الشريط الإخباري

آلهة الحب والجمال محطة بارزة في تاريخ الفن التشكيلي السوري

دمشق-سانا
توثق اللقى الأثرية المكتشفة في مختلف المواقع الأثرية السورية قدرة الأنامل المبدعة للنحاتين والرسامين في العصر اليوناني والروماني على تجسيد شخصية كل ما يرمز إلى الحب والجمال بشكل دقيق متقن حيث اعتمد فيها الفنان التشكيلي في سورية على الأصول الجمالية المثالية في نحت ورسم أشكال النساء وهم في منتهى الكمال الجمالي المثالي فجسد الجمال في جوهره الخالص وأبرز ملامح المرأة المملوءة بالصحة والحيوية والرشاقة والجمال الطبيعي ومال في تشكيل لوحاته الفنية إلى النعومة والتكامل والتشطيب الوافي مع الإيقاع في الأجسام الحية لتبدو بعيدة عن الجمود والصلابة.
ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارىئ النقوش الكتابية القديمة “مسمارية أبجدية هيروغليفية” في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن أفروديت إلهة الحب والجمال عند الإغريق والتي سميت لاحقا فينوس عند الرومان وتعني الوردة الفرحة تعتبر من أروع التماثيل التي نحتت ولوحات الفسيفساء التي شكلت والتي عبرت أبلغ التعبير عن جمال المرأة وركز النحات فيها على إبراز الملامح الجمالية في تعابير الوجه وصورت بقد ممشوق وجمال خلاب وجسد يتفجر أنوثة.
وقد نحتت منتصبة أو جالسة وفي أغلب الأحيان بصورة عارية بخلاف معظم الربات التي جسدت وهي ترتدي رداء علما أنه لم يظهر نحت إغريقي يصور امرأة عارية قبل القرن الخامس قبل الميلاد.
ويشير السيد الى أن عبادتها تنبع على الأرجح من أصل شرقي وأن المعطيات الأثرية ودراسة صفات أفروديت أو فينوس توءكد أنها تماثل الربة السورية عشتار إلهة الخصب والحب والجنس والتي غالبا ما جسدت عارية بصورة شابة ممتلئة الجسم ذات قوام جميل وخد هن معمن بالحيوية وعينين جميلتين مشرقتين تسحر وتفتن كل من ينظر إليهما وجمال اخاذ في فمها يكمن سر الحياة والسرور الدائم لا تفارق وجهها الابتسامة التي تبعث الأمن والطمأنينة في نفوس محبيها وتجوب الحقول والغابات بخفة ورشاقة ودلال فتفجر الينايع خلفها بالماء وتتفتح أزهار الأرض معطرة المكان الذي تمر به بأطيب العطور وتثمر الأشجار وتزهوالأرض بالسنابل والنماء.
ويؤكد السيد أن سورية تفتخر اليوم بامتلاكها مئات التماثيل والرسوم ولوحات النحت النافر التي تصور الربة عشتار والتي يصنف بعضها كقطع نادرة عالميا بعضها محفوظ في متحف دمشق الوطني ومتحف ديرالزور ومتحف حلب ومتحف الرقة ومتحف تدمر والتي يوءرخ أقدمها بالألف الثالث قبل الميلاد أهمها ثلاث دمى مصنوعة من فخار تصور الربة عشتار الدمية الأولى زين رأسها بتاج مزين وزين جيدها بعقد فريد يغطي كامل رقبتها والقسم العلوي من صدرها موءلف من أربعة صفوف بشكل مربعات شعرها مجدول ومنفذ بطريقة اللصق اكتشفت في موقع تل براك الأثري في محافظة الحسكة ومحفوظة حاليا في متحف ديرالزور.
