الشريط الإخباري

ديلي بيست: الطريقة الوحيدة لهزيمة تنظيم داعش من خلال العمل مع سورية وايران

واشنطن-سانا

أكد موقع ديلي بيست الأميركي ان الطريقة الوحيدة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي تكون من خلال التعاون والعمل مع سورية وايران مشدداً على عدم وجود أي بديل واقعي لهذا الخيار.

وجاء في مقال للكاتب ليزلي غيلب نشره الموقع ان فريق الرئيس الاميركي باراك اوباما استضاف الأسبوع الماضي خارج واشنطن قادة عسكريين رفيعي المستوى من دول التحالف التي تعهدت بالمساعدة في محاربة ما يدعى الدولة الاسلامية في إطار ما باتت واشنطن تدعوه الآن بعملية العزيمة الصلبة والجميع كانوا من الأدب والخجل بحيث لم يتساءلوا بشأن عدد الغائبين المثير للإحراج عن الأجتماع أو حتى عن المشاركة الضعيفة للشركاء في هذه العملية فيما كانت الدهشة الأقل تتمحور حول غياب الدولتين الوحيدتين القادرتين على تقديم العون في محاربة الجهاديين بشكل ملموس وهما سورية وايران.

وأضاف غيلب في مقاله الذي حمل عنوان هناك طريقة وحيدة لهزيمة الدولة الاسلامية اعملوا مع الرئيس الاسد وايران أن السبب الأول وراء هذه الروءية هو حقيقة ان القوة الجوية عاجزة عن إيقاف ان لم نقل هزيمة داعش وحتى أولئك الذين يطالبون بتصعيد الحملة الجوية المحدودة لا يناقشون مثل هذا الحل في حين ان من تدعمهم الولايات المتحدة تحت مسمى المعارضة المعتدلة لايشكلون قوة يعتد بها على الأرض ويكفي ان نلقي نظرة على أدائهم حتى اليوم ونرى ما إذا كانت واشنطن قادرة على الإدعاء بعكس ذلك.

ولفت الكاتب إلى أن مسؤولي البيت الابيض يتحاشون الإشارة علنا إلى التاثير المحدود لحملتهم الجوية على داعش لأنه الإجراء الوحيد الذي تستطيع الولايات المتحدة وشركاوءها حالياً الأتفاق عليه إلا انهم وفي الجلسات الخاصة يعلمون تماماً ان الصواريخ والطائرات دون طيار قد تساعد في الحاق أضرار ببعض المصافي النفطية التي يسيطر عليها إرهابيو داعش وفي منع هؤلاء من الأحتشاد في مواقع وبأسلحتهم الكاملة ولكن هذا كل ما يمكن ان تحققه.

وتابع غيلب ان فريق اوباما لايمكنه تغيير لهجته التي تواصلت لأعوام بشأن الخلاص المرتبط بتسليح الديمقراطيين في سورية والمدعوين بالمعارضة المعتدلة حيث يتمتع هؤلاء بداعمين رفيعي المستوى لهم في واشنطن بدءا من السناتور جون ماكين الى هيلاري كلينتون وليون بانيتا غير ان هؤلاء يتعامون عن الحقائق الاساسية.

واستطرد الكاتب قائلا كما أن الفصائل التي تشكل الائتلاف المعارض ومتزعميهم لا يتفقون فيما بينهم وهم لايتمتعون بنفوذ او يراقبون ممارسات المسلحين على الأرض فهؤلاء الذين ترغب الولايات المتحدة بشدة بدعمهم غير منظمين على الاطلاق وسياساتهم تتنقل من الديمقراطية إلى التطرف الإسلامي والكثير منهم اقدموا على بيع الاسلحة التي قدمتها راعيتهم واشنطن إلى الجهاديين الذين من المفترض ان يحاربوهم بها.
وأشار إلى انه من غير المنطقي ان يواصل اوباما التعهد بتقديم أسلحة بمئات الملايين من الدولارات إلى تنظيمات غير قادرة على التعامل معها او استيعابها.

لافتا إلى ان فريق اوباما والبنتاغون يعلمون جيداً حدود هؤلاء المتمردين وهم بدؤوا يبحثون عن بديل واقعي وقد تكشف ذلك عندما أطلق وزير الخارجية
الأميركي جون كيري زلة سريعة بشأن نية الولايات المتحدة خفض المواجهة مع سورية معتبراً ان إحدى النتائج الواضحة لهذه التحركات كانت هي عدم اعتراض سلاح الجو في سورية طريق الضربات الجوية الأميركية ضد داعش على الأراضي السورية .

وأكد غيلب ان سورية وايران فقط هما من تستطيعان تقديم قوات برية لمواجهة داعش كما ان الجيش السوري هو الأفضل تمركزاً وقدرة على ذلك من أي قوات قد تأتي من دول عربية مجاورة أو من تركيا المشغولة بمواجهة مواطنيها الأكراد.

وأشار الكاتب إلى ان التعاون مع الحكومة السورية هو ايضاً السبيل المعقول الوحيد للتخفيف من المعاناة الإنسانية في البلاد وفي المقابل فإن القدرات العسكرية الإيرانية يجعلها شريكاً فعالاً في مواجهة داعش.

وأكد الكاتب انه وعلى مدى عقود من الزمن تعاونت الولايات المتحدة مع دول الخليج رغم ان اياً من حلفاء اميركا لم يتسببوا بالضرر لها ولأمنها كما فعلت دول كالسعودية والكويت والامارات وقطر فقادة هذه الدول قدموا ولعشرات السنين مئات الملايين من الدولارات على شكل نقود أو اسلحة الى نفس الإرهابيين الذين يهددون الآن الولايات المتحدة وحلفاءها في العالم.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أعرب في آب الماضي عن استعداد سورية للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب تنفيذاً للقرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن في إطار احترام سيادتها واستقلالها.

وشدد المعلم على أن التعاون يجب أن يتم من خلال الحكومة السورية التي هي رمز السيادة الوطنية وهذا الأمر ينسجم مع البند الأول في مقدمة القرار الذي لا يعطي تفويضاً لأحد بالعمل منفرداً ضد أي دولة مبيناً جاهزية الحكومة السورية للتعاون الأقليمي والدولي إما من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي مع من يرغب شرط أن يكون مخلصاً وجاداً وأن يتخلى عن إزدواجية مواقفه إذ لا يعقل إطلاقاً أن تكون هناك محاولات حثيثة لإضعاف سورية ومحاصرتها اقتصادياً ومحاصرة جيشها الذي يتصدى ل داعش وجبهة النصرة على الأراضي السورية في الوقت الذي يدعي البعض أنهم يكافحون الإرهاب مؤكداً في هذا الخصوص على أن أي خرق للسيادة السورية من أي طرف هو عدوان.

كما شدد المعلم على أن الغارات الجوية لن تقضي وحدها على تنظيم داعش وجبهة النصرة ولا بد أولاً من تجفيف منابع الإرهاب والتزام دول الجوار بضبط حدودها وتبادل المعلومات الأمنية مع الحكومة السورية ووقف التمويل والتسليح.