الشريط الإخباري

الجعفرى: سورية تريد نهاية الحرب عليها ووقف تدفق الإرهابيين.. ليس لدى واشنطن رغبة سياسية في الفصل بين من تسميهم “معارضة معتدلة” و”جبهة النصرة” الإرهابية

نيويورك-سانا

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن سورية لا تحتاج لمساعدات إنسانية بل تحتاج إلى وضع حد للحرب الإرهابية التي تشن عليها مشيراً إلى أن الحكومة السورية فتحت معابر إنسانية لخروج المدنيين من شرق حلب إلا أن التنظيمات الإرهابية المسلحة تأخذ الناس دروعاً بشرية.

وقال الجعفري في مؤتمر صحفي عقده عقب جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول الوضع في سورية “بات على الجميع أن يدرك أن الحكومة السورية هي من تحارب الإرهاب وهي لا تقصف المدنيين فمن يعيش في سورية هو الشعب السوري .. والحكومة السورية لن تستهدف شعبها ولن تستهدف القوافل الإنسانية فمن فعل ذلك هم الإرهابيون والأمريكيون وحلفاؤهم البريطانيون والفرنسيون”.

وذكر الجعفري بأن الطائرات الفرنسية هي التي قصفت منبج في ريف حلب وقتلت 200 مدني جلهم من النساء والأطفال وقال “لكنهم لا يذرفون دموع التماسيح على ما فعلوه في منبج ولا ما يفعلونه في كل أنحاء سورية منذ أن بدأت الأزمة فيها قبل خمس سنوات بل هم يستمرون في قتل المدنيين ويستمرون في فرض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب ضد شعب سورية ويزعمون في نفس الوقت أنهم يريدون مساعدة الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية فكيف يبررون التناقض بين فرضهم الحصار على 23 مليون سوري عبر هذه الإجراءات ثم يدعون أنهم يريدون مساعدتهم من جهة أخرى”.

وأضاف الجعفري: “في الحقيقة نحن لا نحتاج المساعدة الإنسانية .. نحن نحتاج إلى وضع حد للحرب الإرهابية التي شنت علينا .. نحن لم نختر هذه الحرب بل هي حرب إرهابية مفروضة على الشعب السوري والحكومة السورية وبالنتيجة المسألة لا تتعلق بفرض وقف الأعمال القتالية في حلب لمدة 48 ساعة أو لمدة أسبوع فهذه ليست القضية الأساسية .. القضية الأساسية هي كيف نوقف هذه الحرب الإرهابية”.

وأشار الجعفري إلى أن الأمريكيين وحلفاءهم أسسوا تحالفاً دولياً غير شرعي لأنه لم يستند إلى قرار من مجلس الأمن ولم يتشاوروا مع الحكومة السورية ولم تطلبه منهم أصلاً وبالنتيجة فإن خرق السيادة الوطنية السورية بات سلسلة متعددة الوجوه والأشكال ومع ذلك يستمرون بمزاعمهم ويعقدون اجتماعات هيستيرية عن سورية يوماً بعد يوم وأحياناً عدة اجتماعات في اليوم الواحد بهدف تضليل الرأي العام عن حقيقة ما يجري في سورية.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: “المشكلة أن الأطراف غير المطلعة بشكل واف على حقيقة ما يجري في سورية يظنون أن المسألة تتعلق بعدم إرسال قوافل مساعدات إلى شرقي حلب حيث يعيش 250 ألف مدني كرهائن بشرية للجماعات الإرهابية .. إنه من المخجل أن تسمع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وهو يصرح أن الممرات التي أنشأتها الحكومة السورية لخروج المدنيين من تلك المناطق غير حقيقية ولا قابلة للعمل وغير آمنة .. هذا خاطئ بالكامل فنحن أنشأنا أربع بوابات لخروج المدنيين من تلك المناطق ولكن الإرهابيين يمنعونهم من الخروج ويستخدمونهم كرهائن وكدروع بشرية”.

وأوضح الجعفري أنه بالنتيجة هناك أمر خطأ في طريقة التعامل مع ما يجري في سورية فالحكومة السورية تواجه تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين والمئات من الجماعات الإرهابية التي تم صنعها جميعاً من قبل حلفاء الولايات المتحدة وهم السعوديون والقطريون والأتراك وهذا لم يعد سراً منذ زمن.

