أهالي القرى المتاخمة لمنطقة الحولة بحمص يطوون سبع سنوات من المعاناة مع الإرهاب

حمص-سانا

شكل تحرير الجيش العربي السوري لمدن وبلدات الريف الشمالي والشمالي الغربي من حمص بشارة خير لأهالي القرى المجاورة ونقلة استثنائية في مجال عودة الحياة الطبيعية إليها رغم مرارة الذكريات لتطوي بذلك سبع سنوات من ‏المعاناة مع الإرهاب.

‏قرية مريمين المجاورة لقرية الطيبة إحدى قرى الحولة عانت ويلات الإرهاب وقدمت الشهداء الذين تصدوا لهجمات ‏الإرهابيين المتكررة على منازل القرية سواء بالقنص أو القذائف.

وعبر المزارعان جعفر أحمد ريا ورئيف محمود من القرية ذاتها عن الأسف ‏للخسائر التي تعرضت لها أراضيهما بفعل الإرهاب حيث تم استهدافها من قبل ‏برصاص متفجر أسفر عن اندلاع النيران فيها وفقدان خيراتها.

قرية الشنية المتاخمة للطيبة أيضا عانت من الإرهاب وكان نعيم قاسم حماد واحداً من ضحاياه كما يروي ‏ولده زين فيقول: “عند قيام والدي بتفقد أرضه قام ‏الإرهابيون بقنصه ولم يستطع أهالي القرية إسعافه بفعل الرصاص المنهمر عليهم”.

صورة أخرى عن الإرهاب من ذات القرية يرويها حسن ابراهيم والد الشهيد الملازم أول ابراهيم فيقول: “‏الإرهاب الذي طال الأراضي الملاصقة للطيبة دفعنا لتركها وعدم ‏جني محاصيلها من زيتون وعنب وتين على مدى سبع سنوات حيث تقصد الإرهابيون إحراقها في فصل الربيع مع نضوج القمح ما تسبب بخسارة ‏كبيرة لأهالي القرية: على السفح الآخر المتاخم للحولة تتربع بلدة القبو معلنة النصر على الإرهاب الذي ‏استهدفها وما قصة الشهيد ‏الشاب ولاء عبدو إلا واحدة من هذه القصص المؤثرة كما يروي والده أحمد فيقول: “استشهد ابني ‏الصيف الماضي بلغم وضعه إرهابيو تلدو تحت علم لتنظيم “داعش” الإرهابي ‏على سطح مزرعة بالقبو فسارع ولدي إلى نزعه لينال شرف ‏الشهادة”.

ولم تسلم قرية الشرقلية أيضا من ويلات الإرهاب الذي انتشر في قرى الحولة ‏والشهيد علي بدور خير مثال على ذلك كونه استشهد خلال تصديه المتكرر ‏ورفاقه لهجمات الإرهابيين على قريتهم فيما شهدت قرية “فلة” على تخوم سد الحولة أحداثا مأساوية بفعل ‏الإرهاب وتروي رائدة الأحمد زوجة الشهيد محمد شقيف كيف ‏استشهد زوجها خلال قيامه برعاية أبقاره على أطراف السد واستهدفه الإرهابيون ‏برصاص القنص.

وفي الجهة الجنوبية للحولة وتحديدا في قريتي كفرنان وتسنين تروي زهدية عيسى العلي زوجة ‏الشهيد أيمن هدلة كيف استشهد زوجها خلال تصديه لهجمات الإرهابيين على قريته كفرنان وكيف اضطرت لهجر قريتها والإقامة في قرية أخرى أكثر أمنا.

‏ويضيف ابن كفرنان محمد عيسى الأحمد: ست سنوات ونحن ‏صامدون بوجه الإرهاب الذي يحيط بنا من ثلاث جهات الرستن والغجر من الشرق والحولة ‏من الغرب ومن جهة الشمال بلدة حر بنفسه وقد خسرنا مزروعاتنا وتعرضت أشجار الزيتون ‏للحرق ولكن اليوم بفضل بواسل جيشنا وهمة أبناء البلدة سنعيد الحياة إلى كل شبر فيها.‏

‏وفي القرية المجاورة تسنين يجلس الرجل الثلاثيني يحيى عباس شبه عاجز بفعل ‏رصاص استقر في عموده الفقري أدى إلى شلله خلال تصديه ورفاقه لهجمات ‏الإرهابيين على قريته كما تروي زوجته مريم علي: “بصعوبة تمكنت من إسعاف زوجي إلى المشفى ما أدى إلى تعطل حركة قدميه بفعل ‏رصاصة استقرت في ظهره واضطررت مع ولدي لترك القرية والنزوح طلبا للأمن”.

‏ويقول ‏مختار بلدة تسنين عبد المجيد العباس: “يفصلنا عن بلدتي الغجر وأم شرشوح 200 متر وقد أمطرونا بالقذائف والصواريخ لكسر إرادة الصمود.. حرمونا من زراعة أراضينا إلا أن حب الأرض والوطن أقوى من إرهابهم”.‏

ياسر دريعي ابن جبورين يقول: كنا ننام وأعيننا مفتوحة منذ عدة سنوات بسبب إرهابيي الغنطو وتلبيسة فالقذائف والصواريخ لم ‏تنقطع لكن عزيمتنا لم تضعف وصمدنا رغم كل الإرهاب.

آلاف الدونمات الزراعية خرجت من الخطة في بلدتي الأشرفية ‏والمختارية بالشمال الشرقي والجنوبي لبلدة تلبيسة كما يقول كل من علي سليمان المحمد مختار ‏المختارية وسليمان طربوش رئيس إرشادية الأشرفية الزراعية مضيفين: لا يمكن ‏وصف معاناة الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية خلال ست سنوات من الصمود الأسطوري بوجه القذائف التي طالت البشر والحجر والشجر.‏

اليوم قرر أبناء هذه القرى نسيان الماضي وآلامه ومآسيه وهم على ثقة بأن المستقبل يحمل معه الأمان والسلام لسورية وأهلها بفضل تضحيات جيشنا الباسل الذي قدم آلاف الشهداء كرمى لسورية وسيادتها واستقرارها.

عبد الحميد جنيدي – حنان سويد

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency