الشريط الإخباري

حكايا الماضي والحاضر تمتزج على موائد الإفطار والسحور

دمشق-سانا
مع بدء العد التنازلي لنهاية شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر السعيد تزداد حركة السوريين المكوكية في المطاعم والأسواق فيختلط حديث الذكريات مع شجن وقصص الحاضر على موائد الإفطار في مطاعم دمشق القديمة والتي تمتد حتى السحور في احتفالية رمضانية يومية.
واللافت في العشر الأخير من رمضان ازدحام المطاعم في المدينة القديمة على مائدة الإفطار ويقول صاحب أحد المطاعم ” لا بد لرواد المطعم من حجز طاولة في وقت سابق والكثير يضطرون للعودة أدراجهم لشدة الإقبال وخاصة أن العيد على الأبواب”.
وتعتبر فاطمة “أن تناول طعام الإفطار في مطاعم دمشق القديمة هو إحياء للذاكرة والتراث اللذين يعيشان أصلا في قلوب السوريين ويتمسكون بهما وخاصة خلال شهر رمضان المبارك”.
وتضيف فاطمة وهي تجلس في أحد المطاعم مع مجموعة كبيرة من الأهل والأقارب “أن مطاعم دمشق القديمة تنقل الصائم إلى أجواء شهر رمضان المبارك في الماضي من خلال الطقوس التي تحييها هذه الأماكن فنرى الفوانيس علقت على الجدران والحكواتي اتخذ مكانه على المنصة اضافة الى الأكلات الرمضانية التراثية التي لا توجد إلا في هذا الشهر الفضيل وعلى رأسها الفتوش والتسقية والحلويات التي تقدم فيها دون أن ينسوا مشروبات العرق سوس والتمر هندي وقمر الدين وغيرها”.
ويرى مصطفى أنه مع مشارفة شهر رمضان المبارك على الانتهاء وبعد انهاء الواجبات في تبادل الزيارات والعزائم بين الاهل والاقارب والاصحاب ليس اجمل من صحبة جميلة على مائدة الإفطار في رحاب دمشق التاريخ والحضارة.
ويقول مصطفى: ” لا أشعر ان شهر رمضان المبارك مر علي إلا عندما آتي الى دمشق القديمة واستمتع بأجوائه الرائعة بين حجارتها وياسمينها الفواح ودوالي العنب التي تسقف حاراتها ومطاعمها ورائحة النارنج.
بدوره يقول عصام صاحب أحد المطاعم إنه منذ اليوم الأول لحلول شهر رمضان المبارك يستنفر مع عماله لتقديم الأفضل للزبائن دون كلل أو ملل” لافتا إلى أنه في الربع الأخير يبدأ الناس بالتوافد بشكل أكبر على مطعمه وهذا يزيد من مهامهم وجهدهم ومن ثم تبدأ التحضيرات لاستقبال أيام عيد الفطر السعيد حيث يفضل اغلبية اهل دمشق ان يعيشونها في دمشق القديمة. ويتابع عصام أنه خلال هذه الأمسيات يدعو فرق المولوية لإحياء أمسيات رمضانية في مطعمه حتى يصل بعض الناس فطورهم بسحورهم لشدة التأثر والاستمتاع.
وتشهد ليالي رمضان أجواء رائعة من الألفة والمحبة تجمع بين كل السوريين فالكل مدعو على مائدة الخير في شهر الخير لمشاطرة بعضهم البعض الافراح والذكريات كما الأحزان والتوجه بالدعاء الى الله عز وجل ان يعم الأمن والسلام ربوع سورية وخاصة في هذه الأيام المباركة.
مي عثمان