الدمية الثانية تصور الربة عشتار واقفة تضع تاجا على رأسها وتمسك صدرها بيديها زين جيدها بعقد مزين بتجاويف غائرة ويتدلى شعرها المسرح بعناية حتى يتصل مع الطوق الذي تضعه على صدرها شكلت العيون بشكل حلقتين مثقوبتين بغرض وضع حجر كريم وشكل فمها على شكل لسان طائر أما الجسم فصمم بشكل أسطواني وله في نهايته قاعدة دائرية للوقوف اكتشفت في موقع تل حلاوة الأثري في محافظة الرقة ومحفوظة حاليا في متحف الرقة.
الدمية الثالثة تصور الربة عشتار وتضع عصابة على رأسها وتضع يديها تحت صدرها ويتدلى شعرها على جانبي وجهها زين عنقها بطوق ونفذة العينين والشعر والطوق بطريقة اللصق اكتشفت في موقع تل حبوبة الكبير في منطقة الفرات ومحفوظة حاليا في متحف حلب الوطني.
02ومع مطلع الألف الثاني قبل الميلاد انتشرت عبادة الربة عشتار على نطاق واسع في كل أنحاء سورية وجسدت بصورة أكثر جمالا ودلالا ولم يعد نحت وتصوير الربة عشتار مقتصرا فقط على الفخار بل استخدم الفنان التشكيلي أيضا المعادن الثمينة كالذهب وخاصة خلال النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد وصنع حلي وميداليات تعلقها النساء في نهاية العقد الذي يزين رقبتها وقد نقش عليها صورة عشتار رمز الخصب والحب.
ويشير خبير الآثار السوري الى أن أهم اللقى الأثرية المؤرخة بالألف الثاني قبل الميلاد دميتان من الفخار المشوي صنعت الأولى بواسطة القالب تصور الربة عشتار بوضعية الوقوف عارية ممتلئة الجسم ويلاحظ على صدرها خط مزين بشكل سنبلة وقد زين معصميها أساور اكتشفت في موقع تل البيعة الأثري في محافظة الرقة.
الدمية الثانية اكتشفت في تل ممباقة في محافظة الرقة وهي عبارة عن تمثال نصفي للربة عشتار نحتت بصورة عارية تضع على رأسها عصابة مزخرفة بخطوط مائلة زين جيدها بطوق تتدلى منه حلية وتضع يدها على صدرها وتزين معصميها أساور وقد صفف شعرها وتدلى على جانبي وجهها وجعلت عيناها لوزيتان. الدميتان محفوظتان حاليا في متحف الرقة.
ومن اللقى الأثرية المهمة والمؤرخة بعصر البرونز الحديث حليتان مدلاتان مصنوعتان من ذهب عيار 24 قيراطا نقش عليهما صورة الربة عشتار عارية اكتشفتا في موقع رأس الشمرا الأثري ومحفوظتان حاليا في متحف اللوفر. تبدو الحلية الأولى كقناع نسائي فوق رموز جنسية أما الحلية الثانية فتتألف من ورقة ذهبية مصنوعة بقالب صفحة مزودة بحلقة مستديرة تصور عشتار بوجه إمرأة عارية مع غطاء رأس على شكل الإلهة المصرية حاتور مميزة بدوائر حلزونية على الأكتاف تحمل بكلتا يديها المرفوعتين من الجانبين أرجل ماعز صغيرة ويمشي يسارا تحت قدميها أسد وتتوزع على طرفي أرجلها أفاع رؤوسها على مستوى رأس الإلهة.
04ومن اللقى الأثرية المهمة والموءرخة بعصر الحديد بالألف الأول قبل الميلاد تمثال من حجر البازلت موءرخ بالقرن التاسع قبل الميلاد مكتشف في معبد تل عين دارا يصور ربة الحب والحرب عشتار ترتدي رداء مزخرفا ويظهر على كتفها أسهم وتكشف عن إحدى أرجلها ونحت في أسفل البطن شكل مثلث علامة الإخصاب. ودميتان مؤرختان بالقرن السادس قبل الميلاد الدمية الأولى نادرة جدا وهي مصنوعة باتقان من طين وردي مشوي بواسطة القالب اكتشفت في موقع عين دارا بمحافظة حلب تصور الربة عشتار عارية ينسدل شعرها المصفف على كتفيها ويزين أذنيها قرطان عنقوديان ويزين معصميها ومرفقيها أربع أساور أسواران من كل جانب تسبل ذراعيها الطويلتين على جانبي جسمها ويتصالب على صدرها خطان مزينان بدوائر وقد أبدع الصانع في إبراز ملامح الوجه الطافح الذي
تبدوعليه علائم ابتسامة حالمة القطعة محفوظة حاليا في متحف حلب. الدمية الثانية صنعت من فخار بواسطة القالب ودهنت باللون الأحمر.
اكتشفت في موقع تل مرديخ وهي تصور الربة عشتار واقفة جميلة الوجه وعارية الصدر ترتدي ثوبا طويلا مطرزا مفتوح الوسط وتضع على رأسها تاجا تتدلى منه قلادة على الجبين ويزين جيدها طوق وسوار في كل يد وخلخال في كل قدم وتمسك ثدييها بكلتا يديها. الدمية محفوظة حاليا في متحف دمشق الوطني.
05ومن القطع الأثرية المهمة والموءرخة بالقرن الثاني الميلادي حسب السيد والمحفوظة في متحف دمشق لوحة نحت نافر تصور الربة عشتار والربة تيكة ربة المدينة اكتشفت في تدمر وتظهر فيها الربة عشتار جالسة تضع على رأسها تاجا وتمسك بيسراها إحدى ضفائر شعرها ويظهر عند قدميها شخص يرفع يده اليمنى ويمسك بيده اليسرى إحدى قوائم كلب قربه بناء يعلوه برج وقف فوقه نسر يمسك بمنقاره غصن نباتي.
11ويؤكد السيد أهمية ما اقتبسه اليونانيون من الفن التشكيلي السوري خلال حكمهم لسورية وعلى انتقال فن النحت وتجسيد أشكال الجمال وطرائقه ومثله العليا من سورية إلى بلاد اليونان ومنها إلى روما عن طريق صقلية وإيطاليا اليونانية وكمبانيا وأتروريا والإسكندرية والشرق المصبغ بالصبغة الفنية اليونانية.
وبين الموءرخ السوري أن الأسطورة اليونانية تقول ان ربة الجمال اليونانية أفريدوت ولدت في قبرص بعد أن قام كورنس بخصي أورانوس فسقط الدم والمني في البحر فتكونت رغوة وقبل أن يعلو النهار ويستوفي على البحر شروقه انشق الزبد لتخرج منه حسناء فائقة الجمال كأنها من بياض جسد صيغت من ذلك الزبد وكانت أفروديت وليدة الزبد وهو الاسم الذي عرفت به ربة الجمال فولدت متجردة شعرها الطويل يسترسل على ظهره ويزيدها جمالا وبهاء ويزدان وجهها بابتسامة جذابة ساحرة.
وفي روما كانت فينوس كبيرة آلهة الرومان ورمز الحب والجمال والخصوبة تؤدي دورا رئيسيا في العديد من الاحتفالات الدينية الرومانية وترعى الزواج وتترأس مراسمه وطقوسه وقد اعتقد الرومان أن الإلهة فينوس ولدت في البحر وجاءت إلى شواطىء قبرص في محارة.
ويؤكد السيد أن اللقى الأثرية المكتشفة في مختلف المواقع الأثرية السورية توثق أحداث ولادة فينوس المذكورة في الأساطير الرومانية فقد اكتشف في موقع شهبا في محافظة السويداء لوحة فسيفساء رومانية مكونة من أحجار كلسية ملونة توءرخ بالقرن الثاني الميلادي وتصور مشهد ولادة فينوس من صدفة بحرية على شاطئء جزيرة قبرص.
وركز الفنان في اللوحة على إبراز الملامح الشرقية لوجه فينوس التي أمسكت بيدها اليسرى مرآة تنظر فيها إلى جمال وإشراق وجهها ووضعت على رأسها تاج وزينت رقبتها ويديها وعضدها بالحلي وقد تطاير في الهواء فوق رأسها غطاء شفاف يمسك في كل جانب فيه ملاك طائر اللوحة محفوظة حاليا في متحف السويداء.
واكتشف أيضا في موقع صرين لوحة فسيفساء رومانية مكونة من حجر ملون وتوءرخ بالقرن الثالث الميلادي تصور كيفية ولادة فينوس من قلب الصدفة وقد أحاطت بها دلافين وكائنات خرافية اللوحة محفوظة حاليا في متحف حلب.
10ولفت السيد الى أن الإغريق اعتبروا أفروديت حامية البحارة وراعية المحاربين في إسبرطة بشكل خاص وذكر هوميروس وهو شاعر ملحمي إغريقي أسطوري يعتقد أنه موءلف الملحمتين الإغريقيتين الإلياذة والأوديسة أن أفروديت هي إبنة زيوس من قرينته ديونة بنت أوقيانوس وهي زوج أبي أرباب الأولمب كما وصفها بأنها الإلهة التي لا تشارك في الحروب لأن سلطانها يسري على قلوب الآلهة والبشر فهي تقهر جميع الرجال وجميع الآلهة بالشهوة وتبسط سيادتها حتى على الآلهة ماعدا أثينا/هيستيا/أرتيميا اللاتي لا يخضعن لإرادتها وتملك دلال الغيداء وسحر الفتاة فائقة الجمال ومكر الأنثى الى جانب ما تشيعه من الحب والبهجة والوداعة وكانت لها القدرة على أن تهب الآخرين الجمال والفتنة وعندما تتجول أفروديت في الغابات تسير بين وحوش البرية عزيزة مفتخرة بجمالها الفاتن وتأتي إليها الضواري من الأوكار وتطير إليها أسراب الطيور وتتململ الأسود والفهود والنمور والدببة عند قدميها يرافقها عدد من ربات الجمال والتناسق ويلبسنها جميل الثياب ويسرحن وصففن شعرها الذهبي ويتوجن رأسها بالإكليل البراق.
وكانت تماثل فينوس الربة القديمة في إيطاليا وقد ادرجت عبادة الاثنتين عند الرومان منذ القرن الثاني قبل الميلاد بعد اجتياح الرومان للعالم الهليني.
ولفت السيد إلى ارتباط ظهور أفروديت في كثير من الأحيان مع ابنها الطفل إيروس أو كما يسميه الرومان كيوبيد حيث كان يرمي القلوب بسهام الحب وكانت أفروديت تظهر دائما وهي تمسك بالتفاحة أو ترتدي قلادتها الشهيرة حول عنقها وأحيانا كانت تحتضن اليمامة طائرها المفضل. وقد أبدع الفنانون في العصر الروماني في تصويرها عارية، أو متدثرة بقطعة من القماش، وقد وجدت تماثيلها في أماكن مختلفة من سورية.. في دمشق والسويداء وحمص والرستن وحماة وخسفين وصلخد.
ففي المتحف الوطني بدمشق نجد تمثالا رومانيا صغيرا من البرونز مؤرخا بالقرن الأول الميلادي يصور ربة الجمال فينوس عارية واقفة على قاعدة تضع على رأسها تاجا وتمسك بيدها ابنها إله الحب إيروس ويبدو بشكل طفل صغير ذي جناحين كما تمسك بيدها اليسرى مرآة لترى من خلالها جمالها. كما يملك المتحف الوطني بدمشق تمثالا من الرخام موءرخ بالقرن الثاني الميلادي يصور فينوس ملتفة بثوب تحمل ابنها إيروس على كتفها الأيسر وتمسك بيدها اليمنى المرفوعة نحو الأعلى حذاء.
وفي متحف السويداء نجد لوحة نحت نافر من حجر بازلتي توءرخ بالقرن الثاني الميلادي وتصور الربة أفروديت عارية الصدر تمسك بيسراها المرفوعة إلى صدرها تفاحة وتمسك بيدها اليمنى وشاحا يتطاير في الهواء.
