الشريط الإخباري

التجربة الشعريةعند نزار بني المرجة في ندوة”كاتب وموقف”بثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا

التجربة الشعرية عند الدكتور نزار بني المرجة كان المحور الرئيسي للنشاط الدوري الذي تقيمه ندوة “كاتب وموقف” للإعلامي عبد الرحمن الحلبي وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة مساء أمس.

وقدم الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب تحليلا بنيويا للحداثة والماضي وماهية الشعر الحديث معتبرا أنه تجدد وحيوية ويجب أن يبدأ من الأصالة وصولا للمعاصرة نحو المستقبل وان الشعر الحديث هو ذلك النوع الذي يعالج الموضوعات الاجتماعية والإنسانية بشكل مؤثر ليؤدي حالة وجدانية خاصة.

وقال جمعة إن “ما يعتبرونه شعرا حديثا لمجرد أنه يعيش في العصر الراهن فهو لا يقترب من حقيقة الشعر خاصة بعد أن غاب النقاد الحقيقيون عن الساحة الثقافية فاستفحل هذا النوع من الشعر وأصبح حاضرا دون أن يكون له حق في ذلك”.

وأشار إلى أن الشاعر نزار بني المرجة ربط بين الحداثة والماضي واعتمد منهج النثر وكان ملتزما برسالة يريد أن يعدها للأجيال مستشهدا بمجموعتي/ بوح/ و/نام الغزال/ والتي عالج بني المرجة خلالهما كثيرا من قضايا المجتمع بما فيها قضايا الأطفال إضافة إلى كونه شاعرا يؤدي رسالة إنسانية إلى التاريخ فلم يبتعد عن قضايا الوطن والأطفال والنساء وحول ما تتعرض له سورية كتب قصيدة تداعيات على النطع التي بدأها بقوله:

أشياء كالوطن المدمى

أو كماء العين

يغزوه الرمد

ولا ماء في الوجه

لا دم في العروق

بدوره القى الدكتور محمد منير أبو شعر الضوء على جوانب من حياة الشاعر بني المرجة مبينا أنه يتميز بشاعرية صادقة ويسعى ليتقدم في كل مجال يخوضه او في كل مهمة ثقافية توكل إليه فهو لا يحب الراحة لأنها بنظره تشكل عداء لنشاطه وحبه للعمل ليخدم فيه الثقافة والوطن .2

وتابع أبو شعر عند نزار بني المرجة “حالة عشق لدمشق وياسمينها وبساتينها يحبها كثيرا فيفرح لناسها ويواسي فقراءها ويداوي مرضاها ويطرب لتكبير مآذنها وأجراس كنائسها ويعتبر هذا ثروته الحقيقية فيجسدها في شعره وأدبه”.

وبين أبو شعر أن بني المرجة دمج في نجاحه بين الطب والأدب لأنه التصق بأحاسيس الناس عبر تعامله اليومي مع مرضاه فهناك علاقة وشراكة بين الأدب والطب لأن كل منهما وسيلة لخدمة المجتمع لافتا إلى أن الأدب عند نزار بني المرجة في حالة الهواية أكثر أهمية منه في حالة الاحتراف وأن هناك تلازما في القضايا الإنسانية والادارية والطب مع الأدب والشعر.

إلى ذلك ألقى الشاعر الدكتور نزار بني المرجة خلال الندوة قصيدة بعنوان نام الغزال غلب عليها الطابع الصوفي ومحاكاة العالم سعد الرازي الذي تميز بنقائه وصفاء روحه بأسلوب نثري اعتمد فيه الدلالة والإيحاء والرمز فقال:

نام الغزال لا توقظوه

لاتجرحوه بنظرة حاسد

أو نية الحاقد

لا تجرحوه .. فيتيه في كل البراري من جديد

وتخسروا حلم الخيال .. وتخسروا وهج الجمال

لا تجرحوه.

وعن رأيه في الندوة وفي شعر بني المرجة قال الناقد احمد هلال إن ما تقدم به المشاركون في الندوة هو في صلب النقد لما جرت عليه صيرورة الشاعر واصالة مشروعه الأدبي وتلك الصيرورة هي خلاصة الخلاصة البهية التي أجمعت لقصائده إلى قيم مضافة كالتصوف والابداع وهو في قصائده شاعر حداثي ومجرب لانه شاعر تكتبه قصائده وليس هو الذي يكتبها مقدما رؤية وصورا بارعة.

في حين رأى الباحث والكاتب غسان كلاس ان نزار بني المرجة شاعر يعكس صفاؤءه الشعري ويوجد بينه وبين شعراء الصوفية تواصل روحي وإنساني إضافة إلى انسجامه بمشاعره مع الطبيعة والكون والمجتمع ليصل في نصوصه إلى ذروة الإنسانية.

يذكر أن الشاعر الدكتور نزار بني المرجة عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي من مؤلفاته أفراح الحزن القارس وسيد الماء والتراب وشعلة الغيم ونام الغزال وبوح كما ترجمت بعض أعماله إلى اللغات الفرنسية والانكليزية والبلغارية والتركية والفارسية وهو حائز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2006 كما تقلد مناصب عديدة في نقابة الأطباء.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

نزار بني المرجة يلقي الضوء على سور دمشق الظاهر والمختفي والمندثر

دمشق- سانا سور مدينة دمشق التاريخي الذي بني مرات عدة عبر العصور آخرها في الحقبة …