الشريط الإخباري
عــاجــل وزارة الخارجية الروسية تدين العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية وتؤكد أنه يشكل انتهاكا صارخاً لسيادة سورية وللقواعد الأساسية للقانون الدولي وينطوي على عواقب خطيرة للغاية

مع تسارع إجراءات المساءلة ترامب والمتورطون في فضيحة أوكرانيا على صفيح ساخن

دمشق-سانا

حرارة التداعيات الناجمة عن فضيحة الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي والتماس مساعدة خارجية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وصلت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتقل خلال أسبوع من مرحلة إنكار ما حدث إلى تحدي المطالبين بمساءلته ليصل أخيراً إلى مرحلة التهديد وتوعد من كشف عن مكالمته بعقاب شديد.

ترامب الذي اعتاد أن ينتهك القوانين الدولية منها والأمريكية دون مساءلة بدأ يدرك على ما يبدو أن لتحركه المتهور الأخير الذي مارس فيه ضغوطاً على أوكرانيا بهدف تشويه سمعة منافسه الديمقراطي في الانتخابات جو بايدن عواقب كبيرة لن تنحصر به وبمستقبله السياسي فقط بل ستطال عدداً كبيراً من المسؤولين الأمريكيين المتورطين في القضية سواء عن قرب مثل مبعوثه إلى أوكرانيا كورت فولكر الذي أعلن استقالته بشكل مفاجئ بعد تلقيه استدعاء من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق بالاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكي.

فولكر لم يقدم أي تفسير علني لاستقالته لكن مصدر مقرب منه كشف وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الدبلوماسي الأمريكي الذي سبق أن شغل منصب السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي “ناتو” شعر بأن التحقيقات الجديدة في انتهاكات ترامب “لن تجعله قادراً على إكمال مهامه”.

مسؤولون أمريكيون آخرون سيجدون أنفسهم مثل فولكر في موقف محرج وغريب لتورطهم في انتهاكات ترامب المتعلقة بأوكرانيا ومن المرجح أن تكون استقالة فولكر الأولى في سلسلة استقالات لمسؤولين أمريكيين تربطهم علاقة بالرئيس الأمريكي أو بفضيحة الاتصال الهاتفي مع زيلنسكي ولا سيما أن الكونغرس يتحرك على نحو متسارع في إجراءات المساءلة ومحاولة عزل ترامب.

الكونغرس يستدعي خمسة مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية للإدلاء بإفادتهم

موجة التداعيات التي شهدها الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع تسارعت بعد استدعاء رؤساء لجان الخارجية والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية في الكونغرس خمسة مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية للإدلاء بإفادتهم بين الـ 2 والـ 10 من تشرين الأول المقبل بمن فيهم فولكر والسفيرة الأمريكية السابقة إلى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش في حين طالب الديمقراطيون في الكونغرس وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتزويدهم بوثائق خاصة بقضية ترامب وأوكرانيا بغية “تسريع” إجراءات المساءلة محذرين الأخير من أن “رفض الامتثال لهذه المطالبة سيشكل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس النواب في هذا الإجراء”.

دفاعات البيت الأبيض ومحاولاته احتواء الأزمة العاصفة التي يواجهها الرئيس الأمريكي تتساقط واحدة تلو الأخرى مع المدافعين عن ترامب بمن فيهم وزير العدل الأمريكي وليام بار الذي وصفته رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بأنه “مارق” كما  لم ينج القائم بأعمال مدير المخابرات الأمريكية جوزيف ماغوير من انتقادات بيلوسي التي اعتبرت أنه “انتهك القانون” لأنه لم يبلغ الكونغرس أولاً بشهادته حول قضية تسريب المكالمة الهاتفية.

وأمام الانتقادات التي يواجهها وانقلاب النواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ضده ومع تكشف الأسرار بشكل متتال حول ما ارتكبه من انتهاكات لم يعد لدى ترامب ما يخسره فانتقل إلى مرحلة التهديد بالانتقام ومحاولة التوصل إلى هوية مسرب المعلومات وقد استغل اجتماعاً مغلقاً مع دبلوماسيين أمريكيين في نيويورك لإطلاق تهديد مستتر بقوله: “هل تعرفون ما اعتدنا فعله في الأيام السابقة.. الجواسيس والخيانة اعتدنا على التعامل معهم بطريقة مختلفة عما نفعله الآن”.

الغارديان: ترامب يمكن أن يفعل أي شيء للفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة

تهديد ترامب الذي يحمل تلميحاً واضحاً عن قتل المسؤول عن تسريب المكالمة الهاتفية ومقدم الشكوى ضده يشير بشكل لا لبس فيه إلى استعداد ترامب لفعل أي شيء مقابل إخماد الفضيحة وإنهاء المساءلة ضده وهذا ما حذرت منه صحيفة الغارديان البريطانية اليوم التي قالت في مقال للكاتب الأمريكي روبرت ريك من أن ترامب يمكن أن يفعل أي شيء للفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة.

الغارديان أشارت إلى أن ترامب أكد خلال العامين والنصف الماضيين أنه مستعد لهدم أي مظهر من مظاهر الديمقراطية وأن يهاجم وسائل الإعلام ويستغل منصبه لتحقيق مصالح شخصية ويوجه الإهانات لرؤساء دول ودبلوماسيين مقابل تحقيق ما يريده وهو الآن يتحدى الدستور الأمريكي والنظام السياسي برمته في الولايات المتحدة.

مجلة فورين بوليسي الأمريكية من جهتها عددت بعضاً من الانتهاكات التي ارتكبها ترامب بما فيها استغلاله المنصب الرئاسي لعقد الصفقات وتحقيق الأرباح  والترويج لنفسه ولأعماله التجارية أكثر من 70 مرة منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017 وقضائه أكثر من 378 يوماً في أملاكه الخاصة ولا سيما منتجع الغولف الخاص به ملقياً بتكلفة ذلك على عاتق دافعي الضرائب الأمريكيين وانتهاكات أخرى كثيرة توجت باتصاله الهاتفي مع زيلنسكي وطلبه التدخل في الانتخابات الأمريكية لصالحه وهو ما وصفته المجلة الأمريكية بأنه “خيانة للثقة العامة”.

فورين بوليسي: انتهاكات ترامب تجعل فضيحة ووترغيت أمراً تافهاً

المجلة اعتبرت أن الانتهاكات التي ارتكبها ترامب تجعل فضيحة ووترغيت التي كان بطلها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي أمراً تافهاً فقد ثبت أن ترامب الذي يدير أعمالاً تجارية مشبوهة يدير أيضاً رئاسة أمريكية مشبوهة ولا يمكن الوثوق به.

وفيما تمضي إجراءات المساءلة قدماً تتجه الأنظار إلى واشنطن لرؤية من سيحذو حذو فولكر ويحاول الفرار من سفينة ترامب المهددة بالغرق بينما تطرح مسألة نقل المحادثات الهاتفية التي يجريها ترامب مع قادة ورؤساء دول إلى خادم إلكتروني سري تساؤلات كبيرة حول فضائح أخرى وأسرار أخطر تحاول الإدارة الأمريكية إخفاءها.

باسمة كنون

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

ترامب وبايدن يضمنان ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

واشنطن-سانا حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب على النصاب اللازم من أصوات …