الشريط الإخباري

حريق وحرقة.. رؤى مختلفة عن النار في معرض لبديع جحجاح

دمشق-سانا

التقط الفنان التشكيلي بديع جحجاح أحداث الحرائق التي طالت مناطق مختلفة من سورية قبل عدة أشهر ليعيد انتاج هذه المشاهد المؤءلمة برؤءى فنية مختلفة تحمل الكثير من الأفكار الفلسفية والروحانية وتدعو للتأمل والأمل من خلال لوحات معرضه بعنوان حريق وحرقة.

المعرض الذي تستضيفه صالة الف نون للفنون والروحانيات ضم 17 لوحة بتقنية الزيتي وبأحجام متعددة وأساليب تنوعت بين الواقعية التعبيرية والتعبيرية المقتربة من التجريد الصرف بحالات وجدانية تدعو للتأمل تارة وللألم تارة أخرى.

وقال التشكيلي جحجاح في تصريح لسانا.. لطالما كان الدرويش الذي أرسمه يتحول في وقت استراحته إلى غابة أو شجرة وعندما حصلت الحرائق في الجزيرة والساحل ومناطق متعددة من سورية شكلت حالة صدمة بالنسبة لي فتلقفت هذا المشهد وعشته وصورت في بعض اللوحات وجع الناس وتأملها لهذه النار.

وعن المعرض قال جحجاح “جسدت في بعض لوحات المعرض مرحلة ما بعد الحريق والنار تنطفئ وتتحول الى رماد وبالوقت ذاته تختزن براعم خضراء تمثل طائر الفينيق الذي يخرج من الرماد باسلوب تعبيري”.

وأوضح جحجاح أن الفن قادر على تسجيل وتوثيق المأساة وأن يكون شاهدا عبر الزمن على ما يحصل كواجب أخلاقي من الفنان تجاه ناسه ومجتمعه ووطنه مبينا أن صالة ألف نون تسعى لتقديم الفن المحمل بالبعد الأخلاقي للارتقاء بالمسؤولية تجاه المجتمع.

من جهته قال الفنان والناقد عمار حسن “عكست لوحات المعرض المشاعر التي عشناها أثناء حدوث الحرائق وأخذت تضيء فنا من الألم رغم وجود الغربان التي أشعلت تلك النار ليقدم جحجاح طرحا تشكيليا متجددا ومضافا على تجربته التشكيلية”.

ولفت حسن إلى أن الفنان أسقط ريشته على تلك النار وختم معرضه بثلاثية تمثل تراجع النار وانطفاءها مع ظهور ألوان الأزرق والتركواز والسماوي لتنبئ بولادة جديدة وتخبرنا أنه رغم النار والرماد ستبقى الحياة مستمرة مشيرا إلى أن مضامين اللوحات تنوعت ما بين الحرقة والولادة.

محمد سمير طحان