الشريط الإخباري

الاحتجاجات تتواصل في العديد من المدن والولايات الأميركية.. والشرطة تستخدم القوة ضد المتظاهرين

واشنطن-سانا

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المظاهرات التي عمت أرجاء الولايات المتحدة بعد مقتل شاب أميركي من أصول أفريقية على أيدي الشرطة في مدينة مينيابوليس.

وبرر ترامب في تغريدتين عبر حسابه على (تويتر) أمس تهديده هذا بقمع مواطنين أميركيين يمارسون الحق في التظاهر والتعبير بالقول إن “عبور المتظاهرين حدود الولاية من أجل التحريض على العنف يعتبر جريمة فيدرالية” مهدداً بأنه “في حال لم يكن حكام ورؤساء البلديات أكثر صرامة في تعاملهم مع المحتجين فإن الحكومة الفيدرالية ستتدخل وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لعسكريينا وتنفيذ اعتقالات كثيرة”.

واعتبر ترامب أن 80 بالمئة من المتظاهرين في مينيابوليس أمس قدموا من خارج الولاية وقال إنهم “يضرون الأعمال”.

وأشار ترامب إلى أن القوات المسلحة تستطيع الانتشار في مينيابوليس بشكل سريع جدا حال طلبت السلطات المحلية ذلك.. فيما استدعى حاكم مينيسوتا الحرس الوطني للولاية بعد عدة ليال من المواجهات في إجراء لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

وخرج مئات المتظاهرين للاحتجاج في كل من مينيابوليس ولوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن وعدد من المدن الأخرى امس بعد تهديد ترامب وجرت مواجهات بين الشرطة والمحتجين في نيويورك بعد أن أمرتهم الشرطة بالتراجع بدعوى أن هذه التجمعات غير قانونية وتم اعتقال عدد من المتظاهرين.

وفي لوس أنجلوس أطلق عناصر الشرطة الرصاص المطاطي خلال مواجهة مع المتظاهرين كما اشتبك عناصر الشرطة مع متظاهرين في شيكاغو ونيويورك حيث جرت عمليات اعتقال عدة.

وفرضت السلطات حظر التجوال ليلة أمس في كل من مينيابوليس ولوس أنجلوس وأتلانتا وشيكاغو ودنفر وفيلادلفيا وبيتسبرغ وسياتل وكليفلاند وكولومبوس وبورتلاند وميامي وميلووكي وروتشستر بنيويورك كما أصدر الحرس الوطني بيانا عن وضع القوات في العاصمة بوضع الاستعداد للحفاظ على الأمن.

واندلعت الاحتجاجات فى منيابوليس إثر وفاة المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد الذي ظهر في فيديو وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بينما يضغط ضابط شرطة أبيض جاثماً بركبته فوق عنقه.

إلى ذلك اعتقلت الشرطة الأمريكية نحو 1400 شخص منذ أن بدأت الاحتجاجات على جريمة قتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد ضابط من شرطة مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة أسوشييتد برس أن الشرطة الأمريكية اعتقلت 1383 شخصاً في 17 ولاية منذ يوم الخميس الماضي على خلفية الاحتجاجات على مقتل فلويد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن قام ضابط في شرطة مينيابوليس بالضغط على رقبته لمدة خمس دقائق أثناء محاولة اعتقاله.

وبحسب إحصاءات الوكالة فإن عدد المعتقلين قد يكون أكبر بكثير نظرا لتواصل الاحتجاجات وتوسع رقعتها في أنحاء الولايات المتحدة مشيرة إلى أن الشرطة الأمريكية اعتقلت 533 شخصا ًفي لوس أنجلوس وحدها أمس الأول.

وكانت شرطة مدينة نيويورك الأمريكية اعتقلت أمس الأول أكثر من 200 شخص خلال الاحتجاجات المتواصلة.

الشرطة الأمريكية تعتدي على صحفيين يغطون احتجاجات مينيابوليس

إلى ذلك استخدمت الشرطة الأمريكية في مدينة مينيابوليس الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات على مقتل أمريكي من أصول أفريقية على يد الشرطة بينهم مراسلون لوكالتي نوفوستي ورويترز.

وذكرت وكالة نوفوستي أن طاقماً تلفزيونياً يتكون من أربعة أعضاء من قناة فايس التلفزيونية ومراسل وكالة نوفوستي احتموا بمحطة للتزود بالوقود أثناء احتجاجات وبعد أن فرقت الشرطة المحتجين سمحت للصحفيين بالبقاء هناك إلا أن حافلة صغيرة توقفت فجاة ونزل منها عناصر من الشرطة وأطلقوا الرصاص المطاطي وأجبروا الجميع على الدخول إلى البناية.

وأضافت الوكالة إن الشرطة ورغم إظهار الصحفيين لهوياتهم أجبرتهم على الجلوس وقام عناصرها برش رذاذ مسيل للدموع في وجه أحد أعضاء طاقم التصوير التابع لنوفوستي.

كما أصيب اثنان من فريق تلفزيوني تابع لرويترز بالرصاص المطاطي في مينيابوليس مساء أمس عندما دخلت الشرطة منطقة كان فيها حوالي 500 محتج في جنوب غرب المدينة وأظهرت لقطات سجلها المصور خوليو سيزار شافيز ضابط شرطة أميركيا وهو يصوب سلاحه إليه في الوقت الذي كانت الشرطة تطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وبعد دقائق أصيب شافيز ورودني سيوارد المستشار الأمني في رويترز بالرصاص المطاطي وهما يحتميان في محطة وقود قريبة مع أنه كان من الواضح أن كليهما من العاملين في وسائل الإعلام.. فقد كان شافيز يحمل كاميرا ويضع شارة الصحافة حول عنقه أما سيوارد فكان يرتدي سترة واقية من الرصاص وعليها شارة الصحافة.

وكانت الشرطة الاميركية اعتقلت يوم الجمعة الماضي طاقم شبكة “سي ان ان” الإخبارية أثناء قيامهم بتغطية مباشرة للاحتجاجات فى مينيابوليس.

ووفقا لشبكة “سي ان ان” فإن الشرطة عمدت إلى وضع الأصفاد على أيدي الطاقم الذي شمل المراسل عمر خيمينيز وهو على الهواء مباشرة إضافة إلى مخرج ومصور صحفي آخر حيث تم اقتيادهم إلى الحجز.

وتعد هذه الحوادث أحدث أدلة على اعتداء الشرطة على الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات التي تفجرت في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد على أيدي الشرطة وأثار مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل شرطة أمريكي يقوم بتعذيبه قبيل وفاته غضبا عارما حيث أعاد إلى الذاكرة الانتهاكات التي ترتكبها الشرطة الأمريكية بشكل مستمر بحق الأشخاص من الأصول الأفريقية.