بين انقلاب القواعد وثورة «العروش».. إنجاز يتجدد.. وتاريخ أسود يتمدد

في جميع العلوم.. الرياضيات، الأدب، الفلسفة، التاريخ والجغرافيا، وفي العسكر أيضاً.. عندما تكتب نصاً او خطاباً أو دراسة أو مسألة.. أو تضع خطة وتبدأ بالترقيم وتكتب واحداً.. فلذلك دلالات أن ثمة أرقاماً تلي الواحد، ولو رقماً واحداً.

البيان رقم واحد.. هذا يعني أن ثمة بياناً يحمل الرقم اثنين وثلاثة.. متى ؟؟ أعتقد ليس بالبعيد كي لا ينسى الآخر متى كان البيان رقم واحد.. هي رسائل المقاومة الوطنية اللبنانية.. تصل مبتغاها في لحظة لا يمل ولا يقنط من وصولها إلا كل غبي خائن.‏‏

هي الرسائل تصل الى من يجب بأيادٍ سمراء.. حين تضغط على الزناد تدرك أن برميتها تلك ترمي حجائر من سجيل.. وليؤكد صوت السيد الحر من بعدها أن الساحات لم تعد ساحات تحددون موقعها.. وأن قواعد الاشتباك باتت من منسياتنا.. فالظرف والألم لم يعودا يسمحان بالانتظار.. نحن أصحاب الحق.. ونحن أهل الشهيد.. لنا كل الميادين.. وستطول أيادينا كل صهيوني أينَ كان.‏‏

هو الانقلاب في كل مفاهيم الاشتباك على جميع جبهات المقاومة مع العدو الصهيوني.. وهذا حق .. مازالت أرضنا سليبة.. وترابنا يدنّسه صهاينة مغتصبون.. لكن ماذا في انقلاب الاخ على أخيه والابن على أبيه ؟! انقلاب ليس على قواعد الاشتباك.. بل انقلاب الملوك والأمراء عن كراسيهم.‏‏

في «ثورة الكراسي» السعودية.. تخطت البيانات كل التوقعات.. و«جزت» القرارات والفرمانات رؤوساً ورقاباً.. كانت حتى الأمس القريب رقاباً طويلة ورؤوساً حامية.. ليتربع الملك بعد زيارة سيد البيت الابيض له على «كرسي الدم».. وهو من كان خبيرا بالتعاطي مع «الجهاديين» في أفغانستان.. والناشط الاول في جمع التبرعات لهم.. لسنا من ندعي معرفتنا بذلك.. هي «فورين بوليسي» من كتبت عن التاريخ المشبوه للملك السعودي.‏‏

ماذا قالت «فورين بوليسي»؟.. قالت الكثير .. ونشرت الكثير عن دعمه للمتطرفين من «حربهم المقدسة» في أفغانستان إالى البوسنة.. الى العلاقة التي تربط «جلالته» مع صالح المغماسي الذي أعلن عام 2012 أن «اسامة بن لادن أكثر قداسة وشرفاً في عيون اللـه من بعض الديانات الاخرى والاقليات في الاسلام».‏‏

تتعدد الأرقام في كل اللغات .. والعلوم.. بين إيجابي وسلبي.. لتبقى أنت يا وطني الرقم الأوحد.. الأول والأخير في لغتنا ومفاهيمنا.‏‏

بقلم: منذر عيد