الشريط الإخباري

أم الزيتون بالسويداء غابة من أشجار الزيتون وآثار شاهدة على عراقتها وأصالتها

السويداء-سانا

تتميز بموقعها الجغرافي المتوسط بين دمشق والسويداء الذي أهلها لتكون منطقة سياحية بامتياز ومنطقة استثمارية حيث تقع قرية أم الزيتون على طرف منطقة اللجاة الشرقي وعلى الضفة اليسرى لوادي اللوا وإلى الشمال من تل شيحان على طريق عام دمشق- السويداء.

وجاءت تسميتها منذ القديم لكثرة أشجار الزيتون فيها حيث كانت عبارة عن غابة تحوي أشجار الزيتون واللوز والتين ولاتزال بقايا هذه الأشجار موجودة رغم القطع والرعي الجائر والجفاف والظروف التي تعرضت لها على مر السنين.

وتنتشر في القرية زراعة المحاصيل الحقلية مثل القمح و الشعير و الحمص و العدس بالإضافة إلى زراعة الأشجار المثمرة وأهمها الزيتون والكرمة والفستق واللوزيات وغيرها حيث يبلغ عدد الأشجار المثمرة في القرية حوالي 29 ألف شجرة ويقدر إنتاج القرية من الزيتون في سنوات الخير ما يقارب 100طن سنوياً.

ويشير الباحث في آثار المنطقة الدكتور علي أبو عساف إلى أن معظم سكان القرية يعملون بالزراعة بالإضافة إلى أعمال أخرى من بينها تربية الماشية وصناعة البسط والسجاد اليدوي وأطباق القش.

ويعتبر إعمار أم الزيتون قديماً حيث تشكل الأبنية القديمة القسم الغربي من القرية وهي مبنية من الحجر البازلتي ومسقوفة بأحجار الربد على شكل أقواس كما يقول أبوعساف لافتاً إلى وجود بقايا آثار في القرية تعود للعهود النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية وأشهرها كليبة من القرن الثالث الميلادي ومنشآت لخزن المياه محفورة في الصخر وكنيسة قديمة لم يبق من آثارها سوى لوح عليه نقوش تدل عليها وكليبة بابها مرتفع ويشغل ثلث واجهتها وعلى جانبيه محرابان لنصب التماثيل فيهما أما في المصلى بداخلها فقد ثبتت حوامل للتماثيل بالجدران أما منازلها الحديثة فقد امتدت شرقاً حتى تجاوزت طريق عام دمشق-السويداء وهي مبنية من الأسمنت المسلح والحجر البازلتي.

وبين أبو عساف أن أم الزيتون تعد واحدة من عدة قرى أسسها الجنود المسرحون من الجيش الروماني لافتاً إلى وجود بركتين أثريتين في القرية غاية في الإتقان والإبداع إحداهما بركة جميلة لجمع المياه تسمى المكن وتسيل منها المياه إلى البركة المجاورة بعد أن تركد وتزول منها الشوائب فيما يوجد على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب والجنوب الغربي من القرية نفق يبدو كالكهف تحت الصخور البركانية و يبلغ طوله مئات الأمتار وارتفاعه وعرضه بضعة أمتار أما مدخله فهو مجهول وتتناثر فوق أرضيته كسر الفخار وبقايا المواد العضوية .

يشار إلى أن أم الزيتون تبعد عن تل شيحان البركاني شمالي مدينة شهبا الأثرية نحو8 كم وعن مدينة السويداء نحو 23 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 900 متر.

سهيل حاطوم