الشريط الإخباري

سائق باص نقل داخلي باللاذقية يبث مشاعر المحبة والألفة بين الركاب

اللاذقية-سانا

يحرص قحطان بلال سائق باص للنقل الداخلي على خط اللاذقية-الطارقية على بث مشاعر المحبة والفرح والألفة في نفوس ركاب حافلته وكسر حالة الملل من جراء طول الطريق التي يسلكها ما عزز العلاقة بينه وبين أهالي قرية الطارقية.

ويستقل السائق قحطان الحافلة في السادسة والنصف صباحاً من أمام منزله في حي الدعتور بمدينة اللاذقية ليصل إلى قرية الطارقية في الوقت المحدد لنقل الموظفين وطلاب الجامعات إلى دوامهم في المدينة مستقبلاً الركاب بابتسامة جميلة ويلقي عليهم التحية بكل حب ويتبادل معهم الأحاديث ويشاورهم في اختيار الأغاني التي سيشغلها للتخفيف من عناء الطريق إلى مدينة اللاذقية التي تبعد نحو 43 كم حتى يخيل لمن يستقل الحافلة للمرة الأولى أنهم ينتمون لعائلة واحدة أو مجموعة أصدقاء في رحلة ممتعة.

نحو 86 كم ذهاباً وإياباً يقطعها قحطان مرتين في الفترة الصباحية والمسائية دون الشعور بالكلل أو الملل مع الالتزام بالمواعيد حرصاً على ألا يتأخر أحد عن عمله حيث أشار قحطان لمراسلة سانا إلى أن مهنة السائق مليئة بالضغوط وهي مهمة إنسانية ومسؤولية كبيرة منوطة بالسائق للحفاظ على سلامة الركاب.

وتتطلب مهنة قحطان وفق رأيه سعة البال والأخلاق والهدوء والصبر لامتصاص عصبية بعض الركاب والتعامل مع ما قد يطرأ من نزاعات صغيرة بسبب الازدحام مشيراً إلى أنه يعمل على هذا الخط منذ عامين ومن العوامل التي دفعته للاستمرار به ما لمسه من طيبة في قلوب الأهالي ومشاعر الألفة التي عززت علاقته معهم.

وأكد قحطان أن الشخص الناجح بحياته هو من يتقن عمله ويكسب مودة الناس مبيناً أنه وبحكم عمله يتعامل مع مئات الركاب يومياً من مختلف الفئات العمرية منطلقاً من فكرة أنه هنا لخدمة الناس.

وللأطفال قصتهم مع قحطان (أبو جوى) حيث يصطفون على جانبي الطريق ما إن يسمعوا صوت بوق الحافلة فتتعالى أصوات ضحكاتهم تهليلاً له ويقفزون فرحاً لوصوله وينادونه ليطلق الزمور مرات عدة حيث يشير قحطان إلى خصوصية صوت بوق الحافلة الذي يشبه زمور الباخرة ويحرص على استخدامه منذ وصوله إلى مشارف القرية لتنبيه الركاب بقدومه.

ويختتم أبو جوى حديثه بالقول إنه يشعر بنفسه مؤتمناً على صغار القرية وفتيتها وفتياتها ويبذل قصارى جهده ليبقى عند حسن ظن الأهالي مستذكراً أيام الشتاء عندما تعود الفتيات من معاهد الدراسة بوقت متأخر حيث كان ينتظر كل واحدة منهن حتى تصل إلى باب منزلها.

هبة سلمان من سكان قرية الطارقية عبرت عن امتنانها لوجود شخص بمثل هذه الأخلاق مشيرة إلى أن ما يميزه هو إنسانيته وأسلوب تعامله والتزامه ومراعاته للجميع حيث ينتظر المتأخر منهم كي لا يتركهم دون وسيلة نقل أيدتها بذلك مناهل جليله التي نوهت بالابتسامة التي تعلو وجه قحطان والتزامه بساعات العمل مستذكرة ما فعله لإنقاذها عندما أغمي عليها حيث أسعفها إلى أقرب طبيب وبقي معها حتى خروجها.

حسام جبيلي من أهالي مشقيتا يصطحب ابنتيه في نزهة إلى الطارقية على متن  الحافلة التي يقودها قحطان حيث تحدث عن تعلقهما الشديد به فتسارع أكبرهما واسمها ماسة لحجز مكان لنفسها إلى جانب مقعده مؤكداً أن أكثر ما يعجبه به أنه في حال استجد معه أمر طارئ يحرص على إخبار الجميع ليتدبروا شؤونهم بأنفسهم أما الحسين فندي الذي اعتاد المجيء مع أصدقائه فلفت إلى طيبة العم أبو جوى وتجاوبه السريع معهم.

رشا رسلان