الأديب الدكتور نبيل الحفار ناقد سوري ومؤسس مجلة الحياة المسرحية

دمشق-سانا

الأديب الدكتور نبيل الحفار كاتب ومترجم عن الألمانية اهتم بترجمة الأدب بكل أجناسه من القصة والرواية والشعر والنقد إلى المسرح وتداعياته ليكون من أهم المترجمين على الساحة السورية والعربية نال مؤخرا جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله في الترجمة والبحوث والنقد لعام 2014.
وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قال الحفار لقد فزت بجائزة الدولة التقديرية لعام 2014 وكان حدثا مفاجئا بالنسبة لي وذلك عن كتاباتي في مجال الترجمة والبحث والنقد والمسرح وهذا يشكل بالنسبة لي حافزا إيجابيا يجعلني مرتاحا لهذه المبادرة الإيجابية والتي بعثت السرور في نفسي واعتبرها محفزا مطورا في مجال الثقافة بشكل عام سواء أكان هذا الأمر يخصني أم يخص شريحة من الكتاب السوريين.
وأضاف الحفار كوني أترجم عن الألمانية وأصبح لي باع ليس قصيرا في مجال الترجمة حيث وصلت كتبي إلى 65 كتابا وجدت أن هناك تقاربا بشكل عام بين الآداب الأوروبية وخاصة الغربية على ضوء التجارب المشتركة التي مرت بها الشعوب الأوروبية.

2ويوضح فكرته حول التشابه في الآداب الأوربية بالقول لاحظت تقاربا في الموضوعات وحتى من حيث الأشكال الفنية إذ نلاحظ أن المدارس الأدبية التي تظهر كانت تنتشر في معظم هذه البلدان في الوقت نفسه كما أن الأصول اللغوية المتقاربة أدت إلى تقارب في أساليب التعبير.
أما على صعيد الأدب العربي قال الحفار إن هناك اختلافات متعددة من ناحية الجذور اللغوية وأساليب التعبير ومن حيث التاريخ والبنية واختلاف التجارب التاريخية فمثلا في مجال الأدب الألماني والانكليزي هناك كم هائل من الأعمال الأدبية التي تتناول موضوع الحرب وهذا ليس موجودا في الأدب العربي إلا ما ندر لأننا لم نمر في تجربة الحرب العالمية الأولى ولا الثانية لافتا إلى أن شعوب أوروبا الغربية دخلت طور الحداثة منذ القرن السابع عشر في حين أننا ما زلنا حتى الآن نبحث عن نافذة نحو الحداثة.
ورأى الحفار أن هناك اختلافا بين تجربة الشعر العربي في المساحة الجغرافية العربية والإسلامية وبين التجارب الشعرية الأوروبية المختلفة فتقاليد الشعر العربي ذات جذور راسخة استمرت لقرون طويلة وكان لها تأثير على جزء من الشعر الأوروبي في حين أن تطورات الشعر الأوروبي كانت متسارعة وشديدة التأثر بالتجارب الحضارية الأخرى حيث كتب الشاعر الألماني غوته مطولا حول تجربة الشعر العري والإسلامي وأجرى مقاربات مع تجربة الشعر الالماني تحديدا والأوروبي عامة.
وأوضح الحفار أن شخصية المترجم من لغة إلى أخرى تتدخل في أسلوب الترجمة ولكن المترجم المتمكن يحاول جهده أن يكون أمينا لأسلوب الكاتب كي ينقل تجربتين في آن معا تجربة المضمون الجديد للكاتب وتجربة اسلوبه اللغوي فأنا حاولت أن أترجم الإنجيل إلى اللغة العربية بشكل مختلف عن الترجمات الأخرى التي اعتمدت للأناجيل بسبب تباينها فحاولت أن استوحي قداسة نص الإنجيل في الترجمة عبر الألمانية بلغة مارتين لوثر مترجم الكتاب المقدس للغة الألمانية.
ولفت الحفار إلى أن الترجمة يجب أن تكون أمينة قدر المستطاع إلا أن هذه الأمانة لا يمكن أن تكون مطلقة ومخطئ من يدعي ذلك لأن هذا أمر مستحيل وأن حدثت فهي تبخس النص المترجم حقه ولاسيما الشعر.
أما عن رأيه في النقد فقال إن النقد يواكب الحركة الإبداعية ويحاول أن يوجهها ولكن في الآونة الأخيرة على صعيد الوطن العربي منذ تسعينيات القرن الماضي هناك تراجع على صعيد الكتابة الإبداعية عامة وهذا يؤدي إلى تراجع النقد منذ تلك الفترة وحتى الآن ونادرا ما نصادف ناقدا مهما في أي جنس من الأجناس الأدبية.

وفي مجال المسرح قال إن كتابة المسرح تختلف عن الكتابة في الأجناس الأخرى لأن الكتابة عبر الحوار لا يمكن أن تحقق القدرة على الوصف كما في الرواية والقصة وعلينا أن نخلق من خلال الحوار بين الشخصيات عالما متكاملا يحفز القارىء أو المشاهد على تخيل مالا يوجد في لغة النص موضحا أن هناك بعض الأعمال المسرحية التي تلمع في الآونة الأخيرة في ظل غياب الحركة المسرحية ونقدها وأن ما نقرأه من نقد في الصحافة ما هو إلا عبارة عن انطباعات شخصية.
يذكر أن الدكتور نبيل الحفار يحمل دكتوراه في الفنون المسرحية من جامعة هومبولت في برلين وهو مؤسس مجلة الحياة المسرحية إلى جانب سعد الله ونوس له 65 كتابا مترجما عن الألمانية ونال جائزتين عالميتين في الترجمة كما نشر عددا من المقالات والدراسات في النقد المسرحي والأدبي وهو يتقن اللغة اللاتينية
والانكليزية واليونانية القديمة والفنلندية والسويدية ويلم بالفرنسية.
محمد الخضر-ميس العاني