الشريط الإخباري

وزارة الصحة: الملح الميودن يغيب عن 60 بالمئة من الأسر السورية

دمشق-سانا

قرعت وزارة الصحة الأسبوع الماضي ناقوس الخطر مع إعلان نتائج دراسة محلية تفيد بأن عدد الأسر التي تستخدم الملح الميودن انخفضت إلى نحو الثلث ما يعني تأثيرات صحية خطرة على مختلف المراحل العمرية.

والدراسة التي نفذها مشروع عوز اليود في وزارة الصحة خلال العام الماضي وأظهر نتائجها في العام الجاري شملت 5531 أسرة من مختلف المحافظات وكشفت أن 38 بالمئة فقط من الأسر تستخدم الملح الميودن.

وحسب الدراسة فإن الأسر الأقل استخداما تركزت في محافظات درعا وريف دمشق وحماة والحسكة فيما الأكثر استخداما في القنيطرة وحلب واللاذقية وطرطوس ودمشق كما أشارت النتائج إلى اكتشاف ملح في السوق ادعت الشركات المصنعة له أن يحتوي على اليود فيما أظهر التحليل المخبري أنه خال منها وتستخدمه 25 بالمئة من الأسر المشمولة بالبحث.

وبعيدا عن نتائج الدراسة فإن عوز اليود لدى الحامل يسبب الاجهاضات المتكررة والتشوهات الخلقية للمواليد وزيادة وفيات ما حول الولادة وارتفاع التوتر الشرياني الحملي فيما يسبب نقصه عند الأطفال تأخر في النمو والبلوغ وتدني مستوى الذكاء وعند الكبار قصور الدرق والخمول الجسدي والفكري حسب مديرة مشروع عوز اليود في وزارة الصحة الدكتورة أمل حرفوش.

وتبين الدكتورة حرفوش أن اليود غير موجود في الجسم لذلك يحتاج إلى أخذه من مصادر خارجية أهمها الأسماك البحرية والمحار والفريز والكيوي والصويا واللبن والمكسرات والدواجن وباعتبار ان “هذه المصادر هي غالبا ليست بمتناول الجميع” لذلك تقرر عالميا إضافته للملح كطريقة سهلة وأقل كلفة.

وبرنامج عوز اليود الذي تأسس في سورية عام 1991 استطاع أن يحقق مؤشرات متميزة على مستوى المنطقة حسب الدكتورة حرفوش لكن ونتيجة تحديات الازمة “تراجعت هذه المؤشرات كثيرا” بسبب صعوبة متابعة الدراسات والمسوحات والحصول على يودات البوتاسيوم نتيجة الاجراءات الاقتصادية القسرية احادية الجانب المفروضة على سورية وخروج بعض المعامل التي تنتج الملح الميودن عن الخدمة.

وتشير الدكتورة حرفوش إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وفرت كميات من يودات البوتاسيوم لوزارة الصحة التي بدورها تواصلت مع المعامل المنتجة للملح الميودن وعددها حاليا عشرة لتوزيعها لهم مجانا وإضافتها للملح لكن “بعضها لم يتجاوب مع الوزارة” مرجحة السبب إلى زيادة تكلفة إضافته.

وأكدت حرفوش ضرورة زيادة الرقابة التموينية على الأسواق لمعرفة نوعية الملح الذي يباع ومدى احتوائه على اليود كذلك تفعيل الزيارات الاشرافية على المصانع والتأكد من اضافتها لليود ودعم المعامل الملتزمة.

وكشفت مديرة البرنامج عن وجود دراسة لتأسيس مخبر خاص لمعايرة نسبة كفاية اليود في البول مبينة أن البرنامج بصدد اطلاق حملات توعية وتثقيف صحي حول أهمية اليود ومخاطر عوزه.

مدير الرعاية الصحية الأولية الدكتور فادي قسيس اعتبر أن الدراسة “تدق ناقوس الخطر” معترفا أن التحرك بتلافي هذه النتائج “جاء متأخرا” لاسيما مع تعدد الجهات المعنية به كوزارات الصناعة والتجارة الداخلية وغيرها.

بدوره يقول رئيس دائرة التغذية في وزارة الصحة الدكتور سامر عروس “إن إعلان النتائج تأخر لكن الاجراءات بدأت منذ ظهور المؤشرات الأولية للدراسة عبر دعوة المنظمات الدولية لتأمين يودات البوتاسيوم والتواصل مع المعامل وجهات الرقابة التموينية” مؤكدا في الوقت ذاته أن الاجراءات “لم تؤدي لنتائج ملحوظة نتيجة عدم تعاون أصحاب المعامل”.

وبين الدكتور عروس أن الدراسة جزء من دراسة كامل عن الحالة التغذوية للأسر السورية وحصلت على “امتياز على مستوى العالم” .

الدكتور محمود بوظو خبير من منظمة الصحة العالمية يقترح حل اسعافي بإطلاق حملة لمنح النساء في مرحلة الانجاب جرعة من اليود الزيتي لتلافي التأثيرات الصحية الخطرة التي قد تهدد الأجنة مبينا ضرورة دراسة هذا الاقتراح واختلاطاته الجانبية وتجارب الدول المماثلة في هذا المجال.

يذكر أن سورية استطاعت قبل الأزمة تحقيق مؤشرات متقدمة على مستوى إقليم شرق المتوسط من ناحية استخدام الأسر للملح الميودن حيث كانت تصل النسبة إلى 7ر79 بالمئة بينما المعيار العالمي 80 بالمئة.

دينا سلامة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency