الشريط الإخباري

أهالي بصرى الشام صامدون في مدينتهم: اعتداءات الإرهابيين وحصارهم لن ينال من إيماننا بوطننا والإسهام في بناء مستقبل أفضل

درعا-سانا
بنظرات يملأها التحدي وقلوب تخفق بالأمل وحب الوطن يرابط أبناء بصرى الشام في منازلهم ليحولوا أوهام إرهابيي “جبهة النصرة” بالنزوح عن أرضهم إلى أضغاث أحلام تؤرق مموليهم وداعميهم في الكيان الصهيوني والأنظمة المتهالكة في الخليج وعمان وأنقرة وواشنطن وغيرها من الدول المتآمرة على الحضارة الخالدة في بصرى وتدمر ورأس شمرا وأوغاريت وأفاميا.

2

قذائف.. اعتداءات متكررة.. حصار خانق.. جرب الإرهابيون كل ذلك لتهجير سكان بصرى لكنهم لم يحصدوا إلا الخيبة والخذلان أمام صمود الأهالي الذين أثبتوا طيلة السنوات الثلاث الماضية تمسكهم بسوريتهم رغم الاعتداءات الإرهابية التي طالت مدارس بصرى وشوارعها حيث رصدت بعثة سانا آثار التدمير والتخريب والحصار الإرهابي الممنهج الذي انعكس على الأوضاع العامة والاحتياجات الأساسية للمدينة ولاسيما المياه حيث اشتكى الأهالي من وجود نقص كبير في كميات المياه الواردة إلى المدينة وهو ما أكده رئيس وحدة مياه بصرى المهندس محمد الخليل بالقول إن كميات المياه الواردة إلى المدينة تبلغ نحو 500 متر مكعب يوميا من مشروع كحيل بريف درعا الشرقي وهي لا تكفي لسد احتياجات المدينة.

3

ويشير رئيس الوحدة إلى أن تعرض محطة ضخ مياه بصرى-صماد التي كانت تغطي 40 بالمئة من احتياجات المدينة لاعتداءين إرهابيين تسبب في تدميرها وخروجها من الخدمة وأن وجود المحطة جنوب شرق المدينة قرب جحور التنظيمات التكفيرية في بلدة صماد جعل وصول ورشات الإصلاح إليها شبه مستحيل مبينا أنه يتم نقل المياه للمواطنين بواسطة صهريجين تمتلكهما وحدة مياه المدينة إلا أن عدم كفايتهما للاحتياجات دفع السكان للاعتماد على الصهاريج الخاصة للحصول على مياه الاستعمالات المتعددة من آبار في بلدات برد وبكا بريف السويداء نظرا لجفاف عدد من الآبار في مدينة بصرى ما يحمل المواطنين أعباء مادية إضافية.

4

بدورها مؤسسة مياه درعا حاولت بشتى الوسائل حل مشلكة نقص المياه في مدينة بصرى وفق المهندس محمد المسالمة مدير المؤسسة الذي أكد أن المؤسسة حاولت التواصل مع المجتمع المحلي في مناطق مرور خطوط الضخ إلا أن مساعيها فشلت بسبب الواقع الأمني على المدخل الغربي لمدينة بصرى حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية وتمنع المياه عن باقي أحياء المدينة.

ويبين المسالمة أن خطة المؤسسة تتضمن حفر بئر إسعافي في بصرى إلا أنها تصطدم بامتناع أصحاب الحفارات عن العمل في المدينة بسبب الاعتداءات الإرهابية مشيرا في الوقت نفسه إلى أن منسوب المياه الجوفية في مدينة بصرى يصل إلى 500 متر وحفر الآبار غير مجد بسبب ضعف الغزارات.

ولم تسلم شبكات الاتصالات الهاتفية من اعتداءات الإرهابيين الذين استهدفوها في الكثير من المواقع ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المدينة منذ أكثر من عام حيث يوضح الفني ياسر خبيز من مركز اتصالات بصرى أن المقسم يعمل حاليا كمركز للاتصالات المحلية داخل المدينة فقط بسبب استهدف الإرهابيين للكابلات الضوئية بين بصرى والسويداء ما تسبب أيضا بتوقف الخدمات المرتبطة بها كالجباية في المركز والجباية في الكهرباء وامانة السجل المدني موضحا أن المركز حاليا بحاجة إلى بطاريات مجموعات تغذية جديدة وزيادة كميات المازوت المخصصة إضافة إلى تركيب وصلة ميكروية على غرار مركز اتصالات درعا.

00

ويؤكد المهندس أحمد الحريري مدير فرع الشركة السورية للاتصالات في محافظة درعا أن الشركة بذلت جهودا كبيرة لإعادة ربط مدينة بصرى مع محافظة درعا حيث استغرق العمل شهرا تقريبا لتوصيل الكبل الضوئي إلا أن الاعتداءات المتكررة دفع بالمؤسسة إلى تغيير مسار الكبل الأساسي وبعد توصيله استهدفه الإرهابيون في بلدة النعيمة ومنعوا الورشات من دخول البلدة حتى الآن.

ويوضح الحريري أن فرع الشركة قام بتوصيل كبل ضوئي بطول 5 كم يربط مدينة بصرى مع محافظة السويداء عن طريق بلدة القريا إلا أن المجموعات الإرهابية اعتدت على الكبل في بلدة عتمان مؤكدا أن الورشات قامت بإصلاح الكبل وأن الاتصالات القطرية والدولية وخدمات الانترنت في مدينة بصرى ستعود خلال الأيام القادمة بعد انتهاء تجهيز الكبل الضوئي بين مدينتي درعا ودمشق وأن الشركة ستزود مركز اتصالات بصرى بوصلة ميكروية فور احتياطية وأن فرع الشركة حصل على موافقة لتحويل الانترنت عن طريق محافظة السويداء.

5

وللخدمات الصحية في المدينة همومها ومشاكلها بسبب الحصار الإرهابي الجائر وهذا ما أوضحه الدكتور وهيب ابو الخير مدير المشفى الوطني في بصرى بالقول إن المشفى بحاجه إلى تأمين مسلزماته بالسرعة القصوى ورفده بكوادر جديدة بعد مغادرة العديد من كوادره وتأمين سيارات إسعاف وتأمين الاتصالات الأرضية وإصلاح التدفئة المعطلة منذ 3 سنوات وإيجاد حل لمشكلة المياه حيث يعتمد المشفى على نقل المياه بصهريج وحدة مياه بصرى وإصلاح مضخات بئر المشفى المعطلة.

ويشير أبو الخير إلى أن المشفى عمل على تجهيز سيارة نوع “فان” بإمكانيات بسيطة لنقل المصابين والمرضى الى مشفى السويداء في ظل عدم وجود أي سيارة إسعاف وتعطل منظومة الاسعاف في المشفى مبينا أن المشفى يعتمد حاليا على متطوعين من أبناء المدينة ويقدم خدماته حاليا لنحو 12 ألف مواطن.

6

بدوره يشير الدكتور عبد الودود الحمصي مدير صحة درعا إلى أن المديرية تضطر لنقل مستلزمات مشفى بصرى عن طريق محافظة السويداء ومع ذلك يتم تزويد المشفى بكل احتياجاته من مازوت ومستلزمات طبية بشكل دوري لافتا إلى أن المديرية جاهزة للتعاقد مع أي طبيب للعمل في المشفى خلال 24 ساعة وإلى صعوبة التعاقد مع أطباء من خارج منطقة بصرى نظرا للأعباء المالية الكبيرة التي يتكلفها الأطباء في الانتقال إلى مدينة بصرى بسبب الحصار الذي يفرضه الإرهابيون على معظم مداخل المدينة واللجوء إلى طريق بديل طويل ناهيك عن كونه غير آمن ويتعرض لاعتداءات متكررة من قبل التنظيمات التكفيرية.

ولا يختلف واقع الكهرباء في بصرى عن الخدمات الأخرى حيث طالت الاعتداءات الإرهابية الشبكة الكهربائية ما تسبب في زيادة الأعباء المادية على السكان بسبب الاعتماد على المولدات بمختلف أنواعها وهو ما يتطلب استجرار الوقود وخاصة مادتي المازوت والبنزين بتكاليف باهظة حيث يضطر المواطن للحصول على المادة من محافظة السويداء فيما تتوفر مادة المازوت بكميات قليلة وضمن الامكانيات المتوفرة في محافظة درعا.

وفي المحصلة رغم الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف البنى التحتية ومنازل المواطنين وأطفالهم فإن أبناء بصرى الشام اقسموا على حماية مدينتهم والإسهام في بناء سورية المستقبل حيث يرسلون أبناءهم إلى مدارس المدينة المستمرة بتقديم خدماتها التعليمية متحدين بأقلامهم ودفاترهم وبصيحات حناجرهم كل إرهاب أعمى وكل فكر تكفيري متطرف.