الشريط الإخباري

أهالي شهبا يطالبون بإعادة النظر بتسجيل 256 عقارا كمواقع أثرية

السويداء-سانا
طالب أهالي مدينة شهبا بالسويداء بإعادة النظر بقرار المديرية لعام 2010 القاضي بتسجيل نحو 256 عقارا في المدينة في عداد المواقع الأثرية دون أي استملاك.
وأكد الأهالي خلال لقائهم اليوم مع المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم في المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا أن هذا القرار أدى إلى تجميد هذه العقارات وعدم السماح لقاطني المدينة القديمة بالتوسع العمراني أو حتى إضافة أي كتل إسمنتية داخلها مشيرين إلى أن قسما كبيرا من هذه
العقارات غير أثري ما يتطلب رفع الصفة الأثرية عنها ليتسنى لهم استثمارها للسكن.
ودعا المشاركون باللقاء الى إجراء الكشف الحسي على هذه العقارات وإلغاء قرار الاستملاك لنحو 15 محلا تجاريا بالقرب من الحمامات الأثرية بالمدينة كونها تشكل مصدر دخل لعدد من الأسر ولا تسيء للأثار الموجودة القريبة منها إضافة إلى ” توفير الحماية من التعديات لتل الغرارة البركاني الذي أصبحت عائديته للأثار”.
بدوره بين مدير عام الآثار والمتاحف أنه تم إرسال مختصين للكشف على هذه المنازل وسيجري وضع الحلول اللازمة بالتعاون مع المجتمع المحلي للمدينة وذلك بما يضمن الحفاظ على الآثار بالدرجة الأولى وعدم ضياع حقوق مالكيها.
ولفت عبد الكريم إلى خصوصية مدينة شهبا التاريخية وأهمية الحفاظ على الأوابد الأثرية فيها وحمايتها وتنشيط السياحة إليها منوها بالتعاون الذي حصل مؤخرا مع أبناء المدينة في كشف لوحات فسيفساء تعود لعصور قديمة.1
من جهته أشار مدير الشؤون القانونية في المديرية العامة للأثار والمتاحف أيمن سليمان إلى أهمية وضع برنامج زمني لحل الإشكالية المتعلقة بهذه العقارات مؤكدا استعداد المديرية من الناحية القانونية للتعاطي مع أي حلول فنية تقدم من قبل المختصين.
من جهته استعرض رئيس مجلس مدينة شهبا عماد الطويل واقع هذه المنازل الملحوظة أثريا دون اتخاذ أي إجراء حولها منذ 40 عاما ومدى المعاناة الحقيقية التي شكلتها للأهالي جراء تسجيلها ضمن المواقع الأثرية.
كما أوضح رئيس دائرة الآثار بالسويداء حسين زين الدين أنه جرى تشكيل لجنة لإعادة النظر بقرار تسجيل 256 عقارا من مدينة شهبا القديمة في عداد المواقع الأثرية إضافة لإعادة دراسة الشرائح الأثرية وذلك بما يخدم المواطنين حيث تم رفع مقترح للمجلس الأعلى للآثار للنظر بالقرار مشيرا إلى أن الدائرة تنتظر الموافقة لتخفيض شرائح الحماية الأثرية وفسح المجال أمام الأهالي بالتوسع العمراني.
وسبق اللقاء زيارة إطلاعية على واقع متحف مدينة شهبا الذي يضم عددا من لوحات الفسيفساء المشهورة وسوق الصاغة الأثري إضافة لمنزل المواطن ضياء القباني المكتشفة فيه لوحة فسيفساء اثرية مؤخرا.
وفي هذا السياق ناقش محافظ السويداء الدكتور عاطف النداف ومدير عام الاثار والمتاحف خلال اجتماع في مبنى المحافظة المراحل النهائية لتسليم موقع صرح الثورة السورية الكبرى للمديرية العامة للآثار والمتاحف بعد نقل ملكيته لها.
وأشار محافظ السويداء إلى أهمية نقل ملكية الصرح لتنظيم عمله داعيا إلى ضرورة الإسراع حاليا بإصدار الملاك العددي له موضحا بالوقت نفسه أن المحافظة ستقوم بإعداد مذكرة للمديرية لتوضيح الإشكاليات المتعلقة بالأثار في المحافظة بغية التوصل إلى حلول مناسبة بشأنها.
وذكر مدير عام الآثار والمتاحف أن المديرية تعمل حاليا على تشكيل لجنة للقيام بالاستلام النهائي لموقع الصرح وستشكل فريقا فنيا لمتابعة بعض المسائل الفنية الموجودة فيه.
من جانب اخر دعا عمال دائرة آثار السويداء خلال لقائهم بالمدير العام للآثار والمتاحف الى ضرورة رفع قيمة اعتمادات الدائرة للمشاريع المتعلقة بأعمال الاستملاك والترميم والتنقيب وزيادة عدد الآليات والكادر الهندسي المختص والحراس العاملين في متاحف السويداء وشهبا والقريا وتعيين عمال نظافة للمواقع الأثرية ونقل مكان صالة التقاليد الشعبية في متحف السويداء إلى إحدى البيوت المستملكة في بلدة قنوات.