الشريط الإخباري

التشكيلي إياد بلال.. ملتقى أغافي للنحت رد فعل ثقافي على جرائم الإرهابيين

اللاذقية- سانا

تحولت القطعة الخشبية التي تزيد على متر بقليل بيدي الفنان إياد بلال وأدواته بعد مضي أيام قليلة من ملتقى أغافي للنحت على الخشب في المتحف الوطني باللاذقية إلى منحوتة فنية تجمع وجوه ثلاثة أشخاص يصعدون إلى السماء وكأنه قيامة لهم من الركام أو الارض والبحر.

بلال ابن محافظة حمص الذي يسابق الوقت في أول مشاركة له في “أغافي” يشرع كامل أدواته دون استراحة تذكر وكأن لوحته جاهزة تنتظر فقط أن يبث فيها الروح وينتزع منها الزوائد الخشبية تأتي كما يقول لـ سانا الثقافية “استكمالا لأعمالي في البحث والتشكيل الذي أعمل عليه منذ ثلاث سنوات تقريبا على الوجه الإنساني بتحوير ما.. وضغط الوجوه معا.. في محاولة لوصف الموت والولادة والحب والحرب وقيامات الانسان واتجاهات الانسان المعاصر وأزماته”.

ويحاول بلال في كل أعماله أن يكون هناك “تطلع إلى الأعلى.. ففي كل لوحاته هناك قيامة.. ولكن كجماعات حيث لا وجود عنده لشخص مفرد” انطلاقا من اهتمامه في البحث عن الرقم بشكل ما ورمزيات الأرقام والشكل مؤكدا أن ذلك جزء من الفنون.

ويرى بلال أن لـ “أغافي” وغيره من الملتقيات خصوصية بإقامته في هذا التوقيت “فنحن نمارس من خلال النحت فعلا ثقافيا يمثل رافعا معنويا وبديلا موضوعيا عن كم القتل والتدمير ودليلا على تجذر الإنسان في هذه المنطقة كرد على جرائم الإرهابيين وما يرتكبونه من أعمال وحشية” من قتل ودمار ونشر لظلاميتهم “عندما يطيحون برأس أحد علماء الاثار في تدمر ويهدمون الآثار ويسرقونها من حلب وامتداد الجغرافيا السورية والموصل في العراق”.

وينظر بلال إلى النحت على أنه وسيلة لحفظ الذاكرة والتاريخ حيث يقول “نحن أولاد الذاكرة بالحس الجمعي وهي ذاكرة تمتد لآلاف السنين لعب فيها النحت على الحجر والخشب والكتابة دورا في الحفاظ على ذاكرة الإنسان الأول ونقلت لنا حضارات الإنسان في هذه المنطقة ومجتمعاتها الأولى من سومر وأكاد وبابل وأوغاريت وتدمر وغيرها”.

ويصف ملتقى الفنانين في “أغافي” وغيره من الملتقيات بأنه “صنع لذاكرة جديدة للقادمين” باعتبار الفن انعكاسا للواقع حيث كل فنان يعبر عنه بطريقته وثقافته ورؤيته التشكيلية التي تختلف باختلاف السويات والمراجع والرؤية وإن كان ذلك “يعبر عن حالة فردية إلا أنه مع الفعل الجماعي يثبت أن الإنسان في هذا المكان باق ليصنع حضارته”.

ويسهم الملتقى بتعميق التجارب والتراكم في حياة الفنان حسب بلال “ليس فقط للفنانين الكبار المعروفين فحسب وإنما أيضا للطلاب الذين شاركوا في الملتقى الأول كطلاب ليكونوا اليوم زملاء لفنانين كبار في الملتقى فضلا عن كونه فرصة لرفد الحركة التشكيلية السورية وخلق تنوع مختلف”.

بلال يعتبر الفنانين “أشخاصا غير عاديين يتملكهم الهوس ويستحوذ على أفكارهم فيشعر من النظرة الأولى إلى الملتقى أنه يلتقط صورة من الأعلى ليرى مجموعة من الأشخاص يضعون رأسهم برأس المطرقة والخشب ويتركون حياتهم الاجتماعية لكنهم في الوقت نفسه يصنعون فعلا خلاقا وابداعيا يضع فيه الفنان محصلته العاطفية والفكرية والنفسية ويوجهها باتجاه فعل ابداعي وفني”.

وإياد بلال خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق قسم النحت بمشروع جلجامش 1998 وله عدة نصب تذكارية في المحافظات منها احمد مريود بالقنيطرة والشيخ صالح العلي في طرطوس وأطفال عكرمة الشهداء في مدرسة عكرمة المحدثة التي استهدفها الإرهابيون بسيارة مفخخة والجولان عائد في القنيطرة وأعمال نحت وملتقيات بين اسبانيا ولبنان والإمارات العربية كما يعمل في مجال السينوغرافيا بالمسرح.

وملتقى أغافي للنحت على الخشب الثالث تقيمه وزارة الثقافة “مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة السياحة في حديقة المتحف الوطني بمدينة اللاذقية ويستمر حتى ال 12 من الشهر الجاري بمشاركة 10 فنانين من مختلف المحافظات.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency