الشريط الإخباري

جدلية الرغبة بالموت والحياة في مسرحية ستاتيكو على خشبة القباني

دمشق-سانا

تواصل مسرحية “ستاتيكو” عروضها على خشبة القباني عن نص لشادي دويعر وإعداد مخرجها الفنان جمال شقير الذي ذهب في تجربته الجديدة نحو مناقشة رغبة الإنسان بالموت وتعلقه بالحياة.

تقدم مسرحية ستاتيكو جدلية الرغبة بالموت عبر شخصية “حكم” التي لعبها كفاح الخوص إلى جانب كل من الممثلين نوار يوسف ومحمد حمادة مسجلاً على شريط كاسيت وصيته الأخيرة قبل أن يقدم على الانتحار ليتدخل كل من جاره وصديقته في تعطيل خطته للموت بعد لجوء الأخيرة إلى شقته للاختباء عنده.

وذهب العرض نحو حذافير الواقع في محاكاته للديكور الذي أنجزته سهى العلي عبر تصميمها لشقة تطل على شارع من شوارع دمشق ليلا تموضع في عمق الخشبة بينما حافظ على موقع لافت للوحة “غارنيكا” للفنان الإسباني بيكاسو مسقطاً فحواها على الواقع الراهن في إشارة لما حمل بطل العرض على الانتحار دون الاستفاضة في تقديم مسوغات درامية وافية عن أسباب إقدام هذه الشخصية على الانتحار بل عبر التبرير لها بمونولوج ترفض فيه هذا الواقع وتنأى بنفسها عن تفاصيله وتعقيداته وشخوصه.

بالمقابل نجح العرض في إعادة الدفء لخشبة مسرح القباني الدمشقية بحضور متواتر للجمهور إلى الصالة التي تعتبر من أعرق صالات العرض السورية منذ اختيارها من قبل الراحلين الكبيرين سعد الله ونوس وفواز الساجر لتكون مهداً للمسرح التجريبي الذي انطلق معهما عام 1976 بمسرحية مذكرات مجنون للكاتب الأوكراني نيكولاي غوغول الأمر الذي أعاد ذكريات هذه الخشبة إلى تاريخ عشرات العروض لمحمود خضور وممدوح عدوان وأسعد فضة وجهاد سعد وزيناتي قدسية ومها الصالح وأيمن زيدان وآخرين.

وتحاول “ستاتيكو” التي تستمر عروضها حتى الثاني من آذار القادم الدخول إلى أزمة الإنسان المعاصر مشرحة مأزقه الأخلاقي مع الوجود والعالم وذلك عبر سخرية لاذعة اعتمدت أداء حاراً مال في جوانب منه إلى الغروتيسك “المبالغة في تصوير الواقع” بظاهر كوميدي ساخر وباطن مأساوي جعل من قصة “حكم” مثالاً عن خيبة أمل جماعية لا تلبث أن تتفشى في عميق النفس البشرية تاركةً ندوبها وطفحها على المجتمع بأكمله.

واستعان المخرج لإيصال هذه المقولة بموسيقا حية ومباشرة بأداء من عازف الدرامز الفنان سيمون مريش جنباً إلى جنب مع إضاءة نصر سفر وتقنيات أدهم سفر لتضع التصميم للأزياء مارال دير أركليان والتي حاولت هي الأخرى إضفاء لمسة خاصة في هذا المجال على الزي البصري المتحرك على الخشبة.

المخرج شقير الذي كتب على بروشور العرض.. “إذا كان هناك سبب للموت هناك أسباب عديدة للحياة” أكمل المفارقة لينهي بها مسرحيته حين تموت الشخصية التي تريد الانتحار على يد جارها في السكن عن طريق الصدفة بعد حوار عبثي بينهما بحضور الفتاة التي يكون لجووءها إلى شقته بمثابة توطئة لتغيير جزئي في موقفه من الحياة والموت لاسيما حين تخبر الفتاة مضيفها أن بموته ستكتمل نبوءة أخبرتها بها العرافة فتشجعه على الانتحار ما يترك في شخصية “حكم” أثراً معاكساً بالعدول جزئياً عن قراره بإنهاء حياته والخوض من جديد في حوار مع الفتاة عن عبثية المصير ومآلات الإنسان في عصر لم يعد ينتمي له ولا لشخوصه.

يذكر أن مسرحية ستاتيكو من إنتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي وهي ثاني عروض المديرية لهذا العام في خطة هذا الموسم التي تتضمن عروضاً لكل من مأمون الخطيب وأيمن زيدان وغسان مسعود وفؤاد حسن وحسن عقلة ومعتز ملاطي ليه والمهند حيدر وسامر محمد إسماعيل وموسى أسود وآخرين.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency