الشريط الإخباري

فراس البيطار: الشعب السوري قادر على تذوق كل ألوان الفنون

دمشق-سانا

يجد مغني الأوبرا فراس البيطار في الموسيقا حياة وعالما من الثقافة والعلوم تلونت معانيها لديه باختلاف المراحل العمرية والثقافات التي اكتسبها منها منذ مرحلته المبكرة لتصبح اليوم رسالته للإرتقاء بثقافة وفكر المجتمع.

وعن سبب اختياره للغناء الأوبرالي يقول البيطار في حديث لسانا: عشت في بيئة كان يجذبني فيها صوت الغناء الأوبرالي والموسيقا الكلاسيكية التي توضع في المواكب الجنائزية التي تمر في الحي الذي كنت أقطنه محاولا تقليد هذا الصوت دون أن أمتلك أي معرفة عنه ما دفع والدتي الى إرشادي للدخول بفرق وكورالات غنائية.

وكانت بداية المغني البيطار مع فرقة الأمل بقيادة الموسيقي جان حسكور الذي عرفه على الفن الاوبرالي وقدمه للناس كمغن شرقي غربي إضافة لدور الجمهور القريب منه الذي شجعه على الدراسة الأكاديمية فبدأ بدراسة الغناء مع المختصة في علم الصوت أراكس تشيكجيان قبل دخوله المعهد العالي كما قال.

ويوضح أن استاذته تشيكجيان بقيت متابعة له أثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقا وحتى اليوم إلى جانب استاذه “بيير الخوري” الذي رافقه أيضا أثناء دراسته الأكاديمية كما أنه تأثر بوالده الذي يمتلك صوتا صداحا وجبليا أخذ منه حبه وشغفه بالموسيقا .

ويرى المغني الذي أدى عدة أدوار في الاوبرا أن الموسيقا الكلاسيكية السورية كعزف لها مكانتها وحضورها داخل البلاد وخارجها كما أننا نمتلك أهم الموسيقيين عربيا و منهم من له بصمته العالمية حيث كان هناك تطور ملموس للموسيقا خاصة وللفنون عامة في السنوات الأخيرة.

ويؤكد صاحب برنامج طلة فرح الاذاعي أنه رغم مغادرة عدد كبير من الموسيقيين بسبب الظروف الراهنة التي نعيشها مازالت تقام العديد من الأمسيات الموسيقية والعروض الفنية على المسارح السورية لكن أعمال الغناء الأوبرالي شبه معدومة حيث لايوجد من يقدم مغني الأوبرا أو يسعى للتعريف بهم وإن وجد فيكون لأشخاص محددين .

ويقول البيطار إن أغلب مغني الاوبرا لدينا يقدمون أنفسهم للجمهور بأعمال وجهد فردي بتحضير أمسيات مع عزف على آلة البيانو أو بمرافقة عدد من العازفين مشددا على أهمية وجود جهد حقيقي للنهوض بالمسرح الأوبرالي السوري وتقديم أعمال من تاريخ الموسيقا السوري الغني لأن السوريين قادرون على تذوق ألوان الفنون.

ويؤكد البيطار أن المؤسسة الثقافية والتعليمية الرسمية قامت بما ينبغي عليها من خلال إنشاء المعهد العالي للموسيقا وكلية الموسيقا والمعاهد الموسيقية ودار الاوبرا وتمويل هذه المنشآت ودعمها ايمانا منها بأهمية الموسيقا في المجتمع لكن في الوقت ذاته لا يوجد اهتمام من القائمين على هذه المؤسسات للنهوض بواقع الغناء الأوبرالي وتقديم أعمال تعرف الجمهور بالمغنيين الأكاديميين لذا نكاد لا نرى أي عمل أوبرالي يقدم المغنيين السوريين بالشكل اللائق وبالتالي يتجه الخريجون للعمل وكسب قوتهم إلى أماكن لا تليق بما تعلموه.

وحول الغناء الشرقي يقول الأوبرالي الدمشقي أنا مغن شرقي في الأساس وابن هذه البيئة فعبق الموسيقا الشرقية يفوح بين الحارات القديمة كما عطر الياسمين وترانيم الآذان تلمس روحي ولا يمكنني الانفصال عن بيئتي فالغناء الشرقي مزروع في داخلي.

وعن توجه عدد ممن تخصصوا بالغناء الأوبرالي للغناء الشرقي يبين البيطار أن الغناء الأوبرالي يحتاج لجهد وصبر وسنوات طويلة من التدريب والتعب وللأسف لا نمتلك من يؤسس مغني الأوبرا بشكل جدي لافتا إلى أن الدراسة في المؤسسات التعليمية الموسيقية هي عبارة عن تحضير للامتحان فقط وليس هناك بناء حقيقي للصوت.

ويشير مؤسس جوقة نور العالم إلى أن أغلب الأساتذة في المعاهد الموسيقية يحتاجون لاكتساب مهارات اضافية ليكونوا قادرين على تدريب وبناء الأصوات لتصبح قادرة على أداء الأعمال الاوبرالية لافتا إلى أن هناك الكثيرين ممن يقدمون الغناء الشرقي يدعون أنهم يطبقون مدرسة الغناء الاوبرالي في الغناء الشرقي وهذا دليل واضح على أنهم لا يعرفون أصول المدرسة الغنائية التي لا تختلف بين الغربي والشرقي في أصول تدريب وإخراج الصوت .

ويعشق مدرب الصوت والغناء تدريس الغناء ويقول أعيش مع الطالب وأدخل لأعماقه وأتابعه بدقة بكل حواسي لأتمكن من تقديم ما يحتاجه من معرفة وخبرة .

ويعبر البيطار في ختام حديثه عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا الكلاسيكية والغناء الاوبرالي في سورية ويقول إن بلدنا يمتلك أجمل الخامات الصوتية وأهم الموسيقيين فإن أتيحت لهم الفرص سيقدموا في بلدهم كل طاقاتهم وإمكانياتهم والعمل بضمير والحب والتفاني كفيل بالارتقاء بكل المجالات فضلا عن الموسيقا.

المغني الأوبرالي فراس البيطار مواليد دمشق 1982 حاصل على إجازة في الغناء الكلاسيكي من المعهد العالي للموسيقا بدمشق ودبلوم في الموسيقا من جامعة دمشق كلية التربية وهو مدرب للصوت وأصول مدرسة الغناء الغربي والشرقي قام بعدد من ورشات العمل مع كبار مغني العالم منهم البريطانية شونا بيزلي والإيطاليان سيلفانا فرولي واندريا غوتشي والإسباني جورج اغويليرا والكندي مارك دراغون والفرنسي رانسوا باردو والروسي فلاديمير مالتشينكو.

كما شارك البيطار في عدد من المهرجانات منها مهرجان الأغنية والترنيمة الإنسانية قيثارة الروح منذ انطلاقته ومهرجان الربيع إضافة لقيامه بعدد من الامسيات في عدد من المسارح ودور السينما والمراكز الثقافية وشارك مؤخرا بمرافقة اوركسترا بوتشيني الإيطالية في حفل موسيقي بدبي ونال درع السلام من إمارة الشارقة بعد تقديمه أمسيات تحت عنوان سلام لبلدي التي أهداها للسوريين ولجميع شعوب الأرض 2014.

له عدد من البرامج الإذاعية التي كانت من إعداده وتقديمه وحصد برنامجه الصباحي طلة فرح جائزة أفضل برنامج إذاعي ضمن برامج الإذاعة عام 2011 ومؤسس جوقة نور العالم والتي قدمت مؤخرا عددا من الأمسيات تحت عنوان ميلادك سلام .

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

“فراس البيطار” يتألق في افتتاح مهرجان فلانري في فرنسا- فيديو

دمشق-سانا كان صوت مغني الأوبرا السوري فراس البيطار حاضرا في افتتاح مهرجان فلانري العالمي للفنون …