الشريط الإخباري

الزجل ينبض بحب الوطن والجمال في سهرات مهرجان ليالي وادينا بحمص

حمص-سانا

لم تخلُ سهرات مهرجان ليالي وادينا في وادي النضارة بمحافظة حمص في الفترة من 2 و لغاية 8 من الشهر الجاري من الشعر الزجلي النابض بحب الوطن والجمال والسلام فأقيمت أمسيتين زجليتين بالمركز الثقافي في مرمريتا في ختام المهرجان على مسرح جامعة الحواش بحضور رسمي و شعبي كبير.

وتألقت في ختام المهرجان أمسية زجلية لفرقة الدلب بقصائدها وأشعارها ، برقة وعذوبة من الموشح والقرادة والمعنى والمخمس مردود والقصيد العادي لتنال إعجاب كل من يصغي لشعرائها.

وأوضح حسان بسطاطي رئيس فرقة الدلب الزجلية أنه تم تأسيس الفرقة في مشتى الحلو بداية التسعينيات من القرن الماضي ومن روادها الأوائل مجموعة من الشعراء والحائزين على الشهادات العلمية الجامعية في مجالات متنوعة من ريفي حمص وطرطوس وتضم حالياً الشعراء (المهندس عصام يوسف والمحامي معن محمد ومحمد الموعي أستاذ اللغة العربية) ومن الرواد الأوائل المؤسسين للفرقة (روحي طعمة وشكيب موسى وسامي سعادة ومحمد صبرا) وأحيت الفرقة عبر تاريخها العديد من الحفلات الزجلية على طول خط الساحل السوري وحتى جنوب لبنان من خلال تناول مواضيع ومواقف وطنية واجتماعية وأخلاقية وفكرية وتراثية وفولكلورية وحتى قضايا فلسفية.

ويرى بسطاطي أنه على شاعر الزجل أن يتمتع بالفطرة وسرعة البديهة وبقدرته على ارتجال الشعر الزجلي باعتباره من روائع الكلام فهو شفاف ورقيق ويدخل إلى القلب بسهولة ويتقبله السامع لحلاوته وشفافيته التي تحمل الدفء والسحر دون غيره من فنون الشعر الغنائي حيث يتغنى الزجال بالأرض والوطن والطبيعة والجمال وكل محطات الحياة ومواقفها.

وبين بسطاطي أن شعر الزجل ذهب مع شعراء سوريين إلى المغترب في أمريكا وأسسوا لفرق فردية هناك منهم نسيم النبع وفاضل يوسف وشاكر سليمان وغيرهم منوهاً بأن الأجيال الشابة لا تعرف الكثير عنه بينما الأجيال من الشباب الناضج وكبار السن يتابعه باهتمام وشغف أكثر معرباً عن أمله بأن يدعم هذا اللون التراثي من خلال برنامج إعلامي.

وحول معاناة الوطن قال بسطاطي:
“بلادي اللي كانت للحلا امتيلي …. وعشفاف تم الصبح ترتيلة
وشفة بفنجان الشفق من نور …. أطيب من البن البرازيلي
لـكن بعد مـا تنَتّر المَنتور …. وتَرْغل ألم من جرح هابيلي
ما ضل غير الشوك والزّعرور…. وتموز صارت غَيمتو تْقيلي
لـكن قبل ما يوقع المحظور …. وتوقع الجمرة عن الأركيلة
يلا تركيني بخاطري المكسور …. لا بحب احكيلك عن بلادي
………….. ولا عن بلادي بحب تحكيلي ……………. “.

ومن شعر الزجل نوع القرادة قال:
” ع نبع الدلبة جايين …. تنلاقـيكـم يا محبيّن
ونودع حفلات الصيف …. بحفلات الصيف الحلوين”

ومن لون المعنى كهذا المقطع:
“مشتى الحلو رمز المَفاتن والبَها …. بـ حورها وصفصافها وبدلبها
مشتى الحلو ما اعتادت تلاقي الضيوف …. وتستقبلن إلا بْحَنايا قلبها “.

و المخمس مردود مثل :
“من التوب الشفاف بخاف …. النّفناف الأحمر ينشاف
وشفاف يموج عْلى الصدر …. وصدر يموج على لشفاف”.

وشارك عفيف بيطار شاعر الزجل من القلاطية في الأمسية الزجلية بثقافي مرمريتا من خلال تقديمه لعدة قصائد شعرية زجلية تناولت مواضيع مختلفة من التراث وحب الوطن وقصائد تتغزل بجمال وادي النضارة ومنها :
” سحرني بالحلا وادي النضارة …. مضوّى شموع المحبة بجدارة
بحضنو شفاف زهر الفل ندو …. و فاح عطرها من أول اشارة
الحلا من جبال وادينا استمدو …. وباسمك عنونوا كتاب الحضارة “.

كما ألقى قصيدة عبّر فيها عن حبه لسورية الوطن قال فيها :
“بلادي بالحلا الله حـبـاهـا …. و من بلادي الدني كلها اصطفاها
زرعها شلوش شجرة سنديانة …. شموخ و كبرياء من عندو عطاها”

إضافة إلى عدد من القصائد الغزلية التي تتغنى بالجمال منوهاً بحبه للزجل وخاصة أنواع القرادة والشروقي والقصيد والموشح كونه بسيطاً وجميلاً ولسهولة وصوله إلى الناس بسرعة حيث يفهمه الجميع من مختلف المستويات الثقافية باعتباره لغة الناس المحكية.

ويعود تاريخ الزجل إلى العصر الأندلسي الذي أبدع شعراؤه في الزجل إلا أن معظم هذه الأزجال قد ضاعت لعدم تدوينها وللزجل أوزانه التي تلتقي مع بعض أوزان الشعر الفصيح فوزن البسيط يستخدم في الشروقي والموال ويستخدم الوافر في القصيد والعتابا ويستخدم بحر الرجز للمعنى وللزجل أنواع كثيرة منها القصيد والشروقي والمعنى والقرادي والموشح والعتابا والميجنا وغيرها .

ويعرف الزجل بأنه فن من فنون الأدب الشعبي وشكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية وتعني كلمة زجل بالعربية الصوت وهو ارتجالي وعادة يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين من شعراء ارتجال الزجل مصحوباً بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية . وينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان وفلسطين وسورية والجزائر.