S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
عرض الفنانون المشاركون في ملتقى السنديان الأول للتصوير الزيتي بمحافظة السويداء الأعمال التشكيلية التي أنجزوها خلال الملتقى الذي اقيم برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين بالتعاون مع فرع الاتحاد في المحافظة وصالة الآرت فوروم ودار العوام للنشر.
وشارك في الملتقى عدد من التشكيليين السوريين المميزين في نتاجهم ونشاطهم الفني وهم أنور الرحبي-بشير بشير-محمود-الجوابرة-أحمد أبو زينة-اسماعيل نصرة-نور الكوا ومن السويداء نبيه بلان ونضال خويص وشاهر الزغير وناهد بلان حيث انجز كل فنان مشارك عملين بتقنية الزيتي من ضمن تجربته الحالية فكانت الأعمال متنوعة في أساليبها بين الواقعي التعبيري والتجريدي والتجريد الحديث بمواضيع متعددة تمحورت حول الهم الإنساني والوجداني والمرأة والجمال.
التشكيلي بشير بشير قدم عملين باسلوبه الفني المعروف بالتجريد اللوني والعلاقات اللونية مع الكتل المتعددة في محاكاة للحرف العربي بطريقة متحررة من الضوابط الكلاسيكية وعن الملتقى يقول الفنان بشير لـ سانا إن الملتقى جاء بمبادرة من النحات فؤاد أبو عساف وناصر عبيد صاحب صالة الآرت فوروم وسميح العوام صاحب دار العوام للنشر مبينا ان الملتقى شكل فرصة للقاء والتعارف والحوار الثقافي من خلال عدة جلسات حوارية وتعدد الأمكنة التي تمت زيارتها والرسم فيها ما أعطى أجواء جميلة ومميزة ومشجعة على العمل والإبداع.
ويضيف بشير إن هذه المبادرة مهمة جدا ومن الضروري نشرها في كل المحافظات السورية بحيث يتم خلق حالة حوارية تفاعلية جميلة بين الفنانين وخلق حراك تشكيلي ثقافي هادف لنتجاوز الظروف الصعبة التي نعيشها مشيرا الى الحالة الشعبية الفطرية التي لامس من خلالها الفنانون المشاركون حب أهل محافظة السويداء للثقافة والفن والكرم الذي ابدوه للجميع ما يبعث على الغبطة ويشجع على تكرار التجربة في ملتقيات قادمة تحقق الهدف المرجو منها في أي مكان من سورية يمكن أن تسمح الظروف بإقامته.
وأكد بشير أن أغلب التشكيليين السوريين مستعدون للمشاركة في أي ملتقى أو نشاط فني وثقافي وفي أي مكان من سورية ودون أي مقابل مادي مع إمكانية تقديم أعمال من نتاجهم الفني لصالح العمل الثقافي والإنساني ليقوموا بدورهم الوطني والثقافي في هذه المرحلة الخطرة والصعبة من حياة بلدنا والتي تتطلب تضافر جميع الجهود من جهات رسمية ومنظمات واتحادات مهنية وفعاليات أهلية وأفراد.
بدوره التشكيلي شاهر الزغير ابن محافظة السويداء والمشارك في الملتقى قال إن هذا الملتقى الفني الهادف إلى تبادل المعلومات والخبرات والآراء مهم جدا عبر تقديم أعمال فنية تتسم بخصوصية واسلوب كل فنان لتغني الملتقى بتنوعه الفني ضمن علاقات تسودها المحبة والتعاون والأسرية مضيفا إن هذا النشاط تعود فائدته على كل فنان مشارك وعلى الحركة التشكيلية في سورية التي تتسم بغناها الثقافي والحضاري.
وأشار التشكيلي الشاب إلى أهمية مثل هذه المبادرات من قبل المجتمع الاهلي والصالات الخاصة والمؤسسات الثقافية والتنسيق بينها وبين اتحاد التشكيليين لإقامة مثل هذه الملتقيات لإتاحة الفرصة امام التشكيليين وخاصة الشباب للعمل بأجواء مشجعة للاستمرار بالحراك التشكيلي وعدم التوقف والاستسلام للظروف الصعبة العميقة للعمل والإبداع.
وعن مشاركته أوضح الزغير انه قدم لوحتين قياس كل منهما 80-80 سم بموضوع يقدم الحركات الجسدية عند المرأة مع إدخال عنصر الكرسي لكي يكتمل ويستقر التكوين في اللوحة.
وأضاف كان الأسلوب واقعيا محدثا للعناصر مع خلفية تجريدية لكي تعطي العمل مساحة من التأمل أما التقنية التي استخدمتها اعتمدت فيها على عدة طبقات شفافة كي تغني سطح اللوحة وتفاوت إحساسها وملمسها وبضربات ريشة عريضة وكان الخط فيها ظاهرا بأماكن ويتلاشى في اماكن اخرى وكان اللون الطاغي في أغلب العناصر هو درجات الرمادي مع إدخال مجموعة لونية في بعض الأجزاء كي تحيي العمل مع درجة من الحرارة في الخلفية لتتوازن الألوان الباردة مشيرا إلى أن اللوحتين تكمل إحداهما الأخرى بحيث تكونان لوحة واحدة.
بدوره التشكيلي اسماعيل نصرة عبر عن سعادته بالمشاركة في الملتقى ورغم عدم كفاية مدة الملتقى لإنجاز عملين زيتيين على حد تعبيره إلا انه قدم لوحتين بموضوع انساني يشبه إنسان هذه المرحلة فالمرأة التي يرسمها عادة جاءت هذه المرة حزينة يغلفها الأسى بألوان أقرب للرماديات مع قليل من الأزرق والأحمر مع إضاءة خفيفة.
ويقول نصرة إن الملتقى جاء منظما وغنيا بالحوارات واللقاءات الثقافية والفنية في محافظة السويداء التي يقدر أبناؤها العمل الثقافي والفني وهي التي تعج بمثل هذه الفعاليات والأنشطة وهو بادرة طيبة من المنظمين وتجربة تستحق التقدير والتكرار في أكثر من مكان من سورية مبينا أن هناك بوادر لعودة أغلب الصالات الفنية للعمل والنشاط في هذا العام مع العديد من الفعاليات الفنية القادمة.
يشار إلى أن ملتقى السنديان الأول للتصوير الزيتي والذي نفذت عبره اللوحات المشاركة في المعرض أقيم في 12 من شهر تموز الماضي على مدى أربعة أيام.
محمد سمير طحان