الشريط الإخباري

المشاركون بندوة اللغة العربية والإعلام تكامل أم تنافر: ضرورة الحد من استخدام العامية بوسائل الإعلام

دمشق-سانا

أكد المشاركون في الندوة الفكرية التي أقامها فرعا اتحاد الكتاب العرب في دمشق والقنيطرة أمس تحت عنوان “اللغة العربية والإعلام تكامل أم تنافر” دور وسائل الإعلام في تعزيز علاقة النشء مع لغته الأم وتطوير التعاون القائم بين مجامع اللغة ووسائل الإعلام وتطوير اللغة الإعلامية المستخدمة حاليا.

وبدأت الندوة التي أقيمت في مقر فرع اتحاد كتاب دمشق وأدارها الدكتور عبد الكريم حسين بمحور بعنوان “واقع اللغة العربية في وسائل الإعلام” للباحث ديب علي حسن حيث قال.. إن “الإعلاميين العرب لعبوا دورا في تنقية لغتهم مما أصابها من تشويهات جراء سياسة التتريك التي اتبعها الاحتلال العثماني للوطن العربي على مدى قرون” مشيرا إلى إسهام الصحف العربية خلال عصر النهضة بتطوير مفردات اللغة وأساليبها والتخلص من المحسنات البديعية والعنت اللغوي.

ودعا حسن إلى التكامل بين الإعلام واللغة العربية لأنهما مستهدفان معا من قبل الاستعمار الحديث مشيرا إلى أن الحرب على سورية كشفت حقيقة هذا الاستهداف عبر ما تبثه وسائل إعلام جندت منظوماتها لنشر أفكار هدامة تسعى لتهشيم اللغة العربية وإنهاء دورها الحضاري والمعرفي عبر التاريخ وإلغاء الحضارة العريقة التي امتدت لآلاف السنين.

على حين اعتبر الإعلامي محمود الجمعات عبر محوره “من المسؤول عن إفساد الذائقة اللغوية إعلاميا” أن هناك حاليا جيلا من المذيعين ومقدمي البرامج وقارئي التقارير الإخبارية أو الثقافية لديهم لغة عربية محطمة فهم لا يميزون همزة الوصل من همزة القطع ولا اللام القمرية عن اللام الشمسية إضافة إلى عدم القدرة على تقديم الحروف بمخارجها الحقيقية مؤكدا دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في تغيير نظرة النشء إلى لغته الأم وتقريبها إلى أذهانه بدلا من نشر الدعوات لتعلم لغات أخرى.

وحمل الجمعات وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص ولا سيما الإذاعات مسؤولية نشر اللهجات العامية كبديل للغة الفصحى إلى درجة منع مذيعيها من التحدث بها إضافة إلى ارتكابها كما هائلا من الأخطاء اللغوية ما يشوه دور الإعلام ويجعله قاصرا في نشر اللغة العربية السليمة.2

بدوره بين الدكتور ممدوح خسارة عضو مجمع اللغة العربية في محوره “ماذا فعل مجمع اللغة العربية للنهوض بواقع اللغة العربية إعلاميا” أن أهداف المجمع المحافظة على اللغة من الركاكة والتردي ومزاحمة اللهجات لها في الحديث الشفاهي والتعبير الكتابي ومراقبة لغة التأليف للكتاب وفي التعليم والإعلام وتعريب لغة الإدارة وأحياء التراث العربي القديم وتطوير اللغة العربية لمواكبة العصر ووضع المعاجم المصطلحية المتخصصة ومعالجة القضايا اللغوية الساخنة ورفد اللغة العربية بمصطلحات جديدة وترجمة الكتب العلمية المتخصصة مؤكدا ضرورة مساهمة الوسائل الثقافية والإعلامية مع مجمع اللغة العربية في تعزيز الانتشار العالمي للغة العربية والعمل على الحفاظ عليها.

ولفت خسارة إلى دور بعض الفضائيات في إعداد برامج للأطفال ناطقة بالفصحى معتبرا أن هذا التوجه ينقض ما زعمه البعض قبل عقود بأن اللغة الفصحى آيلة إلى الزوال وأن الوقائع تثبت تمسك العرب بلغة أجدادهم ووعاء حضارتهم.

وأشار الصحفي سامر الشغري في محوره “لماذا أصبحت اللغة العربية عبئا على الإعلام” إلى أن تضاؤل الاهتمام باللغة العربية في الإعلام بدأ منذ ستينيات القرن الماضي تحت وطأة دعاوى إعطاء الثقافة مدا شعبيا فانتشر استخدام العاميات تلاه شيوع الألفاظ الأجنبية في أسماء وسائل الإعلام وعناوين برامجها.

ولفت إلى ضرورة تطوير اللغة الإعلامية بدءا من تدريسها بصورة مكثفة في كليات الإعلام وإخضاع العاملين في وسائل الإعلام بدورات مستمرة في اللغة العربية وتعزيز التعاون بين اللغويين والإعلاميين واستخدام ألفاظ أبسط وأسهل على المستمع في تعريب المصطلحات والتخفيف التدريجي من استخدام العاميات في محطات التلفزة والإذاعة.

من جانبه بين الإعلامي عدنان بكرو في محوره “أهمية اللغة العربية ودورها في الإعلام” أن اللغة العربية تواجه على نطاق واسع في الوطن العربي خطر الذوبان في اللهجات المحلية واللغات الوافدة معتبرا أن الضاد هي اللغة الأم الموحدة والشاملة والجامعة لكل العرب حيث اختزنت الثقافة والحضارة وأنارت الشرق والغرب وامتلكت على الدوام الرحابة التي تستوعب جميع الثقافات وظلت أهم مكونات القومية العربية.

وأضاف بكرو.. “تعيش اللغة مأزقا حقيقيا في الإعلام إذ تسربت أخطاء شائعة في اللغة المستخدمة بمعظم البرامج الإعلامية وصولا إلى استخدام العامية الركيكة” مؤكدا ضرورة إصلاح واقع اللغة في الإعلام لما له من أثر في تنشئة الأجيال ورفع الذائقة اللغوية.

ورأى محمد الحوراني رئيس فرع اتحاد الكتاب بدمشق في الندوة جزءا من مشروع ثقافة التنوير الذي أطلقه الاتحاد العام للكتاب مطلع العام والذي يشكل الحفاظ على اللغة والدفاع عنها بندا أساسيا فيه لافتا إلى أن مشاركة عدد من الكتاب والإعلاميين ومن أغلب المؤسسات الثقافية تعكس تطلعات شرائح مختلفة حول كيفية تواصل الإعلام مع الجمهور بلغة سليمة وسلسة.

وعن رأيها في الندوة قالت الروائية والقاصة سوسن رضوان “برز دور المثقفين في الندوة بدعم ثقافة التنوير التي أصبحت شعارا لاتحاد الكتاب العرب لأن اللغة العربية هي أساس التعليم وأساس قوة الإعلام وهي المعبر الأول عن الفكر والعقل” داعية لتكرار مثل هذه الندوات لإرساء قواعد اللغة العربية التي تعتبر أهم مقوماتنا الحضارية.

وعبرت الإعلامية أمل الحموي عن رفضها استخدام اللهجات المحلية في الوسائل الإعلامية والتي تعكس حقيقة من يقف وراء هذه الظاهرة الهادفة لإنهاء دور اللغة العربية موءكدة أن الدفاع عن لغتنا يساهم في بناء إنسان يرفض التبعية والتدخل الخارجي ويؤمن بالعروبة كإطار حضاري وإنساني جامع.

وقدمت الندوة طروحات متباينة أغنت الهدف من إقامتها وبعثت برسالة وطنية من شأنها أن تسهم في قرع نواقيس الخطر ضد المتآمرين على سورية بحضور أغلب الوسائل الإعلامية سواء في المشاركة بالندوة أو في تغطيتها ما يدل على أن الشعار الذي أطلقه اتحاد الكتاب العرب “ثقافة التنوير” بدأ بإعطاء بشارته الأولى.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency