الشريط الإخباري

الخيارات الأخرى لمواجهة داعمي الإرهاب

ربما تكون الإدارة الأمريكية من أكثر الجهات التي تعلم أن القوة الأعظم التي تواجه الإرهاب في المنطقة هي قوة الجيش العربي السوري المدعوم بالدفاع الوطني والمحتضَن من الشعب السوري على اختلاف مشاربه..

ذلك لأن الإدارة الأمريكية تعلم جيداً حجم الإرهاب والأموال والضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تم زجها لـ «إسقاط الدولة السورية» ولإنهاك الجيش العربي السوري، لكنها لم تستطع، بل على العكس تماماً فإن الجيش العربي السوري بات أكثر قوة وخبرة وتصميماً على اجتثاث الإرهاب «الداعشي والقاعدي والخرساني» وغير ذلك من تسميات تتلطى خلفها المجموعات الإرهابية لتوهم الآخرين بأنها «معارضة معتدلة» مع أنها تربت على أطباق الإرهاب التي فرشتها مملكة آل سعود لمن هبّ ودبّ من التكفيريين ومن ثم صدّرتها لترتكب الجرائم بحق السوريين وشعوب المنطقة، وبحق الإنسانية جمعاء.

والإدارة الأمريكية أكثر من يعلم أيضاً أن إيران كانت من أولى الدول التي مدت يد المساعدة للدولة السورية وللدولة العراقية، وحتى للبشمركة لمواجهة خطر «داعش» وغيره من المجموعات الإرهابية.

والإدارة الأمريكية أكثر من يعلم أنه لولا الدعم السعودي والقطري والتركي للإرهابيين لتم اجتثاثهم منذ زمن.. ومع ذلك كله فإن هذه الإدارة التي عوّدت العالم على أن تكيل بمكيالين، وتنظر بعيون حولاء تصر على إنشاء تحالف يستبعد الجهات التي تحارب الإرهاب، وتستحضر الجهات الداعمة له والغاية «المعلنة عبر التصريحات» هي محاربة الإرهاب ومحاولة القضاء عليه في غضون سنوات لا تقل عن ثلاث سنوات وربما تستمر إلى ما لا نهاية وبما يضمن بقاء القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة لاستنزاف موارد وخيرات شعوبها، ولتوليد مجموعات إرهابية جديدة بتسميات مبتكرة تؤمن انضمام إرهابيي «داعش والنصرة والقاعدة» إليها، لكي يستمر الإرهاب بأفظع مما يمارس الآن.

أمريكا لا تريد مكافحة الإرهاب، ولا تزال مصممة على خراب المنطقة والعالم، ومواجهته سياسياً فقط من الدول المكافحة للإرهاب لم تعد كافية، وإنما تحتاج المواجهة إلى وضع الخيارات الأخرى حيّز التنفيذ.

بقلم: محي الدين المحمد