الشريط الإخباري

الشباب السوري ومصاعب مواكبة سوق العمل.. المسؤولية مشتركة بين الجامعات بشقيها الخاص والعام واجتهاد الخريجين

دمشق-سانا

“ربط الجامعة بالمجتمع” عنوان ربما يكون الاكثر اشكالية في الوقت الراهن اذ تختلف الرؤى والأفكار وصولا الى التناقض التام في بعض الاحيان فيذهب الكثيرون إلى اتهام الجامعات في تقصيرها في مواكبة متطلبات سوق العمل ولا سيما القطاع الخاص بينما يرى آخرون أن القطاع الخاص متطلب كثيرا ويضع شروطا تعجيزية لعماله وموظفيه دون أن يتحمل مسؤولية إعادة تأهيلهم وتدريبهم على طبيعة عمله في حين يقف فريق آخر ليقول إن المسؤولية في هذا الجانب هي مسؤولية جماعية ومشتركة تتطلب التنسيق والتعاون بين الجامعات وارباب العمل للخروج بكوادر مؤهلة قادرة على العمل في مختلف القطاعات.

يقول محمد يونس وهو يحمل إجازة جامعية في التجارة والاقتصاد من جامعة دمشق: “تخرجت من الجامعة ولدي كم كبير من المعلومات النظرية في المحاسبة وأنظمتها وعندما تقدمت لإحدى الوظائف في القطاع الخاص فوجئت بأن كل ما تعلمته في الجامعة وما أملكه من معلومات لا يطبق سوى القليل منه ما اضطرني إلى اتباع دورات عديدة في معاهد خاصة كي أمتلك أدوات عملي الجديد”.

ويضيف يونس: الجامعات تتحمل بعض المسؤولية في هذا الشرخ بين واقع العمل والمناهج النظرية التي يتلقاها الطالب خلال دراسته الجامعية ولكن يجب الاعتراف أيضا بأن التطور المتسارع في متطلبات وأدوات العمل يلعب الدور الأكبر في ذلك الأمر ما يجعل مواكبتها أمرا صعب المنال إلى حد ما” موضحا” أن المناهج في الجامعات السورية طرأ عليها الكثير من التطور خلال السنوات الماضية فخرجت من حالة الجمود إلى حالة من الانفتاح على آخر التطورات في العلوم النظرية والتطبيقية”.

من ناحيته يرى الصيدلاني مجد محمود وهو خريج جامعة دمشق أن القطاع الخاص يجب أن يتنازل ولو قليلا عن شروطه التعجيزية التي يفرضها للحصول على فرصة عمل لديه وعليه في الوقت نفسه أن يبادر إلى إطلاق دورات تدريبية تأهيلية تساهم في زيادة المعارف العملية لخريجي الجامعات وألا يقف موقف المتفرج لأنه بطبيعة الحال هو احد القطاعات المهمة في المجتمع السوري ويدرك جميع القائمين عليه واقع التعليم الجامعي العام والخاص والصعوبات التي تواجهه وخصوصا في هذه الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية.

وتؤكد مهندسة المعلوماتية جوليا أحمد أن “افتتاح عشرات الكليات الهندسية في الجامعات الحكومية السورية كان احد الحلول التي اجترحتها وزارة التعليم العالي لتجاوز الفروق بين سوق العمل والمخرجات الجامعية ولا سيما أن هذه الفروق تتجلى بكل وضوح في الكليات العلمية وهو ما لا نراه في باقي الاختصاصات الجامعية”.

وتلفت جوليا إلى أن المتطلبات عالية المستوى للقطاع الخاص هي سلاح ذو حدين فهي من جهة تحرم عددا كبيرا من الخريجين من الحصول على فرصة عمل لديه ومن جهة أخرى تشكل دافعا للطلاب والخريجين الجامعيين لبذل المزيد من الجهود الفردية بالتوازي مع تعليمهم الجامعي للوصول إلى أعلى درجات التأهيل والتعليم التي تمكنهم من القدرة على شغل أي وظيفة متاحة سواء في القطاع العام أو الخاص.

من جهته يتساءل محمود الحمد وهو مهندس بترول اين هو القطاع الخاص من المساهمة في تطوير التعليم ولماذا لا يتقدم باقتراحاته ورؤاه لتطوير المناهج الجامعية التي تتلاءم ومتطلبات سوق العمل مضيفا.. “أليس حريا بالقائمين على القطاع الخاص المبادرة إلى عقد ورشات عمل ومؤتمرات علمية تسهم في تطوير المناهج الجامعية بالتعاون مع القائمين على القطاع التعليمي في سورية”.

ويرى الحمد في الوقت نفسه أن القطاع الجامعي هو الآخر يجب عليه تعزيز مواكبته لسوق العمل ومتطلباته والتواصل مع القطاع الخاص للخروج برؤية جديدة متجددة حول المناهج الجامعية الأمر الذي من شأنه ردم الهوة أو الفجوة الناشئة بين الدراسة النظرية والواقع العملي التطبيقي.

المتطلبات الكثيرة للقطاع الخاص دفعت العديد من الجامعيين إلى انتظار فرصة عمل في القطاع العام للهروب من هذه المتطلبات بحسب وجهة الكثيرين حيث يرى المهندس المدني سامر سلوم أن هذه المقولة صحيحة إلى حد ما ولكنها ظالمة للقطاع العام في أغلب الأحيان حيث تحتاج أغلبية الاختصاصات في هذا القطاع إلى شروط ومتطلبات تفوق متطلبات القطاع الخاص ولا سيما في القطاع التكنولوجي والمعلوماتي الدقيق.

وبطبيعة الحال يدافع القائمون على العملية التعليمية عما يقدمونه من تدريبات ومناهج وخبرات للطلاب حيث يؤكد الدكتور عمار محمود مشلح نائب عميد كلية طب الأسنان للشؤون العلمية في جامعة دمشق أن الشهادة الجامعية الأولى في طب الأسنان تؤهل حامليها لممارسة مهنة طب الأسنان في العيادات الخاصة بعد التسجيل في النقابة ووزارة الصحة والحصول على الترخيص اللازم لممارسة المهنة.

ويوضح أنه بهدف تعميق الخبرة السريرية لدى الخريجين أتاحت الكلية المجال أمام الخريجين الجدد لاتباع دورة الإمتياز في أقسام الكلية المختلفة إضافة إلى إقامة العديد من الدورات التخصصية المعمقة في مجالات زراعة الأسنان وتجميل الأسنان والجراحات الفموية الصغرى وتدبير أسنان الأطفال ومجالات أخرى ليستطيع الخريج الجديد اكتساب خبرات عملية وسريرية تؤهله لممارسة أفضل في العيادات او المراكز الخاصة كما تتابع الكلية وفق خطة منهجية إقامة دورات وندوات ومؤتمرات تخصصية لزيادة الخبرات المكتسبة وتحديثها ما سينعكس إيجابا على معالجة المريض بشكل أفضل.

ويؤكد الدكتور مشلح في هذا السياق أن الكلية تتعاون مع بعض الجامعات الخاصة ونقابة أطباء الأسنان وكذلك بعض الشركات الطبية والهدف من ذلك هو التأهيل الأفضل لطبيب الأسنان وسد أي ثغرة أو فجوة.

اما الدكتور منير عباس رئيس جمعية “إدارة الموارد البشرية” ورئيس قسم اختصاص “إدارة الموارد البشرية” في كلية إدارة الاعمال السورية الخاصة فيبين أن “الكادر التدريسي في الجامعات الخاصة باستطاعته تأهيل الطلاب علميا وعمليا بشكل يفوق نظيره في الجامعات الحكومية بسبب الاعداد الكبيرة في تلك الجامعات والتي تعيق الكادر التدريسي فيها من تأهيل الطلاب بالشكل الأمثل” حسب رأيه.

ويقول.. إن “جمعية الموارد البشرية” تعمل على إعداد وتقديم دورات تاهيلية للطلاب الجدد وتقديم برامج لسوق العمل تبدأ من السيرة الذاتية للطالب إلى مقابلة العمل مرورا بمهارات تخطيط المسار المهني ومهارات التواصل والقيادة وكل ما ينقص سوق العمل وهذا العبء نتحمله نحن كجامعات خاصة وكجمعيات أهلية.

ويستدرك الدكتور عباس بالقول.. كل ذلك لا يلغي دور الطالب فعليه أن يبذل جهدا مضاعفا لتطوير مهاراته العملية والعلمية والدخول في دورات تدريبية وإذا لم تتوافر الامكانيات المادية لديه بإمكانه التطوع في الجمعيات الأهلية والخيرية لتقوى لديه مهارات التواصل والعمل.

إن إعادة النظر في المناهج التعليمية ومواكبتها الدائمة لسوق العمل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجامعات اضافة الى القطاع الصناعي والتجاري بشقيه العام والخاص على حد سواء وعلى اجتهاد الطلاب وطالبي العمل الأمر الذي يحتم تطبيق مفهوم الشراكة بشكل كامل بهدف الوصول إلى حلول متكاملة لجميع الصعوبات التي تعترض العملية التعليمية في سورية ولفتح الطريق أمام الخريجين الى سوق العمل.

ربى شدود

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency