الشريط الإخباري

الشعيبي في كتابه “وتكسرت أقلامهم” يكشف حقيقة الخطاب الديني التكفيري

دمشق-سانا

يكشف الدكتور علي الشعيبي في كتابه “وتكسرت أقلامهم” الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع حقيقة الخطاب الديني التكفيري والأقلام الظلامية الرجعية الأعرابية وبراثن جهلها وأميتها التي تسببت باحداث دامية في سورية مباينا بينها وبين الفكر الاسلامي الحقيقي السمح والتنويري.

ويوضح الدكتور الشعيبي خطورة تيار الإسلام السياسي “الذي مزق وأضعف وحدة الأمة من خلال أحزاب متأسلمة ارتبطت بالاستعمار وأجهزته الاستخبارية “فشكل لها المنهج والاسم والأسلوب وهيأ لها الدعم المادي والاعلامي مستشهدا بضابط الاستخبارات البريطاني مستر هنجر الذي تقرب من محمد ابن عبد الوهاب ووضع له الخطوط العريضة للفكر الوهابي.

ويشير البا حث الشعيبي إلى أن مذكرات هنجر لازالت موجودة ومنتشرة وآثارها واضحة في الذهنية الوهابية وهي تنحصر في هدفين وهما البحث عن نقاط الضعف عند المسلمين للدخول إلى الجسم الاسلامي وتبديد أوصاله وإيقاع العداوة أما الثاني فهو إيقاع العداوة والبغضاء بين أبناء الدين الواحد.

فالوهابية بحسب الشعيبي تتستر تحت شعارات الاصلاح والتصحيح المبطنة بالأهداف الاستعمارية والاستخبارية الساعية إلى تفتيت وتمزيق المسلمين كما حصل في البلاد الاسلامية التي قسمتها الوهابية فكريا وجغرافيا كالصومال وليبيا واليمن انتهاء بما تتعرض له مصر.

ويرى الدكتور الشعيبي وجوب فصل الدين عن السياسة أخلاقيا ودينيا فالدين بمنظوره لا جدال فيه والأصل به ألا يقع المسلمون في المتشابه منه والخصومات والتكفير واعمال التخريب كما تتعرض له سورية من محاولة لسفك الدماء والقتل والتشريد تحت ستار الدين وتكفير الآخر .

وأورد الشعيبي إن ما فعله التكفيريون عاد /وبالا /على البسطاء السوريين الذين لا يعلمون حقيقة الدين حيث قوبل فعل هؤلاء التكفيريين بالسكوت من أعداء العروبة والإسلام وبالدعم من الدول المعادية لسورية.

ويرى الباحث الشعيبي أن السوريين يتمثلون الاسلام الحق ويتمسكون بأركان الاسلام والاحكام والقوانين العصرية التي ترفض السوء والمنكر والتي تقضي بعدم القتل وتلتزم بالدين الحقيقي واحترام القوانين والأنظمة الاجتماعية ورفض الموبقات وعدم جعل الاسلام تحت وطأة السياسة والتفريق.

ويؤكد الدكتور الشعيبي أن مساحة السماحة والمحبة في الدين الاسلامي كبيرة وتخدم كرامة الانسان وصحته وقيمه وحياته الكريمة كما هو سائد في سورية لافتا إلى ما يقوم به الجيش العربي السوري في تصديه للقتل دفاعا عن الشعب وسيادته والحفاظ على حريته ومبينا أن التكفيريين تسببوا “بانتشار البدع والموبقات ورسخوا الأفكار الإسرائيلية في الاحاديث والتفاسير القرآنية خدمة لمصلحة الصهيونية”.

وجاء في كتاب الشعيبي أن مشايخ سلاطين الوهابية أداروا ظهرهم لآلام الناس ودفعوهم للفقر واصطنعوا لهم ألوانا من الفتاوى لتبرير نزوات ورغبات حكامهم موضحا مدى السذاجة والتهويم الركيك الواضح في بطلان كل ما جاءوا به.

ويذهب الشعيبي إلى أن كل المذاهب الصحيحة لا يمكن أن تختلف على حق ولا يمكن أن تذهب إلى باطل وإن بطلان الوهابية وعدم مصداقيتها تجلى في دعم المخططات المعادية لسورية وعروبتها واسلامها وتكريس العدوان عليها وطال الطيف الإنساني السوري وعمل على تهديم المؤسسات إضافة إلى سفك الدماء .

وأبرز الشعيبي أهمية نضال الفكر التنويري والحضاري والإسلامي للحد من انتشار الوهابية والقضاء عليها والحفاظ على الدين الاسلامي الحقيقي الذي ساهم في بناء الحضارة ووقف ضد الصهيونية والاستعمار.

وعن رأيه في الكتاب قال الدكتور نبيل طعمة مدير دار الشرق إن كتاب الشعيبي “يشير إلى أولئك التكفيريين أصحاب لغة الهدم مقارنة مع عظمة منطق التطور والتقدم وقدرات العقل الابداعية فكلما اتسع العقل من علم وإيمان بالحق اتسع الكون وغدت رحابته أجمل وقدرة الإنسان على الحياة فيه أفضل ما يؤدي إلى وضوح في الرؤى الإنسانية وامتلاك نوعي لفلسفة وجود الإنسان إلى جانب أخيه ورسالته الحضارية” .

وعن رأيه في الكتاب قال الناقد رضوان هلال فلاحة إن كتاب الدكتور الشعيبي” بين دور الفكر والأيدولوجية في رسم توجهات الإنسان السلوكية “مبينا أن العنف الفكري يتحول إلى عنف مادي فالممارسات الإرهابية التكفيرية وليدة فكر ظلامي يجب استئصاله من منابته وتوظيف الفكر النير الباني للإنسان بعقل منفتح وخلاق ومبدع.

وفي الواقع إن ما ذهب إليه الدكتور علي الشعيبي ودعمته الآراء تطبيق لرؤى فكرية تمكنت من الاعتماد على منهج تطبيقي له أسس علمية ارتكزت على القرآن والحديث ووافقت بين الرؤى التطبيقية لهما وبين المنطق العقلي للإنسان وصولا إلى بحث مقنع يتمكن من كسر أقلام التكفيريين ورفع راية الدين الحق لرفض القتل والشر والحقد وكره الإنسان للإنسان.

محمد خالد الخضر