الشريط الإخباري

رحل محامي الشيطان- بقلم: عبد الرحيم أحمد

لا شماته في الموت، وغالباً ما يكون الموت مناسبة لاستذكار سجايا الراحل، لكن في حالة السيناتور الأمريكي جون ماكين من يجد ما يمتدح به الرجل فليدلِ بدلوه، ونحن بدورنا سنحاول البحث في تاريخه الذي بدأه كطيار في سرب أمريكي يقصف أبناء فيتنام وأنهاه بدعم إرهابيين يقتلون أطفال سورية وشعبها.‏

هل يستحق الرجل أن نتحدث عنه؟ ربما لا يستحق من زاوية أن التذكير بشخص ناصب بلدنا العداء وانخرط بقوة في الحرب الإرهابية التي نواجهها تعظيم له، ولكن من زاوية أخرى فالحديث عنه تذكير لمن يسيرون في دربه ودرب أمثاله من أبناء جلدتنا ووطننا بأن النهايات محتومة ولن يسجل ضمير الأمة والوطن سوى أعمالنا.‏

الرجل بدأ حياته العملية بعد تخرجه من الكلية العسكرية طياراً مشاركاً في العدوان الأمريكي ضد فيتنام، وتم إسقاط طائرته أثناء تنفيذه مهمة قصف على هانوي عام 1967 ووقع في الأسر لمدة خمس سنوات ونصف السنة.‏

بعد انتهاء خدمته العسكرية ودخوله عالم السياسية لم يتخل ماكين عن توجهاته العدوانية فخلال مسيرة ثلاثة عقود كان المحامي الأقوى لكيان الاحتلال الإسرائيلي، دافع عنه في مختلف الساحات وقدم دعمه المطلق لشرور الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وضد العرب في لبنان وسورية.. وهذا ما اكده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما نعاه وقال فيه إنه خدم «اسرائيل» أكثر مما خدم الولايات المتحدة.‏

وللتذكير بسجايا الرجل أيضا فقد كان من أبرز مؤيدي غزو العراق والتدخل العسكري في ليبيا ومن الداعين لدعم الإرهابيين في سورية والداعمين للتدخل العسكري فيها، وتسلل إلى داخل سورية والتقى الإرهابيين في أيار 2013 ودعا الى تزويدهم بالأسلحة الثقيلة وإقامة منطقة حظر طيران تشمل الاراضي السورية كافة.

زار المسلحين في ليبيا وقال فيهم: «هؤلاء ابطالي». وفي اوكرانيا كان ماكين من المؤيدين والداعمين للمحتجين فيها، وزار ساحة الاحتجاج دعماً لهم وتأجيجاً للفوضى، كما دعم رئيس جورجيا ضد روسيا.‏

من يحاول إحصاء انجازات الرجل يستطيع أن يستنتج أنه وقف دائماً داعماً للفوضى والحرب والاحتلال والعدوان ويستنتج أيضا أنه خسر جميع المعارك التي دعمها وخسرت جميع الأطراف التي دعمها.. ولا نزال بانتظار أن تخسر «اسرائيل» بشكل نهائي.‏

منح وسام الحرية الأمريكي.. تحية لجهوده في قصف فيتنام ووقوعه في الأسر!!. «اسرائيل» نعت الرجل وربما بكته فهو محامي الشيطان القوي.. بعض أنظمة الخليج تأثرت لموته، فقد فقدت أحد أبرز داعميها في خط التخريب والفوضى.‏

لا شماته في الموت ولكن هذه بعض سجاياه..‏

صحيفة الثورة