الشريط الإخباري

“اليرقان الولادي” بين حالة طبيعية وخطر يهدد سلامة الطفل

حماة-سانا

يصيب اليرقان الولادي نحو نصف الأطفال حديثي الولادة وفيما يؤكد الأطباء أنه غالبا ما يعتبر حالة طبيعية تزول بغضون أسبوعين إلى ثلاثة يحذرون من اختلاطاته التي قد تسبب الصمم والشلل الدماغي وأشكال أخرى من تلفت الدماغ.

ويظهر اليرقان عادة حسب اختصاصي طب الأطفال الدكتور حسين النبهان في اليوم الثاني أو الثالث بعد ولادة الطفل على شكل إصفرار جلده وعينيه ويحدث عندما يكون الأطفال مستوى عال من البيليروبين وهي صبغة صفراء تنتج أثناء الانهيار الطبيعي لخلايا الدم الحمراء ففي الأطفال الأكبر سنا والبالغين تتم معالجة البيليروبين في الكبد ليمر بعدها عبر الأمعاء لكن لدى حديثي الولادة يكون الكبد بطور النمو وغير ناضج لإزالة هذه المادة.

ويبين الدكتور النبهان أن اليرقان يذهب من تلقاء نفسه في معظم الحالات عند تطور الكبد وبدء تغذية الطفل أما في الحالات التي يستمر فيها لفترات طويلة ويظهر مستويات عالية من البيليروبين يمكن عندها أن يكون اليرقان خطيرا حيث يؤدي إلى تراكم هذه المادة في الدماغ وإصابة الطفل بحالة تسمى اليرقان النووي التي قد تسبب فقدان السمع والشلل الدماغي والحركي والتخلف العقلي عند الطفل.

ويحذر اختصاصي طب الأطفال من اليرقان الذي يلاحظ على الطفل قبل عمر 24 ساعة والذي يعد حالة مرضية بحاجة إلى معالجة خاصة ويستلزم استشارة الطبيب فورا باعتبارها قد تكون مؤشرا لاختلاف الزمر الدموية وتنافر عامل الريزوس وحدوث نزف داخلي أو إنتان خلقي.

ويشير الاختصاصي إلى أسباب اليرقان المديد الذي يتجاوز الثلاثة أسابيع ومنها قصور الغدة الدرقية أو التهاب الكبد الوليدي أو حدوث خلل في الاستقلاب أو خلل في عملية الإطراح أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل داء جلبرت ومتلازمة كريغلر نجار.

ويزداد خطر الإصابة باليرقان وفقا للدكتور نبهان عند الخديج أي الطفل الذي يولد قبل أن يتم الحمل 38 أسبوعا وعند وجود إنتان أو عندما لا يحصل الطفل على التغذية المناسبة من حليب الأم.

وتساعد بعض المؤشرات على تشخيص اليرقان ويقول الاختصاصي “يكون لون الطفل حديث الولادة عادة أحمر داكنا ولذلك يصعب على الأهل تحديد وجود اللون الأصفر في جلده إلا إذا كان شديدا ومن الأمور التي تسهل اكتشاف ذلك ضغط جلد الطفل بشكل بسيط وملاحظة تغير لونه نحو الأصفر وأفضل مكان للقيام بهذا جبهة أو أنف الطفل مع ملاحظة لون الجلد تحت ضوء الشمس العادي أو ضوء النيون”.

وحسب الدكتور نبهان يؤدي ارتفاع بيليروبين الدم إلى ظهور اللون الأصفر في الجلد والعينين وأول ما يظهر على وجه الطفل ثم يتجه نحو الصدر والبطن وأخيرا القدمين.

وينصح الدكتور نبهان الأهل بمعالجة أطفالهم بالسرعة القصوى دون تمهل وذلك من خلال عدة وسائل أهمها المعالجة الضوئية أو تبديل دم الطفل في الحالات الشديدة والاستمرار بالإرضاع الطبيعي لأنه يغذي الطفل بشكل جيد ويقوي جهاز المناعة لديه.

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بقياس العلامات الحيوية للأطفال حديثي الولادة المصابين باليرقان على الأقل كل 8 إلى 12 ساعة قبل خروجهم من المستشفى ومرة أخرى بعد بضعة أيام من خروجهم لتجنب اختلاطاته.

سالم الحسين