وأشار الجعفري إلى أنه تم نقل مئات الرسائل للأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ولكل طرف وشخص في هذه المنظمة الدولية حول حقيقة ما يجري في سورية ومع ذلك البعض في مجلس الأمن مصمم على التعامل بشكل انتقائي حين يتحدث عن الأزمة في سورية داعياً لنقلة حقيقية من قبل أعضاء مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة في مواقفهم من الحرب الإرهابية على سورية.

ولفت الجعفري إلى الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت جسري العشارة والميادين في ريف دير الزور وأدت إلى تدميرهما بالكامل موضحاً أن هذين الجسرين يستخدمان لأغراض مدنية من قبل مئات الآلاف من أهالي المنطقة.

وبين الجعفري أن هذه الضربات تأتي عقب الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور.

وقال الجعفري “إن هذا العمل بحد ذاته يؤكد ما قلناه عدة مرات بأن سياسة الإدارة الأمريكية تجاه سورية لا تستند على الإطلاق إلى ما يسمونه تقديم مساعدة إنسانية من جهة أو محاربة الإرهاب من جهة ثانية .. والحقيقة أنه بعد سنتين من مزاعم محاربة الإرهاب في سورية والعراق بات واضحاً أن الأفعال الخاطئة التي ارتكبتها السياسة الخارجية الأمريكية تجاه سورية وتجاه العراق ساهمت في تزايد وانتشار إرهاب “داعش” في سورية والعراق بل وفي كل أنحاء العالم”.

وأوضح الجعفري أنه ليس للولايات المتحدة رغبة سياسية في الفصل بين من تسميهم “معارضة معتدلة” وتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وأشار إلى أنه خلال اجتماعات مجموعة الدعم الدولية لسورية قبل عام طالب أصدقاء سورية داخل المجموعة ولا سيما الروس والإيرانيون الإدارة الامريكية بفصل ما يسمى بـ “المعارضة المسلحة المعتدلة” عن “جبهة النصرة” وقال: “الإجابة الوحيدة التي تلقيناها من الأمريكيين كانت كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل عام.. إننا لا نستطيع فصلهم .. أو لا نملك الإرادة السياسية لفعل ذلك”.

ولفت الجعفري إلى أنه بالإضافة إلى ذلك كان هناك بيان اجتماع فيينا الثاني الذي كلف الأردنيين بإعداد قائمة لتصنيف من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي وكلف السعوديين بإعداد قائمة تضم المعارضة التي سيتم التفاوض معها ولكنهما فشلا في الوفاء بهذه الالتزامات وكانت النتيجة أننا ذهبنا إلى محادثات جنيف السورية السورية ودخلنا في دوامة عدم تحديد إجابة من هو إرهابي ومن غير الإرهابي ومن هي المعارضة التي سيتم الحديث معها.

وتابع الجعفري: “في النهاية تبين أنه لا يوجد فرق بين هذه الجماعات وأننا نحارب إرهابيين سواء كانوا من “داعش” أو من “جبهة النصرة” أو “جيش الفتح” أو “جماعة السلطان مراد” فكل هذه الأسماء تتبع ذات العقلية الإرهابية التي يمثلها تنظيم القاعدة”.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: “لقد زعمت الإدارة الأمريكية لعقود أنها تحارب تنظيم “القاعدة” وبدأت ذلك في أفغانستان وانتهت بغزو العراق ثم انتقلت إلى ليبيا وظنت أنها تستطيع القيام بالأمر ذاته في سورية ولكنهم لم ولن يحققوا هذه المهمة المزعومة في سورية .. فسورية ليست العراق وليست ليبيا .. علينا جميعاً أن نفهم أن الخطة هي تكرار أسوأ السيناريوهات في سورية كما فعلوا في العراق وليبيا وفي نيكاراغوا وفي أي مكان آخر ارتكبوا فيه مجازرهم”.

وأضاف الجعفري: “قرأتم البارحة التقرير الإخباري للصحفي الألماني فون يورغن توتنهورف الذي التقى بأحد متزعمي “جبهة النصرة” الذي قال له إن الجبهة وهي منظمة إرهابية حسب تصنيف الأمم المتحدة تتلقى أسلحة ثقيلة بما فيها الدبابات ومضادات الطائرات المحمولة على الكتف من الدول الغربية” موضحاً أن هناك مشكلة أخلاقية يرتكبها موظفون كبار في منظمة الأمم المتحدة وليست مشكلة سياسية وأن هناك جهات تكذب وتضلل الرأي العام العالمي حيث قتل الملايين في العراق ومئات الآلاف في ليبيا ولم يتعلموا الدرس.

