الشريط الإخباري

بعد سنوات من الإحباط الشابة هدى زين الدين تنطلق مجدداُ في حرفتها التقليدية بروح التفاؤل والأمل

حمص-سانا

بعد ان فقدت الشابة هدى زين الدين محلها الصغير فى احدى احياء مدينة حمص نتيجة الاعتداءات الارهابية المتكررة على المدينة والذى كان مليئا بكرات الصوف الملونة بالاضافة الى باقة واسعة من القبعات والقفازات والجوارب والشالات الصوفية التى صنعتها بدقة وحرفية عالية توقفت الشابة عن العمل لنحو ثلاث سنوات لتعود من جديد الى عملها فتنفض عن روحها غبار اليأس والاحباط مصممة على صوغ بداية جديدة اكثر اندفاعا وحماسة.

من داخل منزلها قررت هدى قبل عام ونصف العام من الان ان تبدأ عملها املة بان تتمكن من كسب ما يكفيها ووالدتها لسد احتياجاتهما حيث أكدت فى حديثها لنشرة سانا الشبابية أن الامل هو ما يدفع الانسان للعمل والاستمرار فى الحياة رغم الصعوبات التى قد تعترض طريقه مشيرة الى انها عانت من وضع نفسى سيىء بسبب ما حل بمكان رزقها وراحت ترعى والدتها وتنفق من المال الذى ادخرته طوال عشر سنوات من عملها فى صناعة الملابس الصوفية لكن وضعها المادى الصعب جعلها تستيقظ من يأسها لتقرر العودة الى العمل فى حياكة الصوف محولة احدى غرف البيت الى مشغل صغير يضم القليل من الصوف الذى تحتاجه للانطلاق فى عملها.

وأشارت إلى انها بدأت بصناعة كمية من الجوارب والقفازات والقبعات والشالات وقامت بعرضها على بعض المحلات ووجدت صعوبة فى تسويق منتجاتها بعد انقطاع عن العمل لثلاث سنوات مؤكدة انها كانت مصرة على مواصلة العمل رغم الظروف المحيطة فشاركت في عدد من المعارض التى يقيمها فرع الاتحاد النسائى للاعمال اليدوية وكانت منتجاتها تلاقى الاعجاب والاقبال.

وبينت الحرفية الشابة انها تبتعد فى عملها بالصوف عن النمطية فهى تحاول ايجاد تصاميم وقطب فنية جديدة وادخال الالوان بطريقة مبتكرة لتشكل منها قطعا فنية جميلة كما تستخدم الحجارة الملونة والخرز والبرق فى بعض القطع الصوفية لاضفاء جماليات جديدة على اشغالها اليدوية معتبرة حياكة الصوف فنا كباقى الفنون الاخرى يحتاج موهبة وابتكارا وتجديدا بين الفينة والاخرى للاخذ بالاذواق المتغيرة.

وبمرور الوقت تمكنت زين الدين من تحقيق تقدم ملموس فى عملها نتيجة اصرارها على الاستمرار وباتت منتجاتها تباع فى العديد من محال الالبسة القطنية بعد ان اثبتت حضورها خلال عام ونصف العام من العمل الدؤوب حسب قولها بالاضافة الى انها باتت تنجز الكثير من الطلبات الخاصة بمواصفات يطلبها الزبائن وهو ما ساعدها على استعادة روح الامل والتفاؤل وتحقيق ربح مادى مقبول يعينيها على تحمل تكاليف الحياة.

واختتمت بالاشارة الى ضرورة وجود مراكز او جهات تتبنى المواهب الشابة وتدعمها وتقدم لها الدعم اللازم لاقامة معارض خاصة بمنتجاتها اليدوية ومنافذ بيع لتسويقها وهو ما يمكن ان يخفف العبء عن شريحة واسعة من اصحاب المهن والحرف التقليدية التى باتت جزءا مهما من الموروث الشعبي السوري .

مثال جمول