09أصبحت أفروديت زوج إله الصناع الأعرج هيفايستوس ابن زيوس كبير الآلهة وابن لهيرا وأخ لهيستيا إلهة الصبا والشباب والجمال والإله آرس إله الحرب ولكنها لم تكن وفية له وأحبت آرس الوسيم إله الحرب وأنجبت منه هرمونيا إلهة الانسجام والتوافق والتناغم والإيقاع وإيروس إله الحب والرغبة والجنس وأنتروس.
ويبين خبير الآثار السوري أن الآثار السورية توثق قصة غرام أفروديت وآرس من خلال لوحة فسيفساء مكتشفة في إحد قصور الإمبراطور فيليب العربي في موقع شهبا ومكونة من أحجار كلسية ملونة تبدو فيها أفروديت آلهة الحب والجمال عارية حتى نصفها السفلي يحيط برأسها هالة الألوهية وتضع إحدى وصيفاتها على رأسها إكليلا من الغار وأمامها ملاك الحب الصغير كيوبيد يحمل أسلحة الإله آرس كالسيف والترس ويبدو آرس إله الحرب عاريا تماما يضع على يده اليسرى رداء ويحمل الرمح وحول رأسه هالة الألوهية وتتجاذب في أسفل اللوحة أسلحته ويقوم أحدهم بمسك ساق آرس متوسلا لوقف الحرب وتبدو أيضا في اللوحة إلى جانبه امرأة مدثرة بالعباءة ترمز إلى الحشمة والعفة وفي أعلى اللوحة من الجهة الشرقية تجلس سكوبي متكئة على صخرة تنظر بإعجاب إلى
أفروديت ويعلو اللوحة في الوسط ملاكا حب يرقصان وآخران يحملان السيف.
اللوحة محفوظة حاليا في متحف شهبا وتؤرخ على الأرجح ما بين 244-249م.
01كما احبت أفروديت من الآلهة ديونيسوس إله الخمر وبوسيدون إله البحر وقد أحب أفروديت من البشر الكاهن الطروادي أنتشيسيس وأنجبت منه أينياس بطل طروادة ونتج عن رحلة إينياس من طروادة بمساعدة أفروديت تأسيس مدينة روما وهامت أفروديت عشقا بالفتى الجميل أدونيس القادم من الشرق وقرين عشتار وكان يجسد الربيع والإخصاب لدى الكنعانيين والإغريق.
وكان يصور كشاب رائع الجمال ولكن خنزيرا بريا صرعه او قتله هفتيس زوج فينوس الغيور تنكر في صورة خنزير بري وعند موته نبتت شقائق النعمان اما من دم ادونيس او من دموع فينوس كما تروي الأسطورة الإغريقية حيث حذرته فينوس من اخطار الصيد إلا أن ادونيس لم يأبه لنصيحتها.
وفي موقع شهبا اكتشفت في أحد قصور الإمبراطور فيليب العربي لوحة فسيفساء مشكلة من أحجار كلسية ملونة وموءرخة بين 244/249م تصور ربات النعم الثلاث والفصول الأربعة بنات فينوس وهم عاريات يقمن بالاستعراض والاحتفال أمام مغارة على جبل الأولمب وعلى جانبهما مذبحان ترقد على كل منهما حمامة رمز الربة هيرا وتتوزع حول المشهد الرئيسي لوحات نصفية تمثل الفصول الأربعة.
08وأشار نائب مدير المخابر إلى استعمال النحات اليوناني ومن بعده الروماني البازلت والرخام والخشب والعاج والعظم والبرونز والفضة والذهب والمعادن المختلفة في نحت تماثيل آلهة الحب والجمال والإخصاب.
ففي متحف اللاذقية نجد نحتا جانبيا لرأس ووجه أفروديت مؤرخا بالقرن الأول الميلادي مكتشف في اللاذقية وقد نفذ على قطعة صغيرة من العظم تبدو فيه أفروديت بوضعية التأمل شعرها مسرح أنيق مجدل إلى الخلف مثبت بعصبة بمنتصف الرأس وعنقها مزين بعقد.
