الشريط الإخباري

معرض جمعية “أرسم حلمي” الأول للشباب.. مواهب واعدة وأعمال فنية تزخر بحب الحياة

اللاذقية-سانا

على جدران مقهى هيشون آرت كافيه تناثرت لوحات شباب جمعية أرسم حلمي الفنية لتشكل معرضهم الفني الأول وذلك بعد أن أنهوا الدورات التعليمية التي أقامتها الجمعية وأصبحوا قادرين على إنجاز أعمال فنية في فضاء خاص يظهر تميزهم ويعطيهم دافعا حقيقيا للاستمرار وتطوير أدواتهم الفنية ليكونوا بحق جيلا قادرا على رفد الحركة التشكيلية في المحافظة بإبداعات شبابية متميزة.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى 20 تموز الحالي ويشارك فيه أكثر من 17 شابا عددا كبيرا من اللوحات تصل إلى 40 عملا فنيا بمقاسات متنوعة وعناوين جمالية منفذة بتقنيات الزيتي والرصاص والمائي والأحبار إضافة إلى الاكرليك والباستيل وبإشراف مباشر من أساتذة الجمعية وإدارتها.
وأكدت الفنانة هيام سلمان رئيسة الجمعية في حديث لنشرة سانا الشبابية أن المعرض كان نتيجة لتطور مستويات الشباب الفنية وكان لابد من إقامته بعيدا عن معرض الأطفال الذي يعد طقسا سنويا للجمعية موضحة أن معرض الشباب سيكون سنويا بهدف إتاحة الفرصة لإبراز جميع المواهب.2
وتتابع: “جميع شباب الجمعية شاركوا في هذا المعرض دون استثناء لأننا أردنا تقديم لمحة عامة عن المستوى الذي وصولوا إليه ولا سيما أن أعمالهم تعتبر متقاربة فنيا إلى حد كبير ورغم إتاحتنا المجال لإدراج أكثر من عمل لكل مشارك وبعناوين يختارها بنفسه إلا أننا اعتمدنا على معايير فنية لاختيار أفضل اللوحات والتي تركز على مدة إنجاز اللوحة ومدى تطور تجربة الشاب الفنية وفضلنا عدم عرض بعض الأعمال لأننا وجدنا أنها غير متمكنة فنيا بعد لكننا في النهاية أردنا أن نقدم مجموعة من الشباب الذين كانوا أطفالا لدينا تدرجوا في العطاء الفني ووصلوا إلى مستوى أصبحوا قادرين من بعده على إنجاز أعمال فنية تهيئهم للانضمام إلى صفوف الفنانين التشكيليين في المحافظة”.
بدوره أشار النحات ماهر علاء الدين عضو مجلس إدارة الجمعية إلى أن فكرة إقامة معرض مخصص للشباب تراود الإدارة منذ أربع سنوات لكن تم الانتظار ريثما تنضج الخبرات بشكل حقيقي ليخرج بالمستوى المطلوب.
ويقول: “المعرض متنوع بشكل عام وسويته معقولة كأول معرض يقدمه أغلب المشاركين وسنراقب رد فعل الجمهور وتفاعلهم مع الأعمال المطروحة التي تراوحت ما بين المناظر الطبيعية والبورتريه والأعمال التعبيرية” مضيفا “إن المعرض كان ثريا بالعناوين والطروحات وسنعمل في المعارض القادمة على رفع سوية الأعمال بشكل أكبر وإدراج النحت كجزء أساسي من الأعمال الفنية المقدمة كونه أكثر قدرة على إظهار التفاصيل وتجسديها وله العديد من المهتمين في الجمعية وخارجها”.
وتحدثت هبة برهوم طالبة عمارة عن مشاركتها في معرض الشباب الذي سبقته عدة مشاركات في معرض الأطفال الذي تقيمه الجمعية سنويا مؤكدة أن التدريب والتدرج في تعلم تقنيات الرسم ساعدها بشكل كبير على صقل موهبتها لتخرج أعمالها الفنية بالشكل المطلوب.
وتضيف “شاركت بثلاث لوحات تتحدث عن الطبيعة والتراث المحلي ولدي خبرة كبيرة في التعاطي مع معظم التقنيات ولا سيما الرسم بالزيتي لكنني اخترت أن أقدم مواضيعي باستخدام الألوان المائية لأنني وجدتها الأقدر على تجسيد العناوين المختارة واستفدت بشكل كبير من تعلم الرسم في مجال دراستي المعمارية فانعكس أحدهما على الآخر وبرز بشكل كبير في مشاريعي الدراسية ولوحاتي الفنية وأسعى بشكل جدي للمتابعة في هذا المجال والمشاركة في المعارض التي تتيح الفرصة لإبراز مواهب الشباب وخلق جو من المنافسة التي تحفز بشكل أكبر على الإنجاز والابتكار”.
أما لين حسون 14 عاما فتوءكد أنها استطاعت بعد أربع سنوات من الانضمام للجمعية أن تقدم أعمالا فنية توءهلها للمشاركة في معرض شبابي لافتة إلى أن الشباب يرغبون بتعريف الناس على مواهبهم معتبرة أن الفن خير وسيلة للتعبير عن خوالج النفس والروح.
وتضيف “نريد رسم صور الفرح والطبيعة والورد والوجوه الطيبة التي تعبر عن كل سوري أصيل يحب وطنه فصور البورتريه الموجودة تجسد شخصيات يحبها كل شاب وفتاة من المشاركين فعلى سبيل المثال رسمت وجه الفنانة الراحلة نبيلة النابلسي لأنني وجدت فيه ملامح الطيبة والجمال كما قدمت أول تجربة لي بالرسم الزيتي وعرضت لوحة غنية بالألوان تذكر بالماضي بتصوير بيت عربي قديم”.
بدورها أشارت بيسان بدران طالبة في كلية الفنون الجميلة إلى مشاركتها بعمل وحيد في المعرض يجسد تصورها لطريقة رسم السكيتش بشكل خارج عن الأعراف الأكاديمية وتحررت من خلاله من القيود المتبعة وعمدت إلى استخدام التصوير بالطريقة التي تحبها.
وتضيف “أعتبره أسلوبا جريئا بعيدا عن التظليل استخدمت فيه طرقا تعبيرية غير واقعية” مؤكدة أن مشاركتها العديد من طلابها في الجمعية في هذا المعرض هي من باب تقديم كل ما من شانه تطوير الحركة الفنية في المحافظة.
من جهته أكد نضال الشيخ علي نحات أهمية التجربة التي قدمتها جمعية “أرسم حلمي” الفنية لتحفيز الشباب على الإبداع في المجال الفني لافتا إلى متابعته العديد من التجارب الفنية
الشبابية والتي تزخر بالعديد من الطاقات والإبداعات لكنها تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي كبير لتعميمها بشكل أفضل بالإضافة إلى أهمية أن يلعب المدرس دورا في تحفيز الشباب لتناول مواضيع أكثر جرأة.
وأشار إلى ضرورة إدراج النحت في المعارض القادمة لأن له جمهورا واسعا لا يقل أهمية عن باقي الفنون.
وأشار بسام المنيزلة مصور ضوئي إلى أن هذه التجربة تعتبر جيدة كمحاولة أولى وهي تدل على زخم الطاقات الشبابية التي تحتاج الفرصة للظهور مؤكدا أهمية استمرار مثل هذه الملتقيات وصقل المواهب الشابة بشكل أكثر حرفية لتخرج بشكل أقرب للمثالية فكل محاولة شبابية لا بد أن تصنف في إطار الجيد رغم وجود بعض الملاحظات الفنية التي يمكن تجاوزها بالتدريب والدعم لأننا في النهاية نعلم شبابنا على حمل الريشة والقلم اي أننا نروج لثقافة الحياة رغم كل الألم.
وكانت جمعية “أرسم حلمي” الفنية أشهرت عام 2010 وتهدف إلى نشر الوعي الفني واكتشاف المواهب وتنميتها في المجتمع من خلال دورات تعليمية وأنشطة فنية متنوعة ويعتبر معرضها السنوي تتويجا لكل جهودها وذروة لأعمالها ونشاطاتها.

ياسمين كروم