دمشق -سانا
الخط العربي رحلة طويلة يحكي فيها الحرف عن أسراره ويفصح عن مكنونات تطوره عبر الزمن ولقد تفردت أنامل الفنان الرائد في الخط العربي وهو الدمشقي العربي الوحيد الذي وصلت إبداعاته إلى أهم متاحف العالم عبر لوحتين خطهما بحبر الورد الأولى علقت في متحف الفاتيكان “يا يحيى خذ الكتاب بقوة” والثانية في متحف ساكو الياباني “إن مع العسر يسرا” وله باع في مجال الأدب وهو باحث في التراث الإسلامي ومشارك في ترميم جامع بني أمية الكبير في حلب حيث كتب الألواح الوثائقية فيه.
سانا المنوعة التقت أحمد المفتي أحد رواد الخط العربي والباحث المؤرخ الذي تحدث قائلا.. انه اخذ علم الخط عن الخطاط الشهير بدوي الديراني وانتسب الى كلية الآداب في جامعة دمشق فرع اللغة العربية وفي عام 1967سافر الى اسطنبول وتعرف إلى الخطاط حامد الآمدي وزار مصر واطلع على ضروب الخط فيها وعمل رساما في مصلحة البريد بعد ان درس فن الرسم.
وفي عام 1969 عمل رئيس تحرير جريدة الرياضة وكانت له زاوية ثابتة فيها بعنوان حديث عيسى بن هشام كما إنه عمل مديرا فنيا لمؤسسة الرسالة للطباعة والنشر وهو أول من أدخل الألوان إلى أغلفة الكتب في سورية وطباعتها بالأوفست.
وفي عام 1997 قدم بحثا عن تطور الرموز في القران الكريم في مؤتمر الارابسك ثم قدم بحثا في عام 1999 عن التأثيرات اللغوية على الأتراك العثمانيين من خلال الخط العربي في المؤتمر الدولي الذي عقد في انقرة ثم اتجه الى تقديم البرامج التلفزيونية وقدم برنامجا بعنوان “رحلة القران الكريم”في التلفزيون السوري وعدة سهرات ثقافية وندوات بثت من قناة دبي كما عمل في الاخراج وقام باخراج برنامج عن طريق الحج وهو برنامج وثائقي عن النقود والمصكوكات وعمل محاضرا في الدورات التدريبية لمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية كما عمل أستاذا في معهد الاثار ومعهد الفنون بدمشق وشارك في عدة مؤتمرات دولية ومحلية.
وأضاف المفتي.. انه عشق الخط العربي الذي تميز واشتهر باتقانه حيث قدم لوحته الخطية الشهيرة يايحيى خذ الكتاب بقوة التي كتبها بحبر استخرجه من الوردة الشامية على ورق صنعه من لحائها لتبقى لوحاته عابقة بعبير دمشق الخالد والتي قدمها للبابا يوحنا بولس الثاني اثناء زيارته التاريخية الى دمشق ولقد تخللت الكلمات زخارف دمشقية كتبت بالذهب عيار 21 قيراطا ولقد اعجب بها البابا اشد الاعجاب وهي اليوم اللوحة الوحيدة في متحف الفاتيكان المكتوبة باللغة العربية وتحمل آية من القرآن الكريم كما كتبت لوحة ثانية اقتناها متحف ساكو الياباني فلقد كتبتها بناء على طلب المفكر الياباني الكبير “دايساكو ايكيدا” وهو من كبار الفنانين اليابانيين وهو مؤسس متحف ساكو الياباني الشهير.
وقال إن ايكيدا هو من اختار العبارة التي كتبتها وهي آية من القران الكريم “إن مع العسر يسرا” ولقد كتبتها بخط الثلث حيث لم تكتب بهذا التشكيل من قبل مشيرا إلى أنه خلال مسيرته في رحلة الخط العربي أصدر عدة مؤلفات عن أنواع الخط منها خط الرقعة وخط التعليق والخط الديواني والخط النسخي وإنه تنقل بين الخط العربي والشعر الذي كان له نصيب من حياته الفكرية حيث ألف ديوان شعر.
ولفت المفتي إلى عشقه لفن الرسم الذي شغل باله منذ طفولته حيث امتلك موهبة هذا الفن الذي اتقنه واهتم به وافرد له عدة مؤلفات منها كتاب عن الرسم والتلوين وآخر عن فن الزخرفة والتلوين “البعد الثالث في فن الزخرفة العلمية” وأيضا كتاب عن الزخرفة الاسلامية واصدر عدة موءلفات ايضا تحدث فيها عن فن الرسم بالريشة والفحم وصناعة الخزف.
وأوضح المفتي أن عشقه للخط العربي والرسم لم ينسه عشقه للأطفال الذين ألف لهم العديد من الكتب التعليمية المصورة وقال المفتي وصفوني بالخطاط الكلاسيكي لأنني مؤمن بأن جمالية الحرف تكمن في كتابته على ورقة بيضاء لذلك أجنح للشكل المجرد لقوام الحرف اما وجوده ضمن لوحة تشكيلية تعتمد على اللون كعامل مساعد في إظهار مفاتنه فهذا لم يغرني كما أغرى بعض الفنانين.
وأكد المفتي أن الخط العربي يزدهر في سورية من خلال عدد كبير من خطاطي سورية الذين حازوا جوائز عربية ودولية.
روهلات شيخو