الشريط الإخباري

هنيئا للسوريين فرحتهم-الوطن العمانية

لم يوفر حلف التآمر والعدوان على سورية وسيلة لتوظيفها في سياق مؤامرته الهادفة إلى تدميرها، إلا أن سورية شعبا وجيشا وقيادة كانت على الدوام حاضرة لدحض أي افتراء أو تسويق مغرض يهدف إلى التشويه والتحريض، وإلباس الحقائق لبوس الكذب والتدليس في إطار المحاولات اليائسة لحلف التآمر والعدوان لتأليب الشعب السوري ضد دولته وجيشه الوفي وقيادته الوطنية بهدف بناء حاضنات شعبية للإرهاب الذي راهن عليه هذا الحلف لتدمير سورية وإبادة شعبها وإهلاك الحياة فيها.
فالأداء السوري اللافت، سواء على الميدان وما يحرزه الجيش العربي السوري من انتصارات وإنجازات مهمة بمطاردته فلول الإرهاب وصون الأرض والعرض والدم وحماية المكتسبات والمقدرات، أو على المستوى السياسي وما تؤديه القيادة السورية من واجبات وطنية مشهودة تجاه الشعب السوري دون تمييز حتى أولئك الذين تعرضوا لغسيل مخ وخداع وغرر بهم، فهذا الأداء له مفاعيله في الحضور الميداني والسياسي، فكان في حقيقته أحد مداميك النجاح، ومتراسا لصد الهجمات الإرهاريية وغارات التغرير وتزييف الوعي والتشويه والتحريض، ولم يمر يوم إلا وله شاهده على ذلك.
وما إفراج السلطات السورية عن عشرات المعتقلين المشمولين بمرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد بعد نحو أسبوع من فوزه في الانتخابات الرئاسية، سوى واحد من بين الشواهد الدالة على عمق الفكر السياسي الذي يقود دولة في حجم سورية، دولة تقاوم حربا مفروضة عليها من نصف العالم تقريبا، فكر سياسي يعبر في عمقه ودلالاته عن وعي وانتماء وطني، ويدحض كل الأساطير والأكاذيب والفبركات التي يسوقها حلف التآمر والعدوان وعملاؤه وموالوه؛ لأنه بكل بساطة لو كان صحيحا ما يسوقه المتآمرون لكانت أحكام الإعدام والمؤبد وخاصة في قضايا الإرهاب التي شملها المرسوم الأخير الذي يعد الأكثر شمولا من مراسيم العفو السابقة.
إن هذا العفو والإفراج فيه رد واضح على المروجين للأكاذيب والواقفين خلف سياسات تآمرية تدميرية مهلكة، وفيه رد مفحم على الحسابات الإقليمية والدولية الصبيانية المتآمرة التي راهنت على المغرر بهم والمخالفين للقوانين ممن وقعوا في قبضة العدالة ليكونوا طابورا في طوابير إرهابها الذي دعمته، محاولة الاستفادة من تطبيق العدالة بحق هؤلاء المعتقلين في تحريض عائلاتهم وذويهم وتأليبهم ضد وطنهم قبل جيشه وقيادته.
غير أن الشعب السوري بمن فيه عائلات المعتقلين وأقاربهم كان أكثر وعيا وإدراكا لحقيقة المخطط الذي فشل في أن يهز شعرة واحدة من رأس السوريين الذين عبروا عن كشفهم لمؤامرات الأعداء ومخططاتهم بتمسكهم بوطنهم وسيادته واستقلاله. ولذلك حين وضعوا أصواتهم في صندوق الانتخاب كانت الثقة تملؤهم والأمل يحدوهم في أن من قاد السفينة من البداية وحافظ عليها وسط مراحل متفاوتة من التكالب الدولي حينا والانفراج النسبي حينا آخر، لن يغرقها ويتخلى عنها وعن من فيها اليوم، فهذه هي سورية المتسامحة والمتحابة، فالمخطئ يخطئ تغريرا وسوء تقدير، لكنه سرعان ما يستدرك ويعود، ولذلك من المؤكد أن كل معتقل مفرج عنه وهو بين أحضان أسرته يدرك حجم خطئه، وبعودته عن ذلك أدخل البهجة والسعادة لأسرته التي انتصرت لوطنها قبل فردها. فهنيئا للسوريين فرحتهم بأبنائهم وهنيئا لسورية قيادتها الحكيمة.

رأي الوطن