذا المعرض لوحتين لوجهين أحدهما لطفل والآخر لامرأة عجوز لإظهار التضاد والتقابل بين الطفولة والكهولة.

المشارك أنس معترماوي طالب سنة ثانية في كلية الاقتصاد ويتردد إلى المركز منذ عامين وشارك في المعرض بأربع لوحات بورتريه بقلم الرصاص فيقول إن محبتي للرسم كانت منذ الطفولة ولكني لم أتلق أي دروس أو دعم إلا في هذا المركز الذي فاجأني عندما انضممت اليه فهو مكان مجهز بكل ما يلزم على أكمل وجه ليقدم للراغبين بتطوير موهبة الرسم لديهم ما يحتاجون وبالمجان.

ويؤكد المشارك مهنا مارديني الطالب في المرحلة الثانوية أنه استفاد من تواجده في المركز لتطوير موهبته وصقلها بشكل جميل فأصبح قادرا على رسم عمل كامل بقلم الرصاص مبيناً أنه قدم عملين أحدهما بورتريه للعالم داروين ولوحة سوريالية بعنوان طفلي الوحيد الذي أراد من خلالها تجريب هذه الأسلوبية وطرح تساؤلات عن علاقة الأشياء وأعضاء الجسد ببعضها البعض.4

أما الطفلة غنى عبد الفتاح سبع سنوات  فقد رسمت ثلاث لوحات بألوان الباستيل والخشب احداها تجريدية وعنها تقول..إن استاذتي أخبرتني بان هذه الأشكال تسمى أسلوبا تجريديا وأحببت نقلها عن لوحات موجودة في المركز بالوان مفرحة وجميلة مثل الأصفر والزهري وأحببت رسم نهر وأشجار تتساقط أوراقها في فصل الخريف في لوحة أخرى.

أما شقيقها محمد عبد الفتاح في الصف السادس جاء للمركز ليترفه عن طريق الرسم على حد تعبيره فيقول..كنت أرسم باسلوب تجريدي وبألوان مائية وشاركت بهذه اللوحة التي وضعت فيها البحر ورموز الديانات في سورية والإهرامات دون أن يكون بينها علاقة فأنا أرسم ما يخطر ببالي فورا.

المدرسة نسرين طريش شاركت بتسع لوحات بأسلوب تجريدي وبتقنية الكولاج بالأقمشة وبطريقة جديدة أدخلت فيها الخيط للوحة ليكون جزءا منها ويضيف لها جمالية خاصة وتقول.. إن أعمالها يمكن أن تكون ذات استعمال عملي لأشياء منزلية كوجه الوسائد والمفارش وهذا نوع من الفنون النسوية له أهميته واستخدامه.

وتشير المدرسة الشابة إلى أن حبها للأطفال جعلها تتخصص بتدريبهم في المركز وعلى فترتين في اليوم مبينة أن الأطفال يتفاعلون مع المواضيع التي يشتغلون عليها بطريقة جميلة وكان بينهم مواهب مميزة وروءية فنية تنم عن مستقبل كبير في الرسم.

أما الطالب الثلاثيني علي مصطفى فمشارك بالمعرض بلوحة تجريدية تمثل إسقاطا لمدينة من الأعلى وهي مزيج من الألوان الزيتية المفرحة يقول..اللمة التي قدمها المعرض تدل على الحياة والقدرة على العمل من قبل الأطفال والشباب والمدرسين لتقديم العمل الفني.

محمد سمير طحان

http://www.youtube.com/watch?v=nu-PWcSecQ0