كما نجد تمثالا من الفخار الأجوف مكتشف في جبلة وموءرخ بالقرن الأول الميلادي يصور شخصيتين متعانقتين الأولى ربة الروح الإنسانية بسيشه والثانية رب الحب ايروس ولهما أجنحة ليطيرا إلى قلوب البشر وتعم المحبة. وتذكر الأسطورة أن ربة الروح بسيشه كانت ذات جمال ساحر جذب الكثيرين وصرفهم عن جمال الربة آفروديت التي طلبت من رب الحب الانتقام من بسيشه التي عشقها وأولع بها.
انتقلت ربة الروح إلى روضة جميلة ينتشر منها عبير الأزهار وشذى الورود. وكان يزورها رب الحب ليلا دون أن يدعها ترى ملامحه. فحاولت بسيشه في إحدى الليالي أن تعرف ملامح وجه حبيبها. ففاجأته أثناء استغراقه في نومه. ولكن قطرة زيت سالت على كتفه وأيقظته وجعلته ينفعل لعدم وفاء بسيشه بعهدها التي
ندمت على فعلتها وبحثت في المعابد عن حبيبها أيروس رب الحب وعند وفاة ربة الروح حصل رب الحب من الإله زيوس رب الآلهة والبشر على الخلود لحبيبته بسيشه.
وفي متحف دمشق نجد تمثالا من الرخام الأبيض مكتشف جنوب سورية ومؤرخ بالقرن الأول الميلادي يصور الربة فينوس واقفة على قاعدة مستديرة تستعد للاستحمام وتضع يدها اليمنى تحت صدرها وقد انحسر رداؤها عن جسمها حتى أسفل الحوض فأمسكته بيسراها وبجانبها جرة ماء.
07ويملك متحف دمشق أيضا تمثالا من البرونز والذهب مكتشف في موقع خسفين في الجولان السوري المحتل وموءرخ بالقرن الأول الميلادي تصور فينوس واقفة على قاعدة مربعة ذات أرجل دائرية وهي عارية تماما سترت عورتها بيسراها تضع على رأسها تاجا شعرها مصفف يزين عنقها عقد ذهبي تتدلى منه قلادة وتضع في كل أذن قرطا ذهبيا وفي كل معصم سوار ذهبي وفي كل قدم خلخال ذهبي.
كما نجد في المتحف الوطني تمثالا من البرونز موءرخا بالقرن الثاني الميلادي يصور الربة فينوس عارية الجسم تستر عورتها بيدها اليسرى وتمسك بيدها اليمنى المرفوعة ضفيرة من شعرها يرتكز المثال على قاعدة مستديرة.
وفي متحف اللاذقية نجد تمثالا من البرونز مكتشفا في موقع سقوبين في اللاذقية وموءرخا بالقرن الثاني الميلادي يصور فينوس منتصبة على قاعدة دائرية وترتدي مئزرا يغطي قسمها السفلي.
وفي متحف حماة نجد تمثالا من البرونز مؤرخا بالقرن الثاني الميلادي يصور فينوس واقفة عارية الصدر انحسر رداوءها إلى فخديها وانساب إلى الأسفل فغطى رجليها ما عدا القدم اليسرى سترت صدرها بيدها اليمنى وأمسكت بيدها اليسرى رداءها المنحسر. انسابت بعض خصلات شعرها على كتفها وجدل قسم منه وصفف حول رأسها وعقد من الأعلى إلى الخلف نحتت ملامح الوجه بدقة وإتقان أبرزت جمال فينوس ونحت الجسم والأطراف بتناسب دقيق أبرز جمال جسمها.
06ما سبق يؤكد أهمية الفن التشكيلي السوري وتأثيره الكبير عالميا في فن النحت وتشكيل لوحات الفسيفساء التي تجسد جمال المرأة المملوءة بالصحة والحيوية والرشاقة والجمال الطبيعي خلال العصر اليوناني والروماني.

عماد الدغلي