الشريط الإخباري

ثلاث قصص… إصدار مترجم يعيد أدب فلاديمير كورولينكو إلى الذاكرة

دمشق-سانا

لم يدر بخلد الأديب الراحل الدكتور سامي الدروبي عندما ترجم رواية العاشق الأعمى للأوكراني فلاديمير كورولينكو مطلع ستينيات القرن الماضي أن المترجمين العرب سينأون عن نقل باقي نتاجات كورلينكو للناطقين بالضاد حتى يقدم مترجم سوري آخر بعد ستين عاماً على نقل باقة أخرى من أعماله عبر مجموعة حملت عنوان “ثلاث قصص”.

هذه المجموعة التي أصدرتها الهيئة العامة السورية للكتاب وترجمها طارق معصراني لم يجمعها كورولينكو في كتاب واحد بل نشرها متفرقة ولكنها تحمل كما بقية أعماله صوراً من أحلام ومعاناة أفراد لا يجدون لهم ناصراً ولا حامياً كالفقراء والأطفال.

ففي قصة “أولاد السراب” التي تترجم أحياناً “أطفال تحت الأرض” يروي كورولينكو على لسان الطفل فاسيا 6 سنوات معاناته وشقيقته سونيا إثر وفاة والدتهما وحزن أبيهما الشديد عليها ثم تعلقه بالبنت لأنها تشبه أمها بينما يعاني الطفل الإهمال والهجران فيتعرف على فتاة يافعة وطفل مشردين تجبرهما ظروف الحياة على التسول والسرقة حتى يبقيا أحياء.

وتستعيد قصة “في الليل” تلك الأسئلة العفوية التي طالما يطرحها الصغار حول الطريقة التي يولد بها الأطفال عبر حوار طفولي ومليء بأخيلة الصغار وأحلامهم بين أربعة أشقاء صبيين وبنتين ستقطعه في نهاية المطاف مربيتهم التي تعاقبهم وتجعلهم يخلدون للنوم.

في القصة الثالثة “حلم ماكار” وهي أشهر أعمال كورولينكو بعد العاشق الأعمى نقرأ عن فلاح صغير فقير يريد أن يحلم بمستقبل أفضل بعيداً عن اضطهاد السيد الإقطاعي وظلمه ولكن ليس لديه وقت للحلم فالعمل البدني الشاق يستهلك أيامه ولكن في ليلة عيد الميلاد وبعد أن ينام منهكاً يحلم بأن إله الغابة تايون أراد أن يعاقبه بقسوة وأن يحوله إلى حصان ولكن ماكار تمكن في النهاية من أن يقنع تايون بصلاحه.

وتقع المجموعة في 231 صفحة من القطع المتوسط ومؤلفها فلاديمير كورولينكو عاش بين عامي 1853 و1921 وعمل صحفياً وكاتباً أما مترجم المجموعة طارق معصراني فصدر له عدد من الكتب المترجمة في مجال التاريخ والأدب ومنها نجوم السهب “قصص لكتاب كازاخستان السوفييتية والاثنوس والتاريخ”.

سامر الشغري

انظر ايضاً

(مفكرون.. من ماركس وتولستوي إلى سارتر وتشومسكي)… كتاب جديد لـ “بول جونسون” من إصدارت الهيئة العامة السورية للكتاب

دمشق-سانا هل المفكرون مؤهلون أخلاقياً لتقديم النصح والإرشاد للبشرية.. وهل تتطابق ممارساتهم في حياتهم