لعبة وتستمر

اللعبة الدولية التي أفقدت سورية مساحات كان حدّها الطبيعي قمم جبال طوروس عام 1923، هي أقل من خطورة اللعبة التي أفقدت سورية لواء إسكندرون عام 1939، واللعبة التي أفقدت سورية «لواءها» أقل خطورة من اللعبة الحالية، فالحالية هي الأخطر وعبثت بالقيم والانتماء والأرض لذلك الأداء الشعبي والعسكري المضاد يتطلب مزيداً من الصمود والصبر والإنجازات والصحوة، وهذا واجب على سوريي الدّاخل والخارج، وما من سوري يجدر به التهرب من مسؤولية مواجهة اللعبة الحالية الأخطر..

ماذا يعني أن تقاتل التنظيمات الإرهابية بعضها بعضاً؟

ما دلالات أنّ «داعش» يسحق «جبهة النصرة» في منطقة ما أو أنّ «جبهة النصرة» تسحق «داعش» في مكان آخر؟

ماذا يعني أنّ «الجبهة الإسلامية» تقاتل أي تنظيم إرهابي آخر يحاول الاقتراب من منطقة إرهابها؟.

ماذا يعني أنّ التنظيم الإرهابي المسمّى «الجيش الحر» هو أهم تنظيم إرهابي في نيل لقب المعارضة المعتدلة وفق التصنيف الأميركي؟.

الخلافات والصراعات بين قوى وتيارات وتنظيمات الإرهاب حتى لو ترافقت بتصفيات متبادلة تؤدي إلى النتيجة الأقسى وهي أنّها تصفي مناطق نفوذهم من سكانها الأصليين وتجعل من الأرض السورية ولأطول مدة ممكنة ساحة لاستعراض إمكانات الإرهاب بحيث تقترب سورية إلى تصنيف عالمي «دولة فاشلة» تصلح مع الزّمن للتقسيم والتسلية بسيادتها كما حدث في أنموذج بعض الدول المعروفة.

في نهاية المطاف الأطراف الضعيفة والطرف الأقوى بين الإرهابيين يتم اعتمادهم لتنفيذ المخطط الدولي المرسوم للمنطقة، وبدلاً من اتفاقية «سايكس بيكو» المشهورة «1916» والتي أسست منذ عشرات السنين لمشرق عربي هش يتم تطبيق اتفاقية «أميركية-إسرائيلية- وهابية» يتحدد وفقها دور كل تنظيم إرهابي مع خطوط حمراء تخص حدود المساحة التي ينتشر فيها، المشهد مرعب ولكن مهما كانت الحالة قاسية في سورية نتيجة رفضها الانخراط في طابور أدوات أميركا فإنّ الحالة أقل قسوة من الانخراط في المشيئة الأميركية، إذاً ما هو الخيار؟

الخيار هو الوقوف خلف الجيش العربي السوري والصمود الشعبي، والتفاؤل بحتمية هذا الخيار فهو السبيل الوحيد لضمان عدم تصنيفنا عالمياً كدولة فاشلة تفقد التحكم ببعض أقاليمها، وذلك الخيار يضمن استعادة السيادة على كل شبر من هذا الوطن المهدد بفقدان بعض من مساحاته.

بقلم: ظافر أحمد