الشريط الإخباري

القصص القرآني في الشعر الأندلسي للدكتور أحمد حاجم الربيعي

دمشق-سانا

يبحث الدكتور أحمد حاجم الربيعي في كتابه القصص القرآني في الشعر الأندلسي أثر القرآن الكريم على الشعر في الأندلس ومكوناته ومدى ارتقاء هذا الشعر الذي ارتكز على دلالات القرآن القصصية.

ويبين الربيعي خلال الكتاب الصادر عن دار رسلان والذي يقع في 340 صفحة من القطع الكبير أن القصص القرآني فن من الفنون الأدبية الرفيعة التي يمتاز بها القرآن الكريم دون غيره وسر من أسرار إعجازه ومنهج متكامل يستدعي الوقوف على نظامه وقفة متأنية.

ويرى الربيعي أن الدراسات المعاصرة لم تمعن بدراسة القصص القرآني ولم تقم بالبحث عنه في الشعر وإنما كانت عنايتها منصبة على دراسة الشعر وفق عصوره الأدبية أو دراسة أغراضه وموضوعاته كما لم تتطرق معظمها إلى القصص القرآني باعتباره نواة القصة في الشعر.

وكتب الربيعي في بحثه أن صعوبة البحث في القصص القرآني تأتي في ثنايا الشعر الممتد عبر ثمانية قرون ويشترط في وجوده في الشعر أن يكون له وجود في القرآن الكريم أيضا ومثل هذه الصعوبات هي التي جعلت بعض الباحثين يعزفون عن دراسته.

ولفت الربيعي إلى أن حاجة المكتبة العربية ملحة وماسة لدراسة القصص القرآني لذلك لابد أن يندفع الباحثون إلى دراسته والبحث عنه وتعقب معالمه مشيرا إلى أنه تناول في كتابه إشارات خفية ترد بين ثنايا الشعر لم يفهمها كثير من المحققين لكنه تمكن من الوقوف عندها وسلط الضوء عليها واستطاع أن يربط بين دلالاتها وبين ما جاء في القرآن وما يمكن أن تتركه من أثر.

وتضمن الفصل الأول من الكتاب دراسة القصص القرآني في شعر الزهد الذي يتحدث عن الحياة الدنيا ومحاولة الزهاد في التحذير من غرورها وتمثيلها بالبحر الزاخر ذي الأمواج العاتية التي لا ترحم إضافة إلى حديثه عن الحياة الآخرة وما فيها من بعث وحشر وحساب وما بعد الحساب.

أما الفصل الثاني فتناول موضوع التصوف ومفهومه ومحاولة الكشف عن مفاتيح أسراره وهو ينحصر بالحديث عن الحب الإلهي وسر الإسراء الروحي إلى رؤية النور الإلهي وهي رحلة متأثرة بإسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومعراجه فضلا عن بحث فحوى الخمرة الصوفية التي تدل على الرؤية والفناء.

ويشتمل الفصل الثالث في كتاب الربيعي على دراسة القصة القرآنية في الأغراض الشعرية الأخرى كالمديح والغزل والوصف وغيرها والمقارنة بينها وبين القصة الأخرى التي يضعها الشاعر معتمدا القصة القرآنية حتى تستند إليها وتقوى بها.

ويحتوي الفصل الرابع على دراسة الأفكار والمعاني التي تحتوي عليها القصة القرآنية وهي غالبا ما تكون نماذج من حياة الأنبياء والرسل وتجاربهم في الدعوة إلى الإيمان وسلوكهم وأعمالهم وكذلك يتضمن دراسة أسلوب الشعراء في تناول هذه القصص.

ويختلف أسلوب التناول من قصة لأخرى ومن موضوع لآخر كما أن الصور الشعرية هي الأخرى تعد جزءا محددا من القصة ذاتها وهي أصغر وحدة في القصة مع تبيان وسائل توظيف القصص القرآني في الشعر في نهاية هذا الفصل.

ويعتبر الكتاب الذي يحتوي على الكثير من الحجج والاقتباس وغيرها من الوسائل الدلالية كتابا منهجيا أكثر مما هو تحليليا يسلط الضوء على جوانب اجتماعية إيجابية تعتبر رابطا ثقافيا ودلاليا بين أخلاقية القرآن الكريم المعتدلة وأثرها على شعراء الأندلس.

محمد الخضر