الشريط الإخباري

الشاعرة السورية المغتربة أشجان الشعراني: أكتب كل أنواع الشعر وأجد نفسي في الموزون

دمشق-سانا

الشاعرة السورية المغتربة أشجان الشعراني تمتلك موهبة شعرية استقت ثقافتها من التراث الأصيل إضافة إلى ما اكتسبته من واقعها ما جعل شعرها يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويهتم بالمواضيع الإنسانية والعاطفية والاجتماعية كما كان لغربتها خارج الوطن أثر كبير في شعرها الوجداني ونمطه الإنساني.

وفي حديث لـ سانا قالت الشعراني أرى في الشعر انعكاسا لما يجول في الخاطر وتعبيرا عن رؤية الإنسان لما حوله وليس كل ما نسمعه يستحق تسمية الشعر فليس كل منا قادر على كتابته إن لم يستطع الغوص في جمالياته ويمتلك الموهبة والأسس التي تمكنه من ذلك.

وأضافت أنا أكتب الموزون و النثر منه في الشعر و لكني أميل للموزون أكثر لأني أرى شخصيتي به أكثر وهو جزء من وجود الشاعر العاطفي وخلاله أعبر عن حالتي النفسية بشكل فني يؤثر بالمتلقي ويتفاعل معه وتقول في إحدى قصائدها.. لم أدر أية ريح أضرمت بدمي .. لكي أمارس فيها رغبة السفر هل أنها عشقت إعصاره فأتت .. أم هل تَهب لتروي قصةَ المطر وعن معنى الشعر قالت “هو عندي نبض أبوح به في كل حالاتي مستعينة بحروف الأبجدية لتتغلغل الكلمات في أعماقي و تخاطب وتستقي منها ما شاءت لا أذهب إليه طواعية وإنما يسحب روحي إليه حين أدعها تسبح في ملكوتها لأن الشعر حالة وجدانية فضاؤها حر ولا قيود أو حواجز لها و لا وقت يحدها فالحرف والورق انعكاس مشاعري وشخصيتي”.

ولكنها ترى أن الشعر الموزون وحده يعبر عن مقدرة كاتبه واصفة إياه بالقول هو تاريخنا و حاضرنا الذي لن يموت و سيبقى لنورثه لأحفادنا وهي إلى ذلك لا تحب المقارنة بينه وبين نوع آخر كالحديث مثلا فلكل حالاته و قدرته كما أن لا منافسة بين شعر الشطرين وسواه لان الشعر نتاج موهبة يعبر الشاعر فيها عن أشياء تخص الإنسان عبر وجدانه وثقافته بأسلوب فريد ومبتكر في كل نص.

وهي في غربتها تجد في الشعر أنيسا لوحدتها رغم وجود اختلاف واضح فيما يكتبه الشاعر المقيم في وطنه عن الشاعر المغترب فالفرح في الغربة لا يشبهه في الوطن بل تغلفه غصة الحزن والفراق عن الأرض والأهل لتعتصر الغربة أجزاء الشاعر كطفل أبعد قسرا عن أمه.

وعن كتابة الشعر للوطن في الغربة قالت الشعراني عندما أكتب لبلدي استحضر ياسمين دمشق وتعبق في ذاكرتي سورية لتحيا في نبض روحي و تأبى الفراق بينما من يكتب الشعر وهو في حضن وطنه تختلف العبارة ويختلف النغم وتستقوي عنده التراكيب.

وتملك الشعراني رأيا خاصا بشعر الغزل وهو في نظرها خط شعري فريد قد يمتزج مع كل أغراض الشعر الأخرى ولكنه يعبر عن حالة خاصة لدى الشاعر عندما يكون الحبيب هو الكمال بعينه في القلب والروح لذلك يقال مرآة الحب عمياء.

ولكنها رغم ذلك تفرق بين الحب والغزل فالحب بنظرها حالة وجدانية ترتقي بها الروح لتلامس كل ما يخص الحبيب أما الغزل فهو توصيف لشخص أو شيء أعجبنا وكأننا نرسم ما نراه فيه بالحرف والمعنى لا بالريشة وكتبت في إحدى قصائدها.. لم شراعك فالشطآن خاوية و الأرض حيرى .. تحاكي الفلك في صخب .. ارس على شاطئي فالعمر يزدهر .. لا ترحل عنه .. إن البحر في غضب وحول منافسة الرواية للشعر قالت في كليهما تتداخل المشاعر في صياغة التعبير مهما كان نوع الشعور لكن حتى لو كانت المنافسة موجودة لا يلغي أحدهما الآخر ولا يمكن أن تكون الرواية منافسة للشعر فالرواية سرد للأحداث وقد يتداخل فيها الماضي والحاضر مع تعدد الأبطال والشخصيات أما الشعر تجسيد للمشاعر الشخصية الفردية بطريقة مختلفة جدا عن الرواية أو القصة.

وبرأي شاعرتنا فإن أثر التكنولوجيا ضعيف أمام الشعر لان الشعر موهبة وكلما اكتسب الإنسان خبرة ومعرفة تحولت الموهبة إلى رغبة تدفع بصاحبها للكتابة وبذلك يكون قد استفاد من كل ما صادفه من تكنولوجيا وغيرها.

يذكر أن الشاعرة أشجان نورس شعراني من مواليد مدينة دمشق حاصلة على دبلوم في هندسة العمارة تقيم في ألمانيا حاليا حيث شاركت بندوات وأنشطة عبرت فيها عن قسوة الغربة ومرارة البعد عن الأهل والوطن ولها ديوان سيصدر في بيروت قريبا بعنوان /منمنمات على كف دمشقية/.

محمد الخضر