الشريط الإخباري

في ذكرى وعد بلفور المشؤوم.. المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية مصيرها الفشل المحتوم

دمشق-سانا

تجدد الذكرى الثامنة والتسعون لصدور وعد بلفور المشوءوم الذي منحت بموجبه بريطانيا لليهود “الحق” في إقامة ما يسمى “وطنا قوميا لهم” في فلسطين بناء على المقولة المزيفة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” والتي تمر اليوم القناعة لدى الكثيرين بأن ما نشهده من مؤامرات وهجوم شرس على المنطقة ودولها ليس إلا استكمالا لمخطط قديم يستهدفها ويروم السيطرة على مقدراتها.

ويعد هذا الوعد الذي قدمه وزير خارجية بريطانيا ارثر جيمس بلفور عام 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد الدعامة الأولى لقيام الكيان الصهيوني الغاصب على الأراضي الفلسطينية حيث سمح من خلاله للمهاجرين اليهود بالقدوم من مختلف أصقاع الأرض إلى فلسطين وإقامة المستوطنات على أراضيها بمساعدة وتسهيل من قبل سلطات الاحتلال البريطاني.

وبشكل سريع اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا حسب زعمها لتدعم به مشاريعها في إقامة دولة يهودية في فلسطين بما ينسجم مع المخططات والمشاريع الاستعمارية التي تستهدف المنطقة العربية بشكل عام وفلسطين بشكل خاص فاستقدمت عشرات الآلاف من اليهود وبدأت ترسيخ مخططاتها على الأرض الفلسطينية وسط دعم كامل من الغرب الاستعماري وغياب لموقف عربي فاعل بفعل هيمنة الاستعمار على المنطقة ومقدراتها.

ولم يقتصر الدعم الذي قدمه الغرب لكيان الاحتلال الغاصب على الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية وتقديم التغطية لكل الجرائم والاعتداءات التي ارتكبتها عصابات ومسؤولو هذا الكيان ضد العرب والفلسطينيين بل تعداه إلى التمويل والتسليح والمشاركة إلى جانبه في عدوانه على الدول العربية.

في مقابل ذلك وعلى الرغم من كل هذه الظروف فرضت مقاومة الشعب الفلسطيني لتداعيات ونتائج الوعود والقرارات البريطانية ومحاولات الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة وقائع جديدة على الارض لتنطلق المقاومة الفلسطينية عبر ثورات متلاحقة كان أولها ثورة البراق عام 1929 لتليها ثورة عام 1936 وصولا إلى الثورة الفلسطينية في العام 1965 وما تبعها من انتفاضات متلاحقة لا ولن تتوقف حتى ينال هذا الشعب حريته واستقلاله.

وتؤكد الوقائع المتلاحقة أن هذا الوعد وما تبعه من خطوات يشكل جزءا من الموءامرة الكبرى التي حاكتها وتحيكها الدول الغربية الاستعمارية ضد منطقتنا العربية والتي تستمر حتى اليوم وتتمظهر بأشكال وأدوات وتجليات مختلفة منها المحاولات المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية واستهداف الدول المتمسكة بالحقوق والثوابت القومية وفي مقدمتها سورية التي تعرضت وتتعرض حتى اليوم لكل أنواع التضييق والحصار والحرب لدورها الأساسي في دعم الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ومقاومتها في وجه الاحتلال الاسرائيلي وداعميه ومشاريعهم الهادفة الى الهيمنة على هذه المنطقة.

واليوم وفي ظل استمرار المؤامرات الصهيونية والغربية بالتعاون مع أدواتهما في المنطقة من أنظمة وممالك ومشيخات فإن مقاومة هذه المؤامرات مستمرة وتزداد ضراوة على مختلف الجبهات لتثبت الانتفاضة المتجددة في فلسطين أن كل المحاولات الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية مصيرها الفشل المحتوم على الرغم من كل الوعود والدعم الغربي المتدفق الى كيان الاحتلال ولتثبت سورية أيضا في مواجهتها للارهاب وداعميه أن مقاومة مشاريع ومخططات الهيمنة والاخضاع لا بد أن تنتصر مهما كانت التضحيات.