الشاب الحقوقي أمجد العمر… موهبة بالعزف والغناء وحلم لا يطفئه فقدان البصر

دمشق-سانا

لم يسمح الشاب أمجد العمر لحادث السير الأليم الذي أفقده نور عينيه أن يسدل ستاراً أسود على حياته… بل نهض من جديد بكل شجاعة وإيمان ودرس وتخرج من كلية الحقوق، وتابع السير لتحقيق طموحاته الفنية إلى أن أتقن العزف على آلتي الأورغ والعود تزامنا مع كتابة الأغاني عبر ألحان تحمل الفرح وحب الحياة.

أمجد 28 عاماً ابن الجولان المحتل بين لنشرة سانا الشبابية أن فقدانه البصر حين كان في الصف الثالث في التعليم الأساسي عام 2004 قلب حياته رأسا على عقب، فقد أُصيب بضمور عصب بصري مزدوج، وبات يصارع الوجع والعذاب متسلحا بإرادة قوية ورضا بالقضاء والقدر ودعم وتشجيع من أهله ومحيطه، حيث أكمل دراسته الابتدائية ثم التحق بمعهد لتعليم الموسيقا في مخيم اليرموك بدمشق وبدأ بتعلم العزف على آلة الأورغ، ونجح بذلك وهو ما مكنه من الفوز الأول على مستوى سورية بالعزف على هذه الآلة خلال مسابقة رواد طلائع البعث عام 2006.

وبكل عزم وتصميم تابع أمجد دراسته في معهد المكفوفين بدمشق ثم تخرج بمعدل جيد من كلية الحقوق إلا أنه لم يستطع أن يمارس المحاماة التي تتطلب السلامة الجسدية رغم أمنيته بمتابعة الدراسات العليا بها، كما لم يتمكن من الحصول على وظيفة ليعيش من خلالها فتفرغ لإتمام طموحه الفني، حيث احترف العزف على آلة الأورغ، ثم تعلم بمفرده وبجهده الخاص العزف على آلة العود، وهو يعمل على تطوير موهبته في التدريب على البيانو والأكورديون والآلات الإيقاعية كما ذكر، ويحلم أيضا بالتعلم على آلتي الناي والكمان، وخاصة أنه يعشق مجال الأغاني كتابة وتلحينا وتوزيعا، وعمل بهذا المجال وتميز بأغنية حزينة عن الحادث الذي تعرض له.

ولفت أمجد إلى مشاركته بعدة فاعليات فنية خلال الاحتفالات بالمكفوفين، ومنها في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من كانون الأول الماضي بكلية التربية بدمشق والنشاطات المختلفة لجمعيات الشلل الدماغي وجمعيات المكفوفين وخلال الحفلات المدرسية المتنوعة.

وأكد أمجد أنه على الإنسان التمسك بالأمل مهما كان الأفق معتما، والتغلب على كل الصعوبات التي يواجهها معربا عن أمنيته بالحصول على دعم مادي ومعنوي وتسجيل الأغاني في استديو ليستمر في لحن الحياة.

دارين عرفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency