الشريط الإخباري

مقطوعات عالمية ضمن أمسية “بيانو” للمركز الوطني للموسيقا باللاذقية

اللاذقية-سانا

استطاع طلاب وأساتذة المركز الوطني للموسيقا بأناملهم الذهبية وإحساسهم العالي إمتاع جمهور اللاذقية الغفير الذي ملأ مدرجات مسرح دار الأسد للثقافة لأكثر من ساعة من الزمن قدموا خلالها عددا من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية بأسلوب راق لا يخلو من الاحتراف.

واعتبر زيد الراهب مدير المركز ومنسق الحفل أن الأمسية تستمد أهميتها من التطور الكبير الذي حققه طلاب المركز الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من التمرين والمخزون التقني والسماعي وأصبحوا من خلاله قادرين على تقديم مقطوعات موسيقية تمتع الجمهور.2

وقال: “يغلب على برنامج الحفل الطابع الكلاسيكي لأن هذا النمط هو أصل آلة البيانو كما ان اختيار هذه المقطوعات يتيح المجال للطلاب لإبراز مواهبهم بشكل مباشر على المسرح ولاسيما أن الأساتذة تابعوا الطلاب بشكل حثيث ووجدوا أن لديهم إمكانية للظهور أمام الجمهور وهنا يأتي دور المركز بعرض هذه المواهب
على الناس وخاصة أن عددا كبيرا منهم يعزف على البيانو أمام جمهور عريض لأول مرة مما يعطي المشاركين فرصة حقيقية تحفزهم على الاستمرار والعطاء لتقديم أفضل ما لديهم”.

وتم التحضير للحفل عبر انتقاء المقطوعات المناسبة وتمرين الطلاب عليها لأكثر من شهرين ويشير الراهب إلى احتواء البرنامج بالإضافة للمقطوعات العالمية مقطوعة للعازف علي علوش”13 عاما وهو من طلاب المركز بالإضافة لقيام العازف آرام عمران بتقديم مقطوعتين من تأليفه الأمر الذي يعطي الحدث قيمة مضافة تبرز مواهب المشاركين بأفضل شكل على المسرح.

وأشار مدير المركز إلى أن تفاعل الجمهور الكبير مع الحفل كان مرضيا للمنظمين والعازفين على حد سواء فمجيء الناس للاستماع للموسيقا في هذه الظروف الصعبة ومحاولتهم ممارسة الأشياء التي يحبونها يعتبر واحدا من الأهداف التي سعى إليها المنظمون.

من جهته أوضح آرام عمران عازف ومدرس في المركز أن المدرسين المشرفين على تدريب الطلاب أخذوا على عاتقهم مهمة تنمية مواهبهم ومساعدتهم في ترميم النواقص كالتدريب على الثقة بالنفس والتحفيز بالإضافة للأمور التقنية الخاصة بالعزف ليأتي بعدها دور الطالب في التمرين والبحث مشيرا إلى أن الطلاب تنقصهم الكثير من الثقافة الموسيقية ولاسيما تلك المتعلقة بالموسيقا الكلاسيكية لأنهم اعتادوا على سماع المعاصر بشكل كبير لكن اندفاعهم ورغبتهم بالتعلم سيكون له الدور الأكبر في تجاوز هذه العثرات.

وعن مشاركته في الأمسية قال عمران: “قدمت مقطوعتين من تأليفي الأولى بعنوان “صولو” واستغرقت نحو العام لتأليفها وأردت من خلالها الإشارة إلى التفرد في كل شيء في حياتنا وعملنا وعلاقاتنا مع الآخرين أي أنني أجسد من خلالها الحالات الحياتية المختلفة أما المقطوعة الثانية فتحمل عنوان “حبيبتي” وقد كتبتها في فترة أقصر من الأولى لأنني كنت في حالة عاطفية متوهجة وتتميز هذه المقطوعة بطابع بطيء وحزين يناسب الموضوع الذي كتبت لأجله “.

أما علي علوش / 14 عاما فقدم مقطوعة من تأليفه الخاص أطلق عليها اسم إعادة الخلق حيث استطاع علي رغم حداثة سنه كتابة المقطوعة وتحضيرها بشكل احترافي عالي المستوى مشيرا إلى أن كل نوتة في المقطوعة تحمل شيئا من روحه وتجسد تجربة شخصية مر بها في مجال عزف البيانو.

ويقول: “المقطوعة عبارة عن مزيج من المشاعر يعبر في بدايتها عن الإنسان الضعيف الذي يستطيع في نهايتها إثبات وجوده وهي أول مقطوعة ألفتها في حياتي الموسيقية حتى الآن بعد أن مررت بتجربة ابتعدت خلالها عن عزف البيانو لكنني عدت بعدها إلى التمرين والعزف وأردت أن أوصل رسالة من خلال المقطوعة بأن الإنسان قادر على النهوض من جديد إن امتلك الإرادة وسيلاحظ كل من هو خبير في المقطوعات والنوتات أنني جسدت هذه الأمور في كل لحظة من لحظات المقطوعة”.

وقدم العازفون العشرة خمس عشرة مقطوعة موسيقية لعازفين عالميين متميزين في التأليف الخاص لآلة البيانو مثل بيتهوفن وشوبان وبول دوسونفيل وراخمانينوف بالإضافة إلى يان تيرسان ومقطوعتين حديثتين للمؤلف ياني قدمها العازف عز الدين مريشة/ 18 عاما الذي أكد أنه اختار تقديم مقطوعات موسيقية حديثة لأنه يعتبر البيانو آلة متجددة قادرة على تقديم ومواكبة كل جديد دون ان يقتصر الأمر على الكلاسيك فقط الذي يراه موسيقا صعبة تحتاج الكثير من الفلسفة للطرح.

وأشار مريشة إلى أن المقطوعتين تأخذانه إلى آفاق بعيدة يشعر بها بامتزاج إحساسه مع تقنيات عزفه ليقدم أفضل ما لديه خلال ست دقائق مدة عزف كل مقطوعة ولاسيما أنها المرة الأولى التي يصعد بها إلى المسرح ويعزف أمام الجمهور.

بدورها لفتت زينة سعلوكة “عازفة ومدرسة في المركز إلى أنها عزفت لمدة أربع دقائق إحدى مقطوعات شوبان التي تحتاج الكثير من الإحساس العميق لتصل إلى الجمهور بشكلها الصحيح حيث تمرنت على عزفها لأكثر من ثلاثة أشهر لكونها تعد من المعزوفات الصعبة لشوبان.

وذكرت أنها لم تصعد إلى المسرح منذ سبعة أعوام ما يجعل الأمسية فرصة لها لإعادة التواصل مع الجمهور وإبراز المستوى الذي وصلت اليه موهبتها في العزف مضيفة ان المركز سيقدم حفلا متخصصا للمدرسين يقدم مقطوعات عالمية بروح متنوعة تضم التانغو والفالس.

أما الطالبة آية سعيد/ 16 عاما التي اختارت احتراف آلة البيانو لما تمنحه لعازفها من تميز ورقي عزفت في الحفل مقطوعة للمؤلف يان تيرسان احتاجت منها الكثير من التدريب والجهد لانها تتطلب قدرا من الحساسية والتكنيك ولاسيما في المقطع الأخير الذي يحتاج لسرعة في القفز من نوطة لأخرى.

يذكر أن المركز الوطني للموسيقا تأسس عام 2004 و قدم أمسية متخصصة بالبيانو للمرة الأولى عام 2010 ولاقت نجاحا كبيرا ويتم حاليا التحضير لعدد من المشاريع اللاحقة التي سيحمل كل منها طابعا مختلفا كاللاتيني والكلاسيكي إضافة إلى الحفل السنوي الذي يجريه المركز في كل عام لطلابه ومدرسيه.

ياسمين كروم