الشريط الإخباري

السندباد السوري محمد حاج قاب.. رحالة يجوب البلاد

دمشق-سانا
شغفه وحبه لسورية جعله يجول البلاد ساعيا لتوثيق معالم وطنه التاريخية والاقتصادية والعمرانية و ليكون بذلك رحالة يسير بين أحضان طبيعتها راويا حكايات عشق السوريين لمنبع الحضارة وعبق التاريخ.
الرحالة الشاب محمد حاج قاب تحدث لنشرة سانا الشبابية عن تفاصيل رحلاته وتاريخ وطنه الذي عاشه في ترحاله بفخر وانتماء فقال.. “ترعرعت بين أحضان مدينة دمشق القديمة ومنذ نعومة أظافري تلمست تاريخ هذه المدينة الجميلة وأحببت الفنون بشكل عام وشغفت بعلوم التاريخ والجغرافيا وأدب الرحلات”.
وتأثر حاج قاب بقصة سندباد والرحالة الصغير موضحا انه كان معجبا بذلك الطفل الذي جاب البلاد والآفاق باحثا عن المغامرة.
وفي بداية شبابه عمل حاج قاب بفن الزخرفة العربية الذي يجمع بين تجريد الطبيعة وتحويل الواقع الى مفردات جمالية مجردة عن الواقع مشيرا إلى أن حبه لهذا الفن دفعه للتقصي عن لوحات الزخرفة التي تزين اهم الأبنية الاثرية في سورية ومن هنا بدأت مسيرته في الترحال باحثا في تاريخ هذا الفن العريق.
ويرى حاج قاب أن الرحالة يجب أن يتقن علم التوثيق لافتا إلى أنه درس التصوير الفوتوغرافي في مركز الفنون التطبيقية بدمشق وتخرج منه عام 2000 وانتسب إلى نادي فن التصوير الضوئي في سورية والجمعية الجغرافية السورية.
وقال.. “بعد أن بدأت تتكون لدي شخصية الرحالة والموثق رسمت مجموعة خطط لزيارة الجبال المحيطة بدمشق وريفها من خلال فريق المغامرون التابع لجمعية الجغرافية السورية”.
وفي عام 2004 قام حاج قاب برحلة على الدراجة الهوائية من دمشق إلى عمان وفي عام2005 زار فرنسا لاقامة معرض عن التصوير الفوتوغرافي وهناك قام بجولة أوتوستوب وهي اسلوب من أساليب الترحال مع زميله الفنان وائل خليفة فزارا الكثير من المدن الفرنسية أهمها باريس وآرل ونيس ومارسيليا ليعود بعدها إلى دمشق محملا بمشاهداته عن الفنون الأوروبية في المتاحف الفرنسية.
وأسس حاج قاب بعد عودته من فرنسا فريق جوالة الأرض المهتم بالتاريخ السوري والطبيعة السورية حيث قام الفريق عام 2005 برحلة نهرية من الرقة إلى البوكمال في دير الزور ليعيش مسير رحلة تعود إلى 300 سنة قبل الميلاد حملت اسم من توتول إلى ماري.
ويروي حاج قاب تفاصيل الرحلة التاريخية فيقول.. “إن امير أوغاريت قام برحلة نهرية إلى مملكة ماري لأغراض سياسية واقتصادية ولتوثيق العلاقات بين المملكتين وللاطلاع على قصر ماري الذائع الصيت حيث انطلق برحلته مع مجموعة من التجار الطامحين بمرافقة بعض رجال البلاط الأوغاريتي ليصل إلى بالس مملكة ايمار على نهر الفرات ويتابع رحلته على متن مجموعة سفن ليصل إلى ميناء توتول حيث يتزود منها بما يحتاجه وليستعين ببعض رجالها لمرافقته وحماية رحلته من غزوات بني يمين البدوية وليصل إلى مملكة ماري بعشرة أيام”.
وأشار إلى أن فريق جوالة الأرض الذي يتكون من فنانين وادباء وباحثين قام بهذه الرحلة تخليدا لرحلة امير أوغاريت ولتأخذ طابعا علميا استكشافيا وبيئيا سياحيا.
ولفت حاج قاب إلى أنه كان لابد من إجراء تجربة لاختبار مدى صلاحية النهر للملاحة وتطوع في حينها اثنان من شباب المجموعة للذهاب برحلة تجريبية على متن قارب بلاستيكي صغير يتسع لشخصين إلى مدينة دير الزور واستغرقت الرحلة ثلاثة أيام ثبت خلالها أن النهر صالح للملاحة بشكل جيد مشيرا الى ان الرحلة أصبحت تقام بشكل سنوي حتى عام 2010.
وفي عام 2006 قام الرحالة حاج قاب برحلة أتوستوب من دمشق إلى اليمن على طريق البخور وأطلق عليها عنوان “ترنيمة زمن” واقام خلالها العديد من المحاضرات التعريفية عن الرحلة وورشات العمل في الدول الواقعة على طريق البخور الأردن والسعودية واليمن.
ويعتبر حاج قاب أن أجمل مكاسبه خلال رحلاته هو التعرف على الشباب السوري وحثه على معرفة تاريخ بلاده مشيرا إلى أنه مازال يمارس عمله في الزخرفة والتوثيق والبحث عن الطرق الحضارية ويقوم بتصوير أفلام وثائقية تحكي السيرة الذاتية لمبدعين عاشوا في سورية.
وعن مشاريعه المستقبلية يطمح حاج قاب إلى اعداد كتاب عن تقابل الحضارات وكتابة مذكراته وتوزيعها في الأندية الكشفية في العالم العربي وأن يرسم ويصور أجمل صورة تعبر عن بلده سورية سر اعتزازه وافتخاره.
وكان حاج قاب شارك في العديد من المهرجانات الدولية للتصوير الفوتوغرافي كمهرجان باريس الدولي ومهرجان طهران الدولي من عام 2008 إلى 2012 ومهرجان اثينا واسطنبول الدولي وشارك في مهرجان الربيع الدولي للصورة الفوتوغرافية من عام 2008 إلى 2011.
ويختم حاج قاب حديثه بالقول.. “علمتني الرحلات أن أبتسم لورد الربيع وأن أضحك لضحكة طفل وأن أبكي لبكائه وليس في الطعام وحده يحيا الإنسان وليس ببناء الحجر تعمر الأوطان”.
لمى الخليل

انظر ايضاً

الخارجية: سورية تدين بأشدِّ العبارات هذا العدوان الإسرائيلي والاعتداءات التي سبقته على أراضيها، وتطالب المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي بإدانته، واتخاذ كافة الإجراءات الرادعة لوقف الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني