الشريط الإخباري

ظريف: التوصل لاتفاق نهائي حول الملف النووي ممكن إذا تحلى الطرف الآخر بإرادة سياسية

طهران-سانا

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهم حول الإطار العام للاتفاق النهائي بخصوص الملف النووي الإيراني شرط أن يتحلى الطرف الآخر في المفاوضات “بالإرادة السياسية”.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن ظريف قوله في تصريح له اليوم لدى وصوله إلى جنيف للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات في لوزان حول الملف النووي الايراني أن “هذه الجولة ستتركز على التفاصيل وتعهدات كل أطراف التفاوض” مؤكدا أنه “تم إحراز تقدم في القضايا التقنية ولكن بعض الأمور تحتاج إلى مزيد من النقاش والمحادثات”.

وانتقد وزير الخارجية الإيراني بشدة رسالة أعضاء الكونغرس الجمهوريين للمسؤولين الايرانيين معتبرا هذه الرسالة “بدعة تحصل لأول مرة على مستوى العلاقات الدولية في العالم”.

وكان 47 عضوا فى مجلس الشيوخ الأميركي نشروا مؤخرا رسالة مفتوحة يحذرون فيها إيران من إبرام اتفاق نووي شامل مع إدارة الرئيس باراك أوباما جاء فيها “إن الاتفاق الذى لا ينال موافقة الكونغرس سيكون فقط بمثابة اتفاق تنفيذى بين أوباما وقائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي”.

من جهة ثانية أكد ظريف في مقابلة مع صحيفة إيران نشرتها اليوم أن الغرب وخاصة أمريكا لجؤوا خلال العقود الثلاثة الماضية إلى مختلف أنواع العقوبات لإرغام إيران على العدول عن أهدافها وحقوقها الطبيعية المشروعة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية لكنهم أدركوا أن هذه العقوبات “لم تكن ناجعة”.

وقال ظريف إن “التاريخ أثبت للجميع أن الشعب الإيراني قادر على الصمود بوجه كل ما يفرض عليه من ضغوط”.

وحول مباحثاته مع نظيره الأمريكي جون كيري في لوزان السويسرية اليوم قال ظريف إنه “غالبا ما يتمكن الطرفان من طرح مواقفهما بصراحة أكبر في المباحثات الثنائية ولاشك أن المواقف لايمكن أن تتغير فجأة وان أهم ميزة لمثل هذه المباحثات ان نتيجتها تكون أسرع من غيرها”.

ومن المقرر أن تجرى جولة من المفاوضات بحضور مساعدى وزير الخارجية عباس عراقجي ومجيد تخت روانجى وهيلغا اشميت مساعدة منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومساعد وزير الخارجية الأمريكي وندى شيرمن ويشارك في هذه الجولة من المحادثات النووية أيضا رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي ووزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز.

وأجرت إيران وأمريكا إلى الآن العديد من جولات المحادثات على مستوى وزيري الخارجية والمساعدين والخبراء كما أجرت إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد 14 جولة مفاوضات نووية منذ اتفاق جنيف الذى وضع خطة العمل المشترك المبرم في 24 تشرين الثاني عام 2013 من ضمنها 4 جولات بعد التمديد لفترة 7 أشهر في 24 تشرين الثاني 2014.

وتستهدف هذه المفاوضات حل نقاط الخلاف في وجهات النظر حول الملف النووى الإيراني التي تتركز غالبا حول حجم التخصيب وآلية إلغاء العقوبات المفروضة على إيران وصولا إلى الاتفاق النووي الشامل المقرر نهاية حزيران القادم أي نهاية فترة التمديد البالغة 7 أشهر.

عراقجي: أي اتفاق نووي محتمل لن يتم إبرامه مع أمريكا وإنما مع مجموعة خمسة زائد واحد

من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية وكبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي أن أي اتفاق نووي محتمل لن يتم إبرامه مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنما مع مجموعة خمسة زائد واحد.

وقال عراقجي في تصريح له اليوم إن التوصل لأي اتفاق نووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد سيكون “بمرحلة واحدة ونهائية” مستبعدا في نفس الوقت تمديد المفاوضات في حال عدم التوصل لاتفاق نهائي مضيفا إن “أي اتفاق نووي لابد من التصديق عليه في مجلس الأمن الدولي ليصبح ملزما لكافة الأطراف بما فيها حكومة الولايات المتحدة بإدارتها الحالية أو أي إدارة أخرى تخلفها”.

وأشار عراقجي إلى أن المفاوضات الحالية للتوصل لهكذا اتفاق وصلت إلى “مرحلة أخيرة” وعلى كافة الأطراف العمل على إنجاز الاتفاق وإظهاره إلى العلن موضحا أن عدم التمديد للمفاوضات في حال عدم التوصل لاتفاق نهائي نابع من رغبة الجانبين أي خمسة زائد واحد وإيران ونتيجة لسلسلة ومجموعة من الظروف.

ووصف مساعد وزير الخارجية الإيراني هذه المرحلة من المفاوضات النووية “بالحساسة والصعبة” مؤكدا أن هذه الصعوبات طبيعية لأنها تمثل النهاية والنتيجة التي لابد من إظهارها إلى العلن وعبر مرحلة واحدة.

وأشار عراقجي إلى أن موعد نهاية شهر آذار الجاري تم البت به من قبل الجانبين في المفاوضات للاعلان عن إنهاء معظم الصعوبات وتذليلها ومن ثم الاستمرار بالعمل حتى ثلاثة أشهر أخرى وهو الموعد النهائي لانجاز واعلان الاتفاق وقال “إذا ما توصلنا إلى حلول للعقبات والصعوبات حتى نهاية الشهر الجاري من الممكن الحديث على أنه لماذا نستمر في المفاوضات وما الجدوى منها حيث لم نتمكن من التوصل لاتفاق على القضايا العامة فكيف نتوصل إلى اتفاق حول القضايا التفصيلية الأخرى”.

وحول الرسالة الأخيرة التي بعثها عدد من أعضاء الكونغرس الامريكي للمسؤولين الإيرانيين أوضح عراقجي أن “هذه الرسالة تعد تاريخية على مستوى العلاقات الدولية عندما يطلب أعضاء في مجلس تشريعي لدولة ما من دولة أخرى عدم الثقة بدولتهم وحكومتهم” مضيفا أن “هذا الأمر يدل على مدى حيرة أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين يدفعهم الكيان الصهيوني لهكذا خطوات وخاصة بعد خطاب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ويعكس أيضا مدى قدرة الدبلوماسية الايرانية التي أوجدت هذه الحيرة والشرخ في النظام الامريكي”.

ونفى مساعد وزير الخارجية الإيراني تفاوض إيران على أي ملف آخر غير الملف النووي مع مجموعة خمسة زائد واحد مشيرا الى أنه لم يتم طرح أي مواضيع أخرى خلال هذه المفاوضات.

ونشر 47 عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي مؤخرا رسالة مفتوحة يحذرون فيها إيران من إبرام اتفاق نووي شامل مع إدارة الرئيس باراك أوباما جاء فيها ان “الاتفاق الذى لا ينال موافقة الكونغرس سيكون فقط بمثابة اتفاق تنفيذى بين أوباما وقائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي”.

انظر ايضاً

إيران تجدد رفضها التدخلات الأمريكية في شؤون كوبا

طهران-سانا جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موقف بلاده الرافض لكل التدخلات الأمريكية في …