الشريط الإخباري

الغارديان تكشف عن توجه مئات النساء من الدول الغربية للانضمام للإرهابيين بالشرق الأوسط

لندن-سانا

في مؤشر على عجز الدول الغربية على كبح جماح انتشار الفكر المتطرف بين صفوف مواطنيها بعد أن عمدت على رعايته وتصديره إلى الدول الأخرى كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن المئات من النساء والفتيات يغادرن الدول الغربية للانضمام إلى الإرهابيين في الشرق الأوسط ما تسبب بتزايد مخاوف محققي وكالات مكافحة الإرهاب الغربية.

ولفتت الصحيفة إلى أن فتيات قد لا تتجاوز أعمارهن ال 14 أو ال15 عاما يغادرن بشكل أساسي إلى سورية بهدف الزواج من إرهابيين والانخراط في صفوف التنظيمات الإرهابية ناهيك عن أن بعضهن يحملن السلاح وذلك بعد أن تم تجنيد عدد كبير منهن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذرت الصحيفة من أن هؤلاء النسوة والفتيات يشكلن نحو عشرة بالمئة من الأشخاص الذين يغادرون أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا لإقامة روابط مع التنظيمات المتطرفة بما في ذلك تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي لافتة إلى أن فرنسا تتصدر القائمة من ناحية إعداد الإرهابيات المتطرفات المجندات وذلك ب63 فتاة ما يشكل25 بالمئة من مجموع الفتيات اللواتي يقدمن على هذه الخطوة فيما تفيد تقارير بأن نحو 60 أخريات يفكرن باتخاذ هذه الخطوة.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف أن السلطات الفرنسية اعتقلت في وقت سابق من الشهر الجاري خمسة أشخاص بينهم شخص وشقيقته بتهمة انتمائهم لعصابة في وسط فرنسا متخصصة في تجنيد الشابات الفرنسيات.

ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن حوالي 50 فتاة بريطانية انضمت إلى داعش وأن عشرة بالمئة منهن سافرن إلى سورية للمشاركة في العمليات المسلحة التي تشنها التنظيمات الإرهابية حيث يعتقد أن الكثيرات متواجدات في الرقة.

ولفت باحثون من المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدج في لندن إلى أن أعمار الفتيات اللواتي تم تحديد هويتهن تتراوح ما بين 16 و24 عاما وأن أعدادا كبيرة منهن خريجات جامعيات تركن عائلاتهن وسافرن للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية مشيرين إلى أن 40 امرأة على الأقل أصغرهن عمرها 13 عاما من ألمانيا انضممن إلى داعش في سورية والعراق ما يشير إلى وجود اتجاه متزايد بين المراهقين لتبني التطرف والسفر إلى الشرق الأوسط من دون إذن ذويهم.

وأشار هانز جورج ماسين رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور في المانيا إلى أن أربع قاصرات سافرن بهدف “الزواج من جهاديين تعرفوا عليهم عبر الإنترنت”.

من جهتها كشفت وزارة الداخلية النمساوية أن 14 فتاة غادرن البلاد لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أنشطتها الإرهابية بالشرق الأوسط.

لكن شايستا جوهير من شبكة النساء المسلمات في بريطانيا لفتت إلى أنه لا يعرف سوى القليل عن دوافع إقدام الفتيات على هذه الخطوة أو عن ماذا حدث لهن بعد مغادرتهن بلادهن محذرة من أن بعضهن صغيرات جدا في السن وساذجات حيث يمكن التلاعب بهن بسهولة كما أن بعضهن اصطحبن أطفالا صغارا.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض النساء والفتيات البريطانيات نشرن صورا لأنفسهن على الانترنت وهن يحملن أسلحة وقنابل يدوية وفي إحدى الصور رأسا مقطوعا في إشارة لانضمامهن إلى داعش.

من جهتها أشارت ميا بلوم أستاذة الدراسات الأمنية في جامعة ماساتشوستس إلى أن وسائل التواصل الاجتماعية تصور العيش مع المسلحين في سورية بأنه المدينة الفاضلة لجذب النساء الأجنبيات إضافة إلى تقديم حوافز مالية لهن مثل مصاريف السفر أو التعويض عن إنجاب الأطفال.

غير أن بلوم حذرت من أن الواقع مختلف جدا إذ أن التقارير بينت أن “النساء تعرضن للاغتصاب وسوء المعاملة والبيع في سوق النخاسة أو أجبرن على الزواج”.

وبعد تزايد التحذيرات الدولية من خطر الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية واحتمال عودتهم إلى بلادهم الأم لتنفيذ هجمات إرهابية فيها بدأت أجهزة الاستخبارات البريطانية والأوروبية تشديد إجراءاتها في محاولة لمنع هؤلاء من العودة أو السفر إلى سورية.

وكانت صحيفة ديلي ميرور البريطانية كشفت أن امراة بريطانية تدعى سامنثا ليوزويت تقوم بتدريب انتحاريات ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية.

الشرطة البريطانية تبحث عن مراهقة بريطانية قد تكون سافرت إلى سورية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية

وقالت الصحيفة في مقال آخر إن الشرطة البريطانية فقدت الآمال في العثور على مراهقة بريطانية سافرت إلى تركيا ويعتقد أنها حاولت عبور الحدود السورية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية هناك.

ونقلت الصحيفة عن الشرطة البريطانية قولها إن “الفتاة المفقودة البالغة من العمر 15 عاماً قد تكون حاولت الوصول إلى سورية للانضمام إلى تنظيم دولة العراق والشام بعد اعتناقها لأفكار متطرفة”.

وقامت الشرطة البريطانية بتعقب الفتاة البريطانية التي لم يكشف عن اسمها ويعتقد أنها من أصل صومالي منذ مغادرة منزلها في مدينة بريستول ببريطانيا.

وقالت الغارديان إنه يعتقد أن المراهقة التقت فتاة بريطانية أخرى يبلغ عمرها 17 عاماً في لندن قبل أن تسافرا معاً إلى اسطنبول بتركيا ويئست الشرطة البريطانية من العثور عليها قبل أن تعبر الحدود إلى سورية.

وقالت لويزا رولف مساعدة رئيس شرطة منطقة افون وسوميرست “إنه يمكننا أن نؤكد أن الطالبة البريطانية من مدينة بريستول سافرت إلى تركيا وقد تكون حاولت أن تسلك طريقها إلى سورية”.

وأشارت رولف إلى وجود دلائل تشير إلى أن الفتاة قد تكون متطرفة ولكن اولويتنا في هذه اللحظة هي العثور عليها قبل أن تجتاز الحدود إلى سورية والتأكد من سلامتها مؤكدة أنه يتوجب على الشرطة البريطانية أن تكون يقظة ومستعدة لرصد علامات التطرف.

وأشارت الصحيفة أن والدي الفتاة أبلغا عن فقدانها يوم الأربعاء الماضي كما ستحقق الشرطة البريطانية في بريستول في كيفية تبني البريطانيين افكاراً متطرفة ومحاولة العثور على أي شخص يحاول السفر إلى سورية.
ولفتت رولف إلى أن الشباب الذين يسافرون إلى سورية في أغلب الأحيان قد يكونون ساذجين ولا يعترفون بأنه تم جرهم للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.

يذكر أن مابين 500 و600 بريطاني يعتقد أنهم سافروا إلى سورية للقتال إلى جانب التنظيمات الارهابية فيما عاد منهم 250 حتى الآن وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت 69 إرهابياً لدى عودتهم إلى بريطانيا على خلفية اتهامهم بالمشاركة في القتال إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في سورية.

وبعد تزايد التحذيرات الدولية من خطر الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية واحتمال عودتهم إلى بلادهم الأم لتنفيذ هجمات إرهابية فيها بدأت أجهزة الاستخبارات البريطانية والأوروبية تشديد إجراءاتها في محاولة لمنع هؤلاء من العودة أو السفر إلى سورية.