الشريط الإخباري

اللقاح وتجنب التدخين أمام الطفل لوقايته من التهاب القصيبات الشعرية قبل قدوم الشتاء

السويداء -سانا

مع قدوم فصل الشتاء يزداد انتشار التهاب القصيبات الشعرية بين الأطفال والذي يصيب الأجزاء الانتهائية من القصبات مما يؤدي لتضيقها أو انسدادها مسببا صعوبة تنفس عند الطفل.

يحدث التهاب القصيبات الشعرية حسب اختصاصي أمراض الأطفال الدكتور/معتصم العبد/ بشكل نموذجي عند الأطفال الرضع ودون السنتين من العمر وذروة حدوثه تكون بعمر بين 3 و6 أشهر ويصيب الذكور أكثر من الإناث والأطفال الذين يتلقون الحليب الصناعي أكثر ممن يتغذون على حليب الأم ومن العوامل الموءهبة أيضا للإصابة بالمرض التعرض لدخان السجائر والمخرشات.

ويبين الدكتور العبد ان هذا الالتهاب غالباً ما ينتج عن خمج فيروسي وهو أهم الفيروسات المسببة حيث ينتشر هذا الفيروس في فصل الشتاء وأول الربيع فتؤدي الإصابة به لدى الأطفال تحت السنتين من العمر إلى التهاب القصيبات بينما تؤدي الإصابة لدى الأطفال الأكبر إلى زكام أو تشنج قصبي بسيط.

وحذر الدكتور العبد من أن التهاب القصيبات معدٍ جدا وينتشر نتيجة لمس اللعاب أو المفرزات التنفسية كالرذاذ الناتج عن العطاس والسعال وعادة ما تكون العدوى من أحد أفراد العائلة المصاب بالرشح البسيط.

وتبدأ أعراض الإصابة بالمرض حسب الاختصاصي على شكل سيلان وانسداد أنف وسعال بسيط مع ارتفاع حرارة وتستمر هذه الحالة ليومين ثم يزداد السعال شدة ويترافق بوزيز وتهيج الطفل وتململه وضعف رضاعته وقلة نومه.

وفي الحالات الأشد يصبح التنفس سريعا وسطحيا ويحدث سحب بين الأضلاع الصدرية مع شخير وتوسع فتحتي الأنف عند التنفس وتسارع ضربات القلب وقد تظهر الزرقة في الشفتين وأطراف الأصابع وقد يصاب الطفل بالجفاف نتيجة ضعف الرضاعة وضياع السوائل عن طريق التنفس السريع ويشير الدكتور العبد إلى أن المرض يستمر نحو أسبوع عادة وتكون ذروة الأعراض في اليومين الثاني والثالث لبدء السعال ثم يبدأ المرض بالتراجع وقد يستمر السعال لأسابيع.

ويشخص المرض كما يوضح العبد عبر الفحص السريري دون داع للتحاليل المخبرية وقد يجري في بعض الحالات تصوير الصدر بالأشعة السينية لنفي وجود أمراض أخرى تعطي أعراضا مشابهة.

ويبين الدكتور العبد أن علاج التهاب القصيبات الشعرية يتم من خلال تقديم العلاج الداعم فقط إذ ليس هناك علاج نوعي لهذا المرض ولا تفيد فيه مهدئات السعال أو المضادات الحيوية لكن قد يلجأ الطبيب إلى موسعات القصبات بينما تقتصر المعالجة المنزلية على تزويد الطفل بالسوائل أكثر من المعتاد وقد يفيد ترطيب جو المنزل بأجهزة التبخير وكذلك تنظيف الأنف بالسيروم الفيزيولوجي وخاصة قبل الرضاعة وعند النوم ويعطى الباراسيتامول عند ارتفاع الحرارة.

ويشدد العبد على ضرورة التوجه إلى الطبيب في حال اشتداد الأعراض وظهور علامات جفاف و تبول أقل من المعتاد لافتاً إلى وجود بعض الحالات التي يجب أن تعالج في المشفى منها الأطفال الذين لم يتجاوزوا الثلاثة أشهر أو ممن يعانون من تسرع القلب وصعوبة التنفس أو إقياء وإسهال وضعف الرضاعة الواضح ووجود حالات مرضية خاصة مثل الطفل الذي يولد خديجاً أو لديه مرض قلبي أو رئوي .

وفيما يتعلق بالوقاية من الإصابة بالمرض يوصي / العبد/ بضرورة عدم التدخين بجانب الطفل مع غسل اليدين قبل لمسه وإبعاده عن الأطفال المصابين بالرشح والسعال و إعطائه اللقاحات مثل لقاح الانفلونزا بعد سن 6 أشهر وقبل سن 5 سنوات ولقاحا ضد فيروس آر أس في والذي يعطى قبل فصل الشتاء وخاصة للأطفال الأصغر من سنتين ولديهم أمراض رئوية مزمنة أو أمراض قلبية خلقية والخدج.

ويختم العبد بالاشارة إلى وجود فرق بين التهاب القصيبات الشعرية و ربو الأطفال لأن الربو يشخص في كل الأعمار وهو يسبب وزيزاً متكررًا لكن التهاب القصيبات الشعرية نادرًا ما يحدث بعد عمر السنتين ويترافق عادة بالحمى وسيلان الأنف.

سهيل حاطوم