الشاعر ياسر فايز المحمد لـ سانا: معظم الشعراء لا يقبلون النقد ولا بد من دعم الحقيقيين والمبدعين منهم

دمشق-سانا

يمتلك الشاعر ياسر فايز المحمد موهبة وقدرة على كتابة الشعر بكل أشكاله، لكنه يجد نفسه في شعر الشطرين، نظراً لقربه وتلاؤمه مع منظومته الثقافية، وحضوره التاريخي، وقربه من الذائقة بكل أنواعها.

وفي لقاء مع سانا، يشير الشاعر المحمد إلى أن الشعر ليس مجرد قافية ووزن على الرغم من أنهما عنصران مهمان في قصيدتي العمود والتفعيلة، بل هو أبعد من ذلك بكثير، مبيناً أن النثر قد يكتسب الشعرية من صياغته ودلالته، من خلال ما يسمى التغيير أو المجاز أو ما يعطيه المعاصرون مسمى (الانزياح) أو (الانحراف)، للدلالة على خروج الصياغة عن تكوينها المألوف وعن دلالتها الواضحة، مع التنويه أن لكل جنس من أجناس الشعر”عمودي- تفعيلة- نثر- قصيدة نثرية..” أسسه الخاصة، كما هناك قواسم مشتركة بين هذه الأجناس حتى تكون القصيدة مستساغة.

ويرى المحمد أن الشعر والنثر قد يتبادلان الخصائص أحياناً عندما يستعيران وظائفهما، فينجم عن ذلك اختلاط في تلك الخصائص، ولكن ذلك لا يلغي الطبيعة الجوهرية لكلا الفنين، والتمييز بينهما مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذائقة المرهفة.

وحسب الشاعر المحمد فإن هناك كماً كبيراً من الشعر الغث حالياً يصفق له أشباه المثقفين، وفي المقابل هناك شعراء حقيقيون مبدعون يمتلكون مواهب وقدرات ولا بد من دعم حضورهم.

الشاعر المحمد يجد نفسه أكثر في الشعر العمودي، في حين إنه لم يحاول بعد في قصيدة النثر، ويقول: “لا يشدني للنثر سوى قصائد راقية لشعراء حقيقيين يعرفون العزف على أوتارها، ويدركون معنى الولوج إلى عالمها الغامض المنكه بلذة الانزياح”، مبيناً أنه لا وقت محدداً لديه للكتابة “فقد تأتي القصيدة بغتة وأنا في السيارة، أو في إغفاءة، وقد تأتي في الحلم، وكثيراً ما تأتي عند زيارة طيوف لأحبة غادروا وتركوا أماكنهم جروحاً فاغرة لا تندمل”.

ويصف المحمد الواقع الحالي بـ”المرير”، حيث آثار الحرب الإرهابية وما تبعها من تداعيات اقتصادية وأخلاقية واجتماعية ما تزال تلقي بظلالها عليه، ويسعى الشعر لترميم الواقع وتزيين صورته كسائر الكثير من المحاولات الأخرى، سواء على المستوى الأدبي أو الثقافي أو الفني أو الاجتماعي.

وحول الفنون الأدبية، يلفت المحمد إلى أنه رغم أن القصيدة تستهلك وقتاً أقل من القصة أو الرواية، إلا أن تأثيرها أوضح، علماً أنه في الرواية والقصة تجسيد الواقع يكون أصدق، والتعبير عنه يكون بوسائل مساعدة أكثر، وبلغة أكثر سلاسة، لافتاً إلى دور الفنون الأخرى كقوة مرجحة أكثر فاعلية وأكثر تأثيراً، كالسينما والدراما التلفزيونية والمسرح، لأن لغتها أبسط بالنسبة للذهن الجمعي، وتستقر في ذاكرة المتلقي بشكل راسخ.

وعن النقد ودوره يرى الشاعر المحمد أن “النقد حالياً إما مجاملات أو مهاترات ومماحكات مخجلة ومحاولات إرضاء لرغبات وميول متباينة، بينما نحن بحاجة للتناصح والتكاتف”، معتبراً أن معظم الشعراء لا يقبلون النقد لاعتبارات عديدة، وقد يكون ذلك ناجماً عن غرورهم أو ضعفهم وسطحيتهم، أو نتيجة ضعف الناقد وعدم موضوعيته وهذا ما أثر سلباً على الأدب.

يذكر أن الشاعر له مؤلفات منها “جرة عطش”، و”وحيداً أسيراً”، وشارك في عدة مهرجانات وأنشطة، منها مهرجان وجيه البارودي لعدة دورات، وفاز بمسابقة أبي الفداء لعام 2022.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency