بعد اللص.. “الشاويش” يبتز ويتسول

ما عجزَ عن تحقيقه اللص أردوغان، بالابتزاز، بالتّسول، بالتضليل، وبمُمارسة كل أشكال النِّفاق، استَجمعه وزير خارجيته الشاويش المَولود في مقال صحفي واحد تَسوّل نَشرَه في “فايننشال تايمز”، أو دفعَ مُسبقاً قيمة نَشره بالصحيفة البريطانية واسعة الانتشار، لكن سيئة الصيت والسُّمعة!

لم يَدع الشاويش المُفلس نظامه الإخواني بدعة أو أُكذوبة مهما كان حجمها إلا ووَظّفها في مقاله البائس، ذلك لتسول عضوية الاتحاد الأوروبي، الدعم العسكري من الناتو، الغطاء السياسي من بروكسل، والمال من صناديق القارّة العجوز المأزومة أصلاً على كل المستويات!

استرسل الشاويش بمقاله في سرد الأكاذيب المُتعلقة: أولاً بأعداد اللاجئين في تركيا – أغلبيتهم عوائل وأسر الإرهابيين – وثانياً بالتكاليف المادية التي يتحملها النظام الإخواني – أكثر من 40 مليار دولار كسقف لادّعاء كاذب – وثالثاً بمنع مئات الآلاف من العبور إلى البلدان الأوروبية، ادّعاء كاذب آخر.. إلى آخر سلسلة الأكاذيب!

الهدفُ من استرسال الشاويش بالأكاذيب لا يَخفى، بل لا يُغادر خانة مُحاولة ممارسة المزيد من الضغط على أوروبا في إطار الابتزاز، وبجعل قادة الغرب الفاجر يقفون بين حَدي: الرضوخ لتطرف وإرهاب أردوغان، أو القبول باستضافة الحُثالات الإرهابية التي أسهم النظام الأوروبي ذاته بتجميعها وإرسالها إلى سورية!

الهدفُ الآخر الذي لا يَخفى أيضاً، هو مُحاولة الشاويش تَحصيل أي مستوى من الدعم الغربي يَستنقذ مشروع أخونة المنطقة بعد الانهيارات الحاصلة فيه، لا فرقَ، أتى ذلك عبر الابتزاز أم الاستعطاف، أم عبر تَوجيه اللوم، وأحياناً الشتيمة للنظام الغربي شريك نظام أردوغان في رعاية الإرهاب وتصديره وتسليحه وتمويله!

“تقاعسُ الاتحاد الأوروبي عن ملف اللاجئين، وصمةُ عار” يَقول الشاويش، ويُضيف: “التصرفُ الغربي الطائش سيُسقط ادّعاءات أوروبا من أنها قوة فاعلة تحترم النظام الدولي وحقوق الإنسان والقوانين”، وبوقاحة يُمارس أعلى درجات الابتزاز: “لن نَستقبل المزيد، لكننا لن نَمنع أحداً من مُغادرة أراضينا”.

مقالُ الشاويش الذي يُخاطب قادة الغرب الفاجر والرأي العام فيه، قد لا يكون المُحاولة الأردوغانية الأخيرة في مُسلسل الابتزاز والتّسول، غير أنها كمحاولة تَعكس عُمق الأزمة القائمة في علاقة بروكسل – أنقرة من جهة، ومن جهة ثانية تُظهر التعقيدات الناتجة عن مَأزقهما الذي صُنع بإرادتهما المُشتركة داخل أجهزة استخباراتهما لجهة التورط بإنشاء تنظيمات إرهابية فشلت بتحقيق ما خططا له تحت الإشراف الصهيوأميركي.

مصيرُ التنظيمات الإرهابية بعد فَشلها ودحرها، وُجهَةُ الإرهابيين الحالية أو الأخيرة، التّداعياتُ السياسية لانكسار مشروع استهداف سورية، بل تداعيات انتصار سورية مع ما تُمثله إلى جانب الحلفاء والأصدقاء، هي تحدياتٌ بمقدار ما كَشفت وتَكشف عُهر الغرب وشراكته مع أنظمة الفجور والتطرف المُمتدة من أميركا إلى الخليج، وصولاً إلى تركيا والكيان الصهيوني، فإنها تُعري تحالف الشر ومَنظومته، وتُؤكد وُجوب أن تَتَشارك أطراف العدوان المسؤولية، وأن تتحملَ نتائج وتداعيات الهزيمة.

نظامُ أردوغان الإخواني، الغربُ العاجز التابع، أميركا والكيان الصهيوني – وهنا لا قيمة للسعودية وقطر – كمحور للشر والعدوان يَقف أمام أحد خَيارين: إما الاعتراف، الانكفاء، وتَقاسم الهزيمة، وإما أن يَفتح كل طرف أوراق الآخر، لتَعم الفضيحة على نحو ما يَفعل النظام الأردوغاني في إطار الابتزاز والتسول.

في الحالتين ما من نتائج ستتغير، فسورية تنتصر مع أصدقائها، وإدلب ستعود كما منطقة الجزيرة خالية من الإرهاب والحُثالات التكفيرية.

 علي نصر الله

انظر ايضاً

في الجهة الخطأ.. بقلم: علي نصر الله

تطرح الأحداث الجارية على الساحة الإقليمية والدولية – حتى قبل تفجّر النزاع في أوكرانيا، وعليها …