الشريط الإخباري

في عيون زملائه.. النحات الراحل فؤاد أبو عساف أيقونة البازلت السورية

السويداء-سانا

خلال مسيرته الفنية صاغ الفنان التشكيلي الراحل فؤاد أبو عساف هويته المتفردة التي أغنت لغة التشكيل السوري والعالمي تاركاً إرثاً غنياً من الأعمال النحتية والفنية بأسلوبية خاصة ليطلق عليه زملاؤه وأصدقاؤه لقب أيقونة البازلت السورية.

أبو عساف الذي غيبه الموت أول أمس وامتاز بتفرد أسلوبه وغنى أعماله وموضوعاته وتنوع خاماته وأهمها مادة البازلت التي تشكل عنصراً أساسياً غنياً في بيئته المحلية السويداء، تمكن من تطويع قسوتها بإزميله وأدواته مدعمة بروح شغوفة وموهبة متأصلة وغنى فكري وثقافي لديه لخدمة تعبيره ورؤيته الفنية.

وبين رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء الفنان حمد عزام أن الفنان الراحل نشأ في بيئة كادحة وشق طريقه بنفسه حتى شكل مدرسة خاصة بأسلوبه المتفرد بالنحت ولمع اسمه على الساحة الفنية التشكيلية محلياً ودولياً وترك إرثاً فنياً غنياً من آلاف الأعمال الفنية والروليف النحتي والدراسات.

ولفت عزام إلى أن الفنان الراحل كان له دور وامتداد اجتماعي وإنساني ومن ذوي الأيادي البيضاء في مجتمعه كما احتوى منزله مكتبة كبيرة غنية بمحتوياتها الفكرية والأدبية والفنية والكثير من النظريات الجمالية التي ترجمها في أعماله.

مدير معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية الفنان النحات أسامة عماشة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين تحدث عن عطاء أبو عساف في مجال تعليم الفن عبر تدريسه بمعهد الفنون التطبيقية والتشكيلية وإشرافه على قسم النحت فكان ملماً بالمنهاج وتطويره وصاحب معرفة وثقافة عالية.

وأوضح عماشة أن الفنان الراحل احتضن المواهب الشابة وساعدها على شق طريقها في النحت حيث حرص على تسديده رسوم العديد من الطلاب لضمان متابعة مشوارهم الفني فضلاً عن نتاجه الفني الذي وصل إلى 5 آلاف عمل نحتي ودراسات ورقية متباينة الأشكال والأحجام والأوزان.

الفنان النحات أنور رشيد رأى أن منحوتات أبو عساف تميزت بالوضوح والسهولة وبأنها ذات سطوح لامعة وخطوط لينة ومستقرة وفيها تعبير قوي وخاصة في أعمال الاقنعة الطولانية مشيراً إلى أنه من أهم أعماله الثور الذي تميز به على الساحة الفنية التشكيلية بتبسيط السطوح والاختزال والقوة.

ووفقاً للفنان التشكيلي النحات نشأت الحلبي فإن الراحل كان يردد عبارة الغزارة في الكم تؤدي إلى تغير نوعي حيث كان يعمل بكثرة وبشكل شبه يومي وامتاز بأسلوبه التعبيري وشخوصه الإنسانية وإضافة العناصر الأخرى التي تحمل رمزية في معانيها وإشاراتها أن كان بالأسطورة أو الواقعة التاريخية أو في تمثيل لحادثة أو حكمة مبيناً أن تعمقه الغزير في المعرفة ساعده على إخراج أعمال نحتية ترقى لمستوى العالمية.

ولفت الفنان التشكيلي نضال خويص إلى أن الفنان الراحل كان يسابق الزمن بكل عزيمة واندفاع في إنتاج أعماله النحتية وعرفنا فيه إصراراً منقطع النظير ومثابرة مستمرة حتى في أصعب ظروفه الصحية موضحاً أن أعماله تراوحت بين التماثيل النصبية العملاقة والمتوسطة والصغيرة وتكشف عن حالات تعبيرية في منتهى الجمال والرشاقة والروعة لأشخاص ووجوه يغلب عليها طابع القداسة ولكنها مثقلة بهموم الواقع المعاصر.

يشار إلى أن الفنان فؤاد أبو عساف من مواليد قرية سليم بالسويداء سنة 1966.. تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991 وعمل أستاذاً لقسم النحت في كلية الفنون الجميلة وله معارض فردية إضافة إلى مشاركاته في العديد من المعارض والملتقيات الفنية المشتركة داخل سورية وخارجها.

ومن أعمال الراحل نصب الشهيد الطالب الموجود في كلية الحقوق بجامعة دمشق بارتفاع أكثر من 6 أمتار الذي أزاح الستار عنه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2013 إضافة إلى أعمال أخرى كمنحوتة العشاء الأخير وشجرة التفاح ومذكرات طفل سوري وسيزيف السوري وحبة القمح وليدا والأوزة وروزا وحجر الصوان وكذلك منحوتة المرأة السورية التي تزين إحدى ساحات المحافظة.

غسان خيو

انظر ايضاً

إرث أيقونة البازلت السوري في معرض استعادي للراحل القدير فؤاد أبو عساف بثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا تتباين المجسمات، وتتعدد آفاق التعبير، في منحوتات يبرزها المعرض الاستعادي الأول