الشريط الإخباري

صحيفة إسبانية: قطر رمز للعبودية والاستعباد في العصر الحديث

مدريد-سانا
وصفت صحيفة لافانغوارديا الإسبانية قطر بانها رمز للعبودية والاستعباد في العصر الحديث موءكدة استغلال العمالة فيها والتي يشكل المهاجرون والأجانب نحو 80 بالمئة من سكانها.
وبينت الصحيفة في مقال نشرته اليوم الأوضاع المأساوية التي يعانيها العمال الأجانب في قطر رغم انها تتمتع بالثراء الفاحش حيث يعد معدل دخل الفرد فيها الاعلى في العالم لافتة إلى أن معظم هؤلاء العمال ينحدرون من دول تعاني ظروف عمل سيئة واستغلال للعمالة ولليد العاملة مثل الفليبين ونيبال وسريلانكا.
وأكدت الصحيفة أن هؤلاء العمال الذين هربوا من استغلال العمالة في بلادهم وقعوا في الفخ ذاته في قطر ويعانون فيها أكثر حيث كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيقاتها أن إحدى الشركات القطرية المقاولة المسؤولة عن تشييد وبناء أحد الملاعب الأولمبية الثمانية في قطر التي ستستضيف نهائيات كأس العالم عام 2022 تقوم باستغلال اليد العاملة الأجنبية حيث “أن معدل العمل فيها هو 30 يوما شهرياً دون أي يوم راحة مقابل أجر شهري 171 يورو بالإضافة إلى إجبار كل عامل على تنفيذ 64 ساعة عمل إضافية غير مدفوعة الأجر”.
ولفت الباحث في المنظمة الدولية لحقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش والمختص في شوءون الإنسان في قطر نيكولاس مثغريهان إلى “أن هذه البيانات تظهر مدى تساهل ومساهمة نظام العمل في هذه الإمارة في تفشي العبودية بالرغم من تصنيف معدل دخل الفرد فيها الأعلى في العالم بينما يتقاضى العامل الأجنبي أجرا يوميا يقدر بأقل من 6 يوروات”.
وأكد مثغريهان إنه عمل غير مشروع ومخالف للقوانين والاتفاقيات التي وقعتها وأبرمتها الشركة القطرية المقاولة مع اللجنة الدولية المنظمة لكأس العالم في قطر والتي إعترفت بوجود صعوبات في تحديد وإحصاء عدد ساعات العمل الإضافية للعمال الذين يعانون أسوا شروط و ظروف عمل ومعيشة.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت منذ عدة أسابيع تقريرا حول وضع العمال الأجانب والمهاجرين في قطر مشيرة إلى تواجد العشرات من العمال في غرف سيئة تفتقر لأدنى شروط العيش وأنهم يعملون فيها تحت درجات حرارة عالية جداً تتجاوز أحياناً 45 درجة مئوية ويواجهون صعوبة الوصول إلى مكان العمل الذي يتطلب حوالي ساعتين من السفر من أجل الوصول إضافة إلى قيام الشركة المتعهدة والمقاولة باحتجاز جوازات سفر العمال عند وصولهم كوسيلة ضغط لمنعهم من مجرد التفكير بتغيير عملهم أو مغادرة البلاد في حال ساءت الأحوال والأمور معهم بحيث يكون خيارهم الوحيد هو مجرد الاستمرار في العمل وبناء الملعب الأولمبي.
يشار الى ان هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمات دولية أخرى قامت بشجب انتهاكات حقوق العمال والظروف غير الإنسانية التي يعيشون فيها في قطر منذ عام 2010 من أجل بناء وتجهيز ملاعب كأس العالم في هذه الإمارة عام 2022 باستثمار فاق 170000 مليون يورو.
ودفعت هذه التصريحات والانتقادات لجنة المسابقة في شهر شباط الماضي الى وضع سلسلة من التدابير والإجراءات الوقائية من أجل حماية العمال العاملين في بناء وتشييد المنشآت الرياضية.