وتابع الجعفري: “مئات الآلاف قتلوا في سورية ومثلهم شردوا بينما المندوبة الأمريكية تدعو لعقد اجتماع لمجلس الأمن من أجل بحث أزمة الشاذين جنسياً في سورية والعراق .. فهل المشكلة في سورية والعراق تختصر بمشكلة أحد الشاذين في الموصل والثاني في إدلب .. هذا مخجل”.

وخلال رد مندوب سورية الدائم على أسئلة الصحفيين أكد أن بعض موظفي الأمم المتحدة يتحملون مسؤولية دعم الإرهابيين وعرقلة المصالحات مشيراً إلى وجود مشكلة أخلاقية في مقاربة العاملين في الأمم المتحدة للأزمة في سورية فهم يشجعون استمرار الإرهاب ضد الحكومة وضد الشعب السوري.

ولفت الجعفري إلى ما حدث في حي الوعر بحمص عندما شجع أحد العاملين مع الأمم المتحدة المسلحين على عدم تسليم أسلحتهم وهذا يعني أن هناك ممثلين للأمانة العامة متواطئين في سورية وخارجها يريدون استمرار الأزمة والمتاجرة بالشأن الإنساني على حساب آلام الشعب السوري بهدف جعل الدولة فاشلة.

وشدد الجعفري على أن المجتمع الدولي فشل في مكافحة الإرهاب وفي حل الأزمة الإنسانية وفي دفع الحل السياسي لأن هدف الكثير من الدول هو الإطاحة بالحكومة وتدمير الدولة السورية وإنشاء الفوضى الخلاقة التي طبقوها في العراق وبعده في ليبيا.

كما أكد المندوب الدائم على أن واجب الحكومة السورية استناداً للدستور ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة محاربة الإرهابيين أينما كانوا على الأرض السورية وتحرير كل الأرض السورية من هؤلاء الإرهابيين المتعطشين للدماء وقال: “سنستمر بحربنا على الإرهاب ونريد مساعدة حقيقية للحكومة السورية في الحرب على الإرهاب ولا نريد مساعدة وهمية ولا مزاعم واهية تستهدف حكومتنا”.

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية تحارب الإرهاب بغض النظر عن العناوين التي تغيرها الجماعات الإرهابية يومياً وأن المعارضة الوطنية السورية هي ضرورة ولكن يجب أن تكون وطنية بحق لا أن تكون وكيلة لقطر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها وأن تكون معارضة سلمية وغير مسلحة لا تنضم للإرهابيين بل تلجأ للوسائل السلمية في المعارضة ولا ترفع السلاح في وجه الدولة ولا تدمر البنى التحتية ولا تتحالف مع “اسرائيل” ومع أعداء سورية.

من جهة أخرى أوضح الجعفري أن السبب الحقيقي وراء هجرة مئات الآلاف من السوريين ونزوح الملايين منهم في الداخل هو تدمير البنى التحتية وفرض الإجراءات  الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري.

وأشار المندوب الدائم إلى أنه عندما تم الإعلان عن اتفاق وقف الأعمال القتالية أعلنت عشرون مجموعة إرهابية رئيسية في حلب أنها ضد هذا الاتفاق الذي دعمته الحكومة السورية وأنها لن تلتزم به وقال “إن هذه الجماعات الإرهابية هي نفسها التي هاجمت قافلة المساعدات الإنسانية في أورم الكبرى بحلب كما أعلنت الحكومات الثلاث التركية والقطرية والسعودية بطريقتها الخاصة أنها لن تدعم هذا الاتفاق فهل من الصعب التوصل إلى نتيجة حول من أفشل الاتفاق”.

وفي ختام المؤتمر الصحفي أشار الجعفري إلى استئناف الحوار السوري السوري وقال: “لقد أمضيت في جنيف كرئيس للوفد السوري خمس ساعات لإقناع المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا بالعودة إلى جنيف في 13 أيار بدلاً من 12 والآن نحن في 29 أيلول والمبعوث الخاص للأمين العام لم يأخذ الضوء الأخضر من القوى النافذة بالدعوة لاستئناف الحوار السوري ومازال غير قادر على طرد الإرهابيين من محادثات جنيف”.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency