الشريط الإخباري

الفيغارو: الاعتماد على تركيا وقطر قلل فعالية التحالف الغربي ضد “داعش”

باريس- سانا

اكد الكاتب الصحفي رونو جيرارد أن الإجراءات التي تتبعها دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي غير جدية في ظل مواصلة إرهابيي التنظيم لانتهاكاتهم ضد الأقليات في المنطقة ومساعيهم لنشر الارهاب عبر اللجوء الممنهج لتصوير عمليات قطع رؤوس الرهائن ونشرها على
مواقع التواصل الاجتماعي متسائلا إن كان التحالف أعطى لنفسه كل الوسائل من اجل ربح الحرب بسرعة.

وفي مقال له في صحيفة الفيغارو الصادرة اليوم تحت عنوان أنصاف تدابير ضد الأسلاموية عدد الكاتب الأسباب التي تمنع اقوى الدول عسكريا على وجه الأرض من وقف ميليشيا لايبلغ عمرها أكثر من ثلاث سنوات موضحا “إنه من الصعب أن تقاتل أمريكا وحلفاؤها ما أوجدته”.

وأشار الكاتب إلى أن أمريكا ساهمت بصعود التطرف في العراق منذ عام 2003 عندما قرر الحاكم العسكري الامريكي انذاك بول بريمر حل الجيش العراقي.

واعتبر الكاتب أن من أسباب تقدم داعش في المنطقة اعتماد واشنطن على حلفاء غير صادقين وغير اكفاء ويلعبون لعبة مزدوجة مثل تركيا وقطر فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقنع العالم الغربي بأنه “إسلامي معتدل” لكن التاريخ أثبت عكس ذلك وكشف استخدام اردوغان بشكل منهجي للمخابرات التركية لمساعدة تنظيم داعش الإرهابي ولم يقتصر دوره في توجيه “الجهاديين” الأجانب الى الحدود السورية انما قدم العلاج أيضا للإرهابيين والاسوأ من ذلك أن أردوغان لعب بالنار بتركه قافلات الأسلحة الموجهة إلى “الجهاديين” تمر إلى الداخل السوري.

وتابع الكاتب “أما قطر فهي دولة تافهة عسكريا” مشيرا إلى أن قطر الغنية في النقد والطموحات الجيوسياسية لم تتمكن من منع نفسها من تمويل المتطرفين الذين كانت تحلم ان تستخدمهم كدمى وبالتالي مع حلفاء اقليميين خطرين مثل تركيا وقطر لا يزال أمام الغربيين بعض المخاطر يجب ان يتعودوا عليها في الشرق الأوسط.

وشدد الكاتب على أن هناك سببا ثالثا لتصاعد فعالية “داعش” يكمن في ضعف فعالية التحالف الغربي ضد التنظيم و”الغباوة الاستراتيجية” التي تكشفت بعدما طمأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإرهابيين بانه لا قوات برية مؤكدا انه من الحماقة الاعلان مسبقا للعدو الوسائل التي ستستخدم ضده فباي حرب جدية أقل مايمكن القيام به هو إخفاء النوايا والوسائل التي يراد استخدامها ضد العدو.

واختتم الكاتب قائلا “إننا لا نتوهم ان هذه الحرب ضد التنظيم الإرهابي لا يمكن كسبها بيوم ولا بسنة فاموال الخليج تركت منذ 30 سنة لتمويل تصدير الفكر الوهابي وهذا يتطلب من الغربيين أن يكونوا صبورين جدا وأذكياء من أجل إعادة إدخال الثعبان السام القاتل إلى العلبة”.