الشريط الإخباري

وزير الأوقاف: تماسك سورية قيادة وشعبا وجيشا مكنها من التصدي للهجمة التكفيرية

موسكو-سانا

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن تماسك سورية قيادة وشعبا مع الجيش العربي السوري ورجال الدين المسيحيين والمسلمين ودعم الأصدقاء لها مكنها من التصدي للهجمة الكونية التكفيرية محذرا من أن خطر التطرف الذي تتعرض له المنطقة اليوم يمس جوهر الإسلام وحقيقته كدين سماوي سمح جاء بالخير والسلام.

1

وفي كلمة أمام أبناء الجالية السورية في روسيا أمس أشار الوزير السيد إلى الأدلة المادية للموءامرة التي تتعرض لها سورية والأسباب التي أدت لشن هذه الحرب الكونية عليها وقال “إن سورية المتميزة بأنها الأرض التي انطلقت منها المسيحية والإسلام إلى كل العالم جمعت كل السوريين كونهم جميعا مسلمين وليسوا إسلاميين يمتهنون الإسلام مهنة للقتل والتدمير كالمنظمات السياسية الإسلامية”.

ونوه السيد بأهمية انتصار سورية على الإرهاب الدولي وقال “إذا لم ننتصر على الفكر المتطرف فالخطر سيكون في المناطق الإسلامية بروسيا”.

وأشار الوزير السيد إلى أن التغييرات التي حصلت في العراق وليبيا ومصر واليمن تحت تأثيرات معينة لا تقاس شدتها بالحرب الكونية المفروضة على سورية وبالقدرات المالية الداعمة لهذه الحرب والدعم اللوجستي الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية المسلحة على الساحتين العربية والأمريكية وهو “ما يجعل الإرهاب الدولي يترعرع ويزدهر ويزيد عربدة الإرهابيين والمتطرفين في شيطنتهم للأديان والشعوب”.

ولفت وزير الأوقاف إلى أن المؤامرة على سورية ابتدأت بشعارات “الحرية والديمقراطية” كما يجري اليوم في أوكرانيا واستغلت بيوت الله في كل يوم جمعة من أجل الضغط على عقول المصلين اعتمادا على استثمار أموال النفط الخليجي” مستشهدا بما قاله العلامة الشهيد محمد سعيد البوطي حول من استغل الجوامع في ذاك الوقت والله إن هذه الوجوه ما عرفت السجود “.

1

كما لفت الوزير السيد إلى أهمية الزيارة التي قام بها إلى جمهوريتي بشكيرستان وتاتارستان الروسيتين وعلى أهمية الاتفاقات التي وقعها والوفد المرافق له مع المراكز الدينية في هاتين الجمهوريتين ذاتي الغالبية المسلمة من السكان الروس.

من جانبه أكد السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد أن سورية بقيت صامدة وشامخة وقوية متماسكة بفضل شعبها الأبي وتضحيات جيشها البطل والقيادة الشجاعة للرئيس بشار الأسد وكذلك التعاون مع الأصدقاء الأوفياء الذين أدركوا حقيقة المخطط العدواني فوقفوا إلى جانب سورية ومنعوا أطراف التآمر والعدوان من الاستفراد بها أو استخدام مجلس الأمن الدولي منصة لانتهاك سيادتها وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية والصين الشعبية وجمهورية إيران الإسلامية.

ولفت السفير حداد إلى أن أبناء سورية في الداخل والخارج يضطلعون بدور ريادي بهدف الدفاع عن سورية وشرح مواقفها العادلة والمستندة إلى قيم الدين الإسلامي الحقيقي الذي ما كان له أن ينتشر لو لم ينطلق من بلاد الشام التي باركها الله تعالى.

وأوضح السفير حداد أن هذه المواقف المشرفة هي مواقف متأصلة بالسوريين تجسد حقيقة الإسلام والمسلمين الصادقين وتنسجم مع مواقف رجال الدين الحقيقيين التي حالت دون انجراف الكثيرين من أبناء الوطن في تيار الظلامية الجديدة التي تريد تدمير سورية.

وفي ختام اللقاء اجاب وزير الاوقاف على أسئلة الحضور من أبناء الجالية السورية والطلبة السوريين الدارسين في موسكو.

رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية: مواصلة تطوير التعاون بين روسيا وسورية في المجالات الإنسانية والدينية

في سياق متصل أكد ألكسندر دزاسوخوف رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية أن سورية المتميزة بالعلاقات الاجتماعية المتقدمة بتداخل مكوناتها الشعبية وحياتها المعيشية المشتركة منذ عهود بعيدة كانت ويجب أن تبقى المثل الأفضل للمكونات الاجتماعية في المناطق الإسلامية في روسيا والقدوة التي “يمكن لمجتمعنا أن يقتدي بها في علاقاته الدينية والفكرية والإنسانية”.

وأشار دزاسوخوف خلال لقائه وزير الاوقاف بحضور السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد أمس إلى “نقاط الضعف في مجتمعاتنا والتي يستغلها أعداؤنا من أجل تدمير البلاد ” متسائلا عن الجهات التي ترعى نشر الافكار المتطرفة والفئات التي تدعم هذه الأنشطة وما هي القاعدة الشعبية التي تحتضنها لافتا إلى دور الأديان الأخرى في المساعدة على الحفاظ على الإسلام كدين سماوي بعيدا عن التسييس وعن المخططات الرامية إلى محاربة الإسلام باسم الإسلام.

وأوضح دزاسوخوف أن الأمم المتحدة اتفقت على عقد مؤتمر سنوي للأديان في العالم إلا أن تأثير الولايات المتحدة على قيادة هذه المنظمة الدولية وعلى أمينها العام يعرقل ذلك إذ ان ما يقوم به تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق كان يجب أن يلقى ردا من جميع أديان الأرض مشددا أن على الأمريكيين والغرب تحمل مسؤولياتهم عن تفريخ المتطرفين والإرهابيين في العالم.

من جانب آخر أكد رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” لا يمكن أن ينجح في مهمته بدون مشاركة روسيا وسورية ولا يمكن لأي ائتلاف أو تحالف أن يقوم بقصف الأراضي السورية بدون موافقة السوريين ذاتهم.

وحول زيارة وزير الأوقاف إلى موسكو وجمهوريتي بشكيرستان وتاتارستان اكد دزاسوخوف ان هذه الزيارة تنطوي على فوائد في تطوير التعاون بين روسيا وسورية في المجالات الإنسانية والدينية مشيرا إلى أن العلاقات الدينية في العالم أخذت تحتل المرتبة الأولى في العلاقات بين الأمم والشعوب.1

من جانبه أعرب الوزير السيد عن شكره وتقديره لروسيا شعبا وحكومة على مواقفها الموءيدة لسورية في الحرب الإرهابية التكفيرية المفروضة عليها وعلى سياستها الداعمة للشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب الدولي موءكدا أن هذه المواقف تدل على عمق علاقات الصداقة التي تربط روسيا الاتحادية مع سورية.

وأشار وزير الأوقاف إلى أوجه التشابه بين المجتمع السوري والمجتمع الروسي لافتا إلى أن الفهم الحقيقي للإسلام هو ضمانة للسلم والأمن في العالم بشكل عام وفي مجتمعينا العربي والروسي بشكل خاص لوجود تعددية للأديان والأعراق فيهما.

وأضاف الوزير السيد ان الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية هي بسبب تميزها في محيطها العربي الإسلامي لأنها مهد المسيحية وعلى أرضها تعانقت المسيحية والإسلام معا ومنها انطلقتا إلى العالم.

ولفت وزير الاوقاف إلى أنه والوفد المرافق وقعوا اتفاقيات مع المراكز الإسلامية في قازان وأوفا لتدريب وتدريس الأئمة والخطباء ولتبادل الطلاب لتدريسهم الإسلام الوسطي واللغة العربية ” نظرا لأن ما يجري في أوكرانيا شبيه تماما بما جرى في سورية” فالخطر الأمريكي والصهيوني والغربي يستخدم كل الأسلحة ومن أهمها سلاح التطرف الديني فهم الذين أنتجوا “داعش” و”القاعدة” و الفكر المتطرف.

وأشار السيد إلى ضرورة ترسيخ التعاون بين سورية وروسيا وخصوصا في هذا الجانب الفكري الديني المتميز في البلدين لمكافحة التطرف والأفكار التكفيرية ولخطورة الارهاب الذي ينتج عنه.

من جهة ثانية أكد وزير الأوقاف أن التحالف الدولي الذي يجري تشكيله اليوم بدعوة من أوباما من أجل محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي “غير صحيح وغير صادق وغير أمين اذ يقولون انهم سيحاربون الإرهاب وهم في الوقت ذاته ينتجون الإرهاب ومناهج الإرهاب في السعودية”.

وكان وزير الأوقاف قام بزيارتين الى كل من مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيرستان ومدينة كازان عاصمة جمهورية تاتارستان الداخلتين في قوام روسيا الاتحادية في اطار زيارته الحالية إلى روسيا ووقع باسم وزارة الأوقاف اتفاقيتين مع الإدارتين الدينيتين لمسلمي هاتين الجمهوريتين لتطوير علاقات التعاون خدمة لقضايا الأمة الإسلامية.

وتنص الاتفاقيتان على سعي الجانبين الموقعين عليهما للإسهام في اثراء التواصل الحضاري البناء بين الشعب السوري والشعوب المسلمة وسواها في روسيا الاتحادية وتعميق نشاطهما في الظروف الجديدة التي نشأت في الساحة الدولية مع حلول القرن الحادي والعشرين وبعد انضمام روسيا الى منظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب.

وتستعرض الاتفاقيتان واقع وآفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات وبصورة خاصة في مضمار نشر المعرفة الصحيحة عن الإسلام ومقاصده الروحية السامية وإزالة التصورات المشوهة عن هذا الدين الحنيف ومعتنقيه.

وأكد الجانبان ضرورة مواصلة العمل في هذا النشاط متعدد الجوانب لإقرار العيش المشترك في ظل الوئام والتعاون بين المسلمين وغيرهم من الشعوب على اختلاف انتماءاتها القومية او الدينية.

وتؤكد الاتفاقيتان بصورة خاصة على سعي الجانبين لتبني البرامج والأسس الفكرية الصحيحة التي ترسخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في الإسلام وتسهم في تقدم ورقي الأمة في شتى المجالات ويتعاون الجانبان في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بحفظ التراث الإسلامي واحيائه ونشره وتنظيم لقاءات بين العلماء والباحثين
في العلوم الاسلامية لمعالجة مختلف القضايا والمستجدات الفكرية مع المحافظة على التوازن بين الأصالة والمعاصرة ويتبادلان المطبوعات والبحوث والمقالات المتعلقة بجميع العلوم الإسلامية وكذلك قرارات الندوات والموءتمرات التي يشاركان بها.

بوغدانوف يبحث مع وزير الأوقاف تطورات الأوضاع في سورية وحولها

وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث مع الدكتور محمد عبد الستار السيد أمس تطورات الأوضاع في سورية وحولها والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة التطرف والقضاء على الإرهاب.

وقال بوغدانوف خلال اللقاء “إن التعاون بين روسيا وسورية جار في كل المجالات بنجاح ونحن أمام جلسة كاملة للجنة الحكومية المشتركة بين بلدينا برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين ومن الجانب السوري وزير المالية الدكتور اسماعيل اسماعيل للتعاون في شتى الجوانب الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية”.3

وأعرب بوغدانوف عن استغرابه للمواقف الغربية الرامية إلى تشكيل تحالف مناهض للإرهاب يستثني دولا هامة مثل سورية وإيران باعتبارهما دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة الوطنية وعضوين في منظمة الأمم المتحدة.

بدوره لفت السيد إلى أن الخلل الحقيقي الذي يجري في المنطقة لا يتعلق فقط بمحاربة التطرف والإرهاب بالسلاح وإنما لابد من محاربته بالأفكار أيضا فالسعودية تنتج حتى هذه اللحظة أجيالا من المتطرفين نتيجة الفكر الوهابي التكفيري الذي يغري الآخرين.

وأوضح السيد أنه تم استهداف سورية كونها تحمل فكرا إسلاميا حضاريا يندمج مع كل الديانات السماوية وقال “نحن في سورية نمثل الأنموذج الأمثل للعلاقات الحضارية الإسلامية المسيحية في المنطقة العربية بأكملها وهذا ما كنا ومازلنا نعيشه رغم كل مخاطر الأزمة التي نعيشها”.

وبين السيد أن الاحتلال الأميركي للعراق نجم عنه بروز الإرهاب والتطرف في المنطقة وعمدت الولايات المتحدة إلى استهداف سورية لموقفها المقاوم والرافض للمشاريع الأمريكية وهيمنتها في المنطقة.

بدوره أكد الدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو أن المشكلة هي مع الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المسلحة التي تقاتل على الأرض السورية حيث وصل العالم الآن إلى هذه القناعة وتم إصدار القرار 2170 من مجلس الأمن الدولي محذرا من تفسيره كما فسروا قرار مجلس الأمن الخاص بالشأن الليبي.2

وأضاف حداد “إن التنظيمات الإرهابية المسلحة التي كانت تقاتل في سورية قبل ظهور تنظيم /داعش/ الإرهابي عمدت إلى القتل والذبح والتمثيل بالجثث وقطع الأعضاء البشرية ولذلك فإن قرار الإدارة الأميركية بدعم من سمتهم “المجموعات المسلحة المعتدلة” في سورية هو قرار لدعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المسلحة”.

انظر ايضاً

بوغدانوف: الفيتو الأمريكي رخصة لمواصلة قتل أبناء غزة

موسكو-سانا وصف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الفيتو الأمريكي على مشروع