الشريط الإخباري

الأديبة لينا كيلاني: استسهال البعض الكتابة للأطفال مرده غياب النقد

دمشق-سانا

يحقق أدب الأطفال حضورا متزايدا عالميا لدوره بالغ الأثر في تنشئة الأجيال وتربيتها غير أنه في بلادنا العربية ما يزال دون الطموح ما يؤدي للاعتماد على قصص وبرامج الأطفال المستوردة وهذا ما دفع الأديبة لينا كيلاني الى تسخير معظم حياتها الادبية في الكتابة للطفل.

الأديبة كيلاني وفي مقابلة مع سانا الثقافية أوضحت أن علاقتها مع أدب الأطفال قديمة بدأت بسن صغيرة وكأن هذا الجنس الأدبي هو الذي اختارها قبل أن تختاره فبدأت النشر في صحيفة تشرين ثم البعث والثورة والملاحق الأدبية الخاصة بالأطفال مشيرة إلى دور والدتها الأديبة الراحلة قمر كيلاني في الأخذ بيدها بعد ان رأت إصرارها على الكتابة.

وتشير كيلاني إلى ضرورة أن يكون من يكتب للأطفال قريبا من عقليتهم فسنوات العمر التي كانت تفصلها عنهم حين بدأت الكتابة كانت قليلة والعقلية قريبة لذلك تحقق لها عنصر الاستجابة.

وتؤكد مؤلفة مجموعة “السمكة المغرورة” على أنسنة الأشياء في هذا النوع من الكتابة لأن الطفل يؤنسن كل الموجودات حوله ويحاول تقليد بعضها لذلك استوحت في كتاباتها أسماء الحيوانات من صفاتها فسمت مثلا الغراب “غاق” لأنه يشبه صوته في الطبيعة حتى يتعرف الطفل من اسمه على بعض صفاته.

ولأن عالم الأطفال واسع وخيالهم خصب برأي كيلاني فيجب الارتقاء برؤاهم وأن نفكر بطريقتهم لكونهم يتمتعون بذكاء حاد ونقاء واضح وهم يدركون التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها الكبار.

وتنتقد كيلاني استسهال البعض الكتابة للأطفال وتعيد ذلك في جزء منه إلى غياب النقد لأدب الاطفال مشيرة إلى تراجع دور المؤسسات الأكاديمية في تطوير هذا النقد في حين أن الجامعات الغربية تخصص قسما من رسائل الماجستير والدكتوراه لأدب الأطفال.

وحول سمات أدب الأطفال كما تراها توجزها كيلاني بمراعاة المرحلة العمرية والقاموس اللغوي الخاص بالطفل والقيم والمفاهيم الخاصة به مع الالتزام بالمعايير النفسية والتربوية مبينة أن استخدام لغة الحيوان في القص للطفل مهم جدا لأنها اقرب المخلوقات له كما في كتاب كليلة ودمنة الذي أوصل مجموعة من القيم على ألسنة الحيوانات.

وتلفت كاتبة مسلسل أهلا جدي لضرورة التمييز لدى الكتابة للأطفال بين الثابت ويشمل القيم الأخلاقية والمتغير ويضم العادات الاجتماعية وحركة التطور وبنية كل مجتمع.

وعن هيمنة المحتوى الأجنبي على برامج الأطفال تتوقف كيلاني عند خطورة أن نقدم لطفلنا قيما غريبة عن مجتمعنا لأنه حينئذ سيكتسب من هذه المواد سلوكيات تتعارض مع هويتنا وشخصيتنا ثم يصبح في حالة قطيعة عن تراثنا وقيمنا.

وترى مؤلفة رواية الماسة الزرقاء أن أدب اليافعين لدينا مظلوم رغم خطورة هذه المرحلة العمرية حيث تعتبر أن هناك شحا في المواد المخصصة لهؤلاء رغم أنهم يشعرون بأنفسهم أنهم ناضجون وقادرون على اتخاذ القرارات داعية إلى خصهم بقسط وافر من الاهتمام وتوعيتهم من خلال أدب يشمل القيم السوية والتوجيهات المناسبة بطريقة جذابة وسهلة وغير مباشرة حيث اشتغلت لهذه المرحلة عددا من الروايات.

كيلاني التي خصت أدب الخيال العلمي بنصيب وافر من كتاباتها الموجهة للطفل تبين أنها تعمل على ذلك انطلاقا من فكرة علمية بسيطة مقربة ضمن القالب القصصي للطفل مستفيدة من اختصاصها العلمي كمهندسة زراعية من ناحية ومن تأثرها بهذا النوع من ناحية أخرى معتبرة أن الكتابة في هذا النمط أفادت التقدم العلمي لأن كاتب هذا النوع يستشرف المستقبل ويحرض خيال العلماء على الاختراع.

بلال أحمد

انظر ايضاً

الأديبة لينا كيلاني تدعو إلى توظيف التراث السوري في قصص الأطفال

دمشق-سانا من يخوض غمار الكتابة للأطفال في ظل انتشار أدوات التكنولوجيا والمنصات التعليمية الرقمية